فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى (يسوع) طلبته فما وجدته (نش 1:3)

[tito227]

فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى (يسوع) طلبته فما وجدته (نش 1:3)




الجمعة 29 مارس 2013
القس بطرس سامى
كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى


فى سفر نشيد الأنشاد يرمز العريس للمسيح والعروس للكنيسة أو لكل نفس فينا فقد إفتدانا المسيح بدمه وأدخلنا معه فى هذه العلاقة التى قوامها "الوحدة معه" التى نحياها من خلال سر المعمودية المقدسة وسر الإفخارستيا (التناول) و لذلك فالمسيح بالنسبة لكل منا هو "من تحبه نفسى" أى الحبيب الوحيد. وهذا ما يشعر به كل إنسان تلامس وانجذب من محبة الرب الفادى على الصليب، أن المسيح صار الحبيب الأول بل الحبيب الوحيد، ومن محبتنا للمسيح فقط تكون كل محبة أخرى مستمدة وفاعلة وصحية وصحيحة.
و خلال حياتنا تتوالى سقطاتنا.. فالعدو يحاربنا ونحن أمام شهوة الخطية وضعف الجسد نسقط ويمر بنا هذا الليل، ولكن لنا رجاء ونحن على فراش الخطية الذى يمثل سقوطنا وتهاوننا نشعر بما شعر به الإبن الضال الذى وصف مشاعره الرب يسوع - اننا نشتاق إلى يوم واحد فى بيت الرب. كما قال داود: أن يوم واحد فى ديار الرب أفضل من كل مظال الخطاه، فنعود نطلبه و نتذكر كم كنا فى مجد و فرح فى حضن الحبيب.
و كما حدثنا الروح القدس فى سفر نشيد الأنشاد على لسان العروس الذى هو لسان كل واحد منا "إنى أقوم و أطوف....أطلب من تحبه نفسى"(نش 2:3)، يحدثنا الروح القدس فى العهد الجديد على لسان القديس لوقا "أقوم وأذهب إلى أبى و أقول له يا أبى أخطأت إلى السماء و قدامك"(لو 18:15).
فشكراً لصليب المسيح الذى بواسطته و بواسطة الدم المسفوك عليه كان الغفران لخطايانا وشكراً لمحبة المسيح الفائقة المعرفة التى أحبنا بها بغنى "الله الذى هو غنى فى الرحمة من اجل محبته الكثيرة التى أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح"(أفسس 5:2)
و هكذا صار هناك رجاء وقبول لأعظم الخطاه مهما كانت خطاياهم وضعفاتهم مهما كانت قسوة سقوطهم أو طول بعدهم، وكما تقول عروس النشيد فى نشيدها الذى يمثل نشيد كل منا "شماله تحت رأسى و يمينه تعانقنى"(نش 6:2) فقد تواضعت يد الله ونزلت تحت مستوى رأس كل خاطىء منحنى لترفعها من وحل الخطية والإدمان والسقوط، وتجلت يمين الرب وصنعت قوة "يمين الرب صنعت قوة، يمين الرب رفعتنى، يمين الرب صنعت قوة فلن أموت بعد، بل أحيا وأحدث بأعمال الرب" (مز 118 بحسب الترجمة القبطية)
فلنقم و لنستمد قوة قيامتنا من قيامة المخلص الذى قهر الموت بها ولنتحرك صوب مخلصنا مهما كانت ضعفاتنا وخطايانا واثقين بمحبته الأبدية التى أحبنا بها، ولنتجاسر ونؤمن بأن دمه الثمين يبرر فجورنا ولنتب عن كل شر بطهارة وبر ونتحد بألوهية مخلصنا العجيب بتناولنا بثقة من جسده ودمه و ليكن المزمور 118 تسبحة بهجتنا بعمل الرب الخلاصى من أجلنا فنحيا واثقين أننا لن نموت بعد لأن لنا حياة المسيح ونحدث بأعمال الرب كما يقول الهوس الثانى "أوؤنه إيفول" التى ترجمتها الحقيقية "أن نعترف و نظهر مجد الرب الذى صنعه لنا".

[Mary Naeem]

موضوع جميل جدا
ربنا يباركك

[Mary Naeem]

موضوع جميل جدا
ربنا يباركك