بمناسبة أعياد الكريسماس في جميع أنحاء العالم
+ سلام غامر لكم بفيض المحبة بسكيب غنى النعمة من ملك السلام
الذي أتى كالتدبير في ملء الزمان ليرد آدم وبنيه لمكانته الأولى ليحيا في الجو الإلهي، ويعود للشركة الإلهية التي فقدها إذ سلبه العدو الحكمة والفهم، فسرى في الإنسانية تيار الموت إذ بدأ كل إنسان بعد السقوط في اختراع الشرّ ففقد براءة طبيعته الأولى البسيطة، فأتى حمل الله رافع خطية العالم في ملء الزمان زارعاً نفسه في طبعنا الإنساني باتحاد غير قابل للافتراق، حتى كل من يأتي إليه يغيره بروحه الخاص طابعاً فيه صورته ليرتفع معه لذلك الحضن الأبوي فيجد راحته وسلامه الحقيقي الدائم إلى الأبد.+ أهنئكم يا إخوتي بفترة عيد الميلاد
التي يعيد لها الكثيرين في أيام مختلفة، لكنه في الحقيقة عيد واحد لنا جميعاً، فالمسيح الرب هو للكل ورأس الجسد الواحد، فمهما ما اختلفت الأيام فهي بشرية أرضية لا تعني لنا شيئاً في ذاتها، لكن عيدنا هو عيد فرح البشرية المتعبة التي وجدت سلامها الفقود في المسيح يسوع طفل بيت لحم، الذي جمعنا كلنا معاً لنكون من لحمه وعظامه، فهو مسيح العالم كله ولا يقبل أقل من جميع الناس من كل مكان في الأرض، لأنه حمل الله رافع خطية العالم، ولا يختص بشخص ما أو مجموعة معينه منفردة وحدها، لأن المسيح هو مسيح العالم كله بلا استثناء، لذلك اكتب تهنئة للجميع بلا تمييز أو انفراد، بل للجميع، لأن ليس لنا حياة إلا في شخصه العظيم القدوس.+ فطالما حياتي في المسيح الرب وحياتك أيضاً فيه،
فنحن لنا رأس واحد هو مسيح الله مُخلِّص العالم كله، وصرنا شركاء - طبيعياً - في التبني أعضاء جسده من لحمه وعظامه، لذلك نهنئ أنفسنا جميعاً لأن الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحق، فالعيد عيد تجديدنا وحياتنا الإلهية الحلوة التي فيها نتذوق غنى النعمة المُخلِّصة ويمتلئ قلبنا بالسلام الإلهي الذي يفوق كل عقل.+ فسلام الله وغنى نعمته لينسكبا سكيباً
في قلوبكم يا أحباء الله العلي، ولتكن هذه الأيام أيام سلام وراحة للجميع ولجميع الأوطان المضطربة بالحروب والمشاكل السياسية، طالبين من الله أن يحفظ الجميع سالماً من كل ضيق أو شبه شرّ آمين