في كل تجاربه كان أنطونيوس يستمد قوته من اللّـه تعالى الذي يرمق خائفيه بعينه الساهرة. ونتيجة لخبرته الروحية هذه قال يوماً لتلاميذه[9]: إني أبصرت مصابيح من نار محيطة وسمعت صوت اللّـه القدوس يقول: «لا تتركوهم ما داموا مستقيمي الطريقة» فلما أبصرت هذا تنهدت وقلت: «ويلك يا أنطونيوس: إذ كان هذا العون محيطاً بالرهبان، ومع ذلك فالشياطين تقوى عليهم أحياناً!» فجاءني صوت الرب قائلاً: إن الشياطين لا تقوى على أحد، لأني منذ أن تجسدت سحقت قوتها عن البشريين، ولكن كل إنسان يميل إلى الشهوات ويتهاون بخلاصه، فشهوته هي التي تصرعه وتجعله يقع». فصحت قائلاً: «طوبى لجنس الناس وبخاصة الرهبان، لأن لنا سيداً هكذا رحيماً ومحباً للبشر».