مار مرقس ( وإسمه الأصلى يوحنا ) هو أحد الإنجيليين الأربعه و لم يكن من الإثنى عشر تلميذاًو أصله يهودى من سكان الخمس مدن الغربية ... هاجر والده أرسطو بولس و مريم إلى فلسطين موطن أجدادهم و سكنا أورشاليم فى وقت ظهور السيد المسيح .
كان من أوائل الذين قبلوا دعوته فإختاره من جملة السبعين رسولاً و قد إجتمعت تقاليد المسيحية على أن الرب يسوع كان يتردد على بيته ... و أنه فى هذا البيت أكل الفصح مع تلاميذه ، و فى إحدى غرفه حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين. و جاء فى سفر أعمال الرسل أن الرسل بعد الصعود كانوا يجتمعون فى بيته ( أع 12 : 12 )
رافق مار مرقس بولس الرسول و برنابا ( خاله ) إلى أنطاكية سنة 45 م وذهب معهم إلى قبرص ثم إلى بعض جهات أسيا الصغرى و لما جاءوا إلى برجة بمفيليه تركهما هناك و عاد إلى أورشاليم . و قد ذهب مرة ثانية مع خاله برنابا إلى قبرص و هناك إفترقا فقصد مار مرقس شمالى إفريقيا وحده حيث بشر الخمس مدن الغربية سنة 52 م ثم غادرها إلى الأسكندرية سنة 60 م و أخذ يبشر فيها بالمسيح .
لم تكن أخبار المسيحية مجهولة من أهل الأسكندرية قبل أن يذهب إليها مار مرقس لأن بعضهم حضر حلول الروح القدس على التلاميذ فى يوم الخمسين و لما عادوا إلى الأسكندرية خَّبروا بما سمعوا وبما رأوا . و كانت الأسكندرية مأهولة بعدد كبير من اليهود و اليونانيين ، هذا بالإضافة إلى المصريين فظل القديس مار مرقس يسير فى شوارع الأسكندرية حتى تمزق حذاؤه فدخل إلى إنيانوس الإسكافى ليصلحه و أثناء ذلك أُصيب بالمخراز فصرخ من الألم " يس ثيؤس " أى يا الله الواحد ... فانتهز مار مرقس هذه الفرصة و بعد ما أبرأ له جرحه أخذ فى الحال يعلمه عن هذا الإله الحى الواحد . و كان هذا سبب التعارف بينهما فدعاه الإسكافى إلى بيته و جمع أصحابه و جيرانه فبشرهم بالمسيح و عمدهم بما آمنوا ... و بهذه الخميرة الصغيرة إختمر العجين كله بمصر ، و سرعان ما نمت الكنيسة فرسم مار مرقس إنيانوس أسقفاً و أقام معه قسوساً و شمامسة ووضع لهم قداساً و هو الذى يعرف الآن بالقداس الكيرلسى نسبة للبابا كيرلس عمود الدين الذى دونه و رتبه فى صورته الحالية .