|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرؤى والظهورات كلها، قد منحها الله للناس دون أن يطلبوا.. أكان أبونا يعقوب يطلب أن يري سلمًا واصلة بين السماء والأرض؟! وكان يطلب أن يري ملائكة الله صاعده ونازلة علي هذا السلم، وصوت الله يناديه ويمنحه الطمأنينة والهدوء (تك 28: 12-15).. كل ذلك بعد أن خدع أباه وأخذ منه البركة بمكر.. أليس أن هذه الرؤيا جاءت ليعقوب دون أن يطلب؟! وبنفس الوضع الرؤيا التي رآها القديس يوحنا في بطمس. إنه لم يطلب مطلقًا في منفاه أن يري المسيح،" ووجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها، وعيناه كلهيب نار "بل أن يوحنا لم يحتمل هذا المنظر وسقط علي الأرض كميت (رؤ 1: 12 - 17). حيوانات غير المتجسدين، والملائكة السبعة أصحاب الأبواق، وأصحاب الجامات، وكل ما هو عتيد أن يكون.. وهو لم يطلب أن يري السماء مفتوحة، ويرى عرش الله، والأربعة والعشرين كاهنًا، والأربعة وكيف يطلب شيئًا من هذا، وهو لا يعلمه. ونفس الكلام ينطبق علي رؤى دانيال، ورؤى حزقيال، وباقي الرؤى وكل الأحلام المقدسة، وكل النبوءات أيضًا. كل ذلك كشف إلهي، لا يعقل أن يطلبه أحد لأنه طبعًا لا يعرفه ولا يدور بذهنه.. أحلام يوسف الصديق عن مستقبل حياته، ما كانت تدور بذهنه. ما كان يجول بذهنه -وهو صغير إخوته- أن يأتي إليه إخوته ويسجدوا له، وكذلك أبواه. لذلك فالحلم الخاص بسجود الشمس والقمر والأحد عشر كوكبًا له، ما كان يطلبه. ولا الحلم الخاص بسجود حزم إخوته لحزمته (تك 37). إنها رئاسة يمنحه الله إياها، ويعلنه بها، دون أن يطلب. ونفس الكلام نقوله عن موهبة يوسف في تفسير الأحلام. ونقول هذا عن كل موهبة أخري يمنحها الله لإنسان. مثل موهبة الموسيقي والمزامير التي وهبها الله لداود دون أن يطلب، ومثل موهبة القوة التي وهبها لشمشون دون أن يطلب. ومثل موهبة الجمال التي وهبها ليوسف (تك 39: 6) ولموسي (أع 7: 20) ولداود (1 صم 16: 15). والأحلام المقدسة هي موهبة أخري من الله لأسباب روحية. بعضها للمعرفة والبعض للإنقاذ، أو للتعزية أو للبشارة.. حلم ليوسف النجار لينقذه والعائلة من سيف هيرودس (متي 2: 13). وحلم آخر للمجوس (متي 2: 12). وأحلام لأبيمالك لإنقاذ سارة زوجة إبراهيم (تك 20: 3) وحلم لسليمان ليمنحه الرب بركة (1 مل 3: 5)،وحلم لنبوخذ نصر فسره له دانيال لكي يتضع ويتوب (دا 4: 4-27). وأحلام البشارة كثيرة مثل الحلم الذي ظهر ليوسف النجار يبشره بميلاد المسيح. كل هذه الأحلام منحها الله لأصحابها دون أن يطلبوا.. وقد قدم الله الرؤى والأحلام كموهبة من روحه القدوس، مثلها مثل النبوءة وحينما قال في سفر يؤئيل النبي: "اسكب روحي علي كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلامًا ويري شبابكم رؤى" (يوء2: 28) وتكررت هذه العبارة في سفر أعمال الرسل (أع 2: 17). النبوءات أيضًا منحها الله للأنبياء دون أن يطلبوا.. ومنحنا أيضًا هذه النبوءات لفائدتنا دون أن نطلب. وكل الذين أرسلهم الرب كأنبياء، ما كانوا سيرون هكذا. وإنما في لحفظة لا يعرفها أحد نسمع مثلًا أنه "كانت كلمة الرب إلي أرمياء النبي" (دا 9: 2) أو صارت كلمة الرب لحزقيال (حز 3: 16) أو "صارت كلمة الرب إلي صفنيا" (صف 1: 1).. كل ذلك دون أن يطلب واحد منهم.. واضح أن الرب يكلم البشر متى يشاء، دون أن يطلبوا.. أنه يقدم الحلم أو الرؤيا أو النبوءة، أو الموهبة، دون أن نطلب، وربما في وقت لا نتوقعه علي الإطلاق. وإن كان هذا بصفة عامة، فبالأكثر مواهب العهد الجديد.. |
|