رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ بَعضُ اليونانِيِّينَ في جُملَةِ الَّذينَ صَعِدوا إلى أُورَشَليمَ لِلْعِبادَةِ مُدَّةَ العيد تشير عبارة "بَعضُ اليونانِيِّينَ" إلى الوثنيِّين من اليونان الذين تهوّدوا وسُموا الدُّخلاء (متى 23: 15)، كالحبشي الذي ورد ذكره في أعْمَال الرُّسل (8: 27) واليونانِيِّين المُتعبِّدين (أعْمَال الرُّسل 17: 4)، وهم الأجانب المُتميِّزين عن العبرانيِّين (أعْمَال الرُّسل 6: 1). وكان هؤلاء النّاس اليونانِيِّين الجنسيَّة غُرباء عن الأمَّة اليهوديَّة، لكنهم كانوا من المؤيِّدين، وقد جاؤوا إلى أورَشَليمَ من أجل الحَجِّ في عيد الفصح (أعْمَال الرُّسل 10: 2). وكانت رغبتهم في عِبَادة الإله الحقيقي تحملهم على السَّعي إلى رؤية يسوع واللِّقاء به كي يسمعوه عن قُرب (يوحنا 4 :21-23). ويُعتبر هؤلاء الوثنيُّون طليعة عَالَم الأُمِّيِّين الوثنيِّين الذين اقتربوا من يسوع المسيح. وهذ الأمر يدلَّ على أنَّ الله يُحبَّ البشر جميعًا، لا لفئة من الفئات وحسب، بل لكلِّ النّاس دون تمييز عنصري أو طبقي، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول: "فلَيسَ هُناكَ يَهودِيٌّ ولا يونانِيّ، ولَيسَ هُناكَ عَبْدٌ أَو حُرّ، ولَيسَ هُناكَ ذَكَرٌ وأُنْثى، لأَنَّكم جَميعًا واحِدٌ في المسيحِ يسوع" (غلاطية 3: 28). لكن يرى البعض أن هؤلاء اليونانِيِّين هم يهود، تشتَّتوا وارتبطوا بالثَّقافة الهلنستيَّة، لهذا دُعوا يونانيِّين مثل خَصِيٌّ ذو مَنصِبٍ عالٍ عِندَ قَنْداقَة مَلِكَةِ الحَبَش (أعْمَال الرُّسل 8: 26)، وقُرنيلِيوس قائدُ مِائةٍ مِنَ الكَتيبَةِ الَّتي تُدعى الكَتيبَةَ الإِيطالِيَّة. وكانَ تَقِيًّا يَخافُ الله هو وجَميعُ أَهلِ بَيتِه (أعْمَال الرُّسل 10 1-2). وفي العصور المُتأخرة سمح اليهود لبعض الأمم الأتقياء أن يأتوا إلى الهيكل في العيد. ويرى البعض أنهم من فينيقيَّة أو سوريا، ربَّما من سكَّان المُدن العشر أو من بَيتَ صَيدا. فهؤلاء اليونانيِّين هم باكورة الأمم الذين أتوا إلى المسيح للخلاص، كما جاء في نبوءة يسوع: "ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضًا لا بُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد"(يوحنا 10: 17). |
|