رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كم أنت سعيدة أيتها الرهبنة بذلك الذي اختار طريقك.. وأنحل عن الكل لكي يرتبط بالواحد. طوباك يا سيدنا لأنك دفنت نفسك كحبة خردل في قلب البستان. . وصرت شجرة مغروسة في كرمة الرب .. ونمت وأرتفعت ومدت أذرعها في كل ناحية .. وصارت ماؤى لأباء البرية. شجرة وارفة ليس لها أن تسند رأسها. . لا ليلاً و ولا نهاراً بينما الطيور في الليل تستند على أذرعها وتستريح .. في الصباح علي أطراف أفرعها الكل يغني ويرقص ويشدو ويرنم. كم أنت قوي لانك أنت بإرادتك مت عن العالم ولم تسمح له أن يسرق الحياة من بين يديك. أحكي لنا من الذي أغناك بهذا الجمال البارع؟! .. كيف أقتنيت هذا كله ؟!. من أين لك هذا المجد وهذه الكرامة؟!. كيف صرت بستانا في بستان الرهبان احكي لنا كيف تعمقت جذورك في تربة البستان؟. . كيف أمتدت في الاعماق؟!.. كيف تشابكت مع جذور أشجار أباء البرية القديسين؟!.. كيف صار طعم حلاوة حلقك هو طعم حلاوة حلقهم؟!. . كيف أصبحت طلعتك من البرية معطرة وبهية مثل طلعة الآباء النساك. أشجار البستان اجتمعت معأ وجذورها تشابكت واتحدت في الأعماق .. والكل أجمع على أنك مستمد عصارة الحكمة والمعرفة من المسيح المذخر فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة. البستان يحكي عن روح المسيح الذي يعمل فيك. . الكل يرونك هادئاً في حزمك وحازمأ في هدوئك. الكل شهد أنك مدقق ف كلماتك ورقيق فى مشاعرك . حقاً إن انحلاك عن الكل وارتباطك بالواحد هو سر عظمة غناك. بسلوكك عرفنا أن الفقر الإختياري في بستان الرهبان هو العملة الخاصة التي بها يغتني صاحبها.. وبدونها الفقر يبقى إجبارياً. بعملة الفقر الإختياري تقتني النفس الفضيلة التي بها تتزين وتتحلي وتكلل. من حياتك الرهبانية تعلمنا إنه لا توجد عملة أخرى على مر العصور بها يقدر الإنسان أن يغتني سوى عملة الفقر الإختياري.. حقا إن العملة تتغير أو تستبدل بعملة أخرى لكن في الحياة الرهبانية أن بداية الغنى الروحي هو حياة الفقر الإختياري طوباك لأنك ترهبنت في فردوس من يحبه قلبك.. وعلى أثار أقدامه وضعت أقدامك.. من مثلك؟!. . لأن حواسك مدربة منذ الصغر على سماع صوته. . وعيون قلبك مرتفعة إليه كل حين.. وأفكارك تنطلق متأملة في أعماله العجيبة.. وقلبك متلهف ومتشوق لملاقاته و للاتحاد به وللأختفاء فيه أنت وجدت البستان الذي يحيا فيه الله فردوس قلبك.. طوباك لأنك أمسكته ولم ترخه وبصوتك صرخت وتصرخ لكل عابر قائلا: تعالوا وذواقوا.. تعالوا وأنظروا.. ما أسعد من يعرفه .. وما أشقي من يعرف كل شيء ولا يعرفه. أنت اختبرت أن كل السعادة في الحياة معه.. طوباك لأنك أغلقت على نفسك معه.. وفي دجي الليل وفي النهار صارعته مردداً : لن اطلقك إن لم تباركني. لكن دعني أسال قداستكم: من الذي أخرجك من البستان. . وهل كنت تقدر أن تمتنع عن الخروج ؟! الكل يعلم أن البستان في داخلك .. وأن الطاعة هي التي دفعتك لكي تسمع وتقل ما يريده الله عريس نفوسنا السماوي.. إن جلوسك المستمر والمنفرد بالله.. علمك قول : لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ.(أرميا ٢٣:١٠) لقد ترهبنت وتشبعت نفسك بحياة الأباء القديسين.. وأختبرت الطريق الروحي.. وأزهرت وأثمرت.. فماذا تقول لكل من يسك فى طرقات البستان؟.. علمتنا أن نتذكر أننا أخترنا الحياة الرهبانية بإرادتنا ووضعنا أقدامنا في بستانها.. وأرتدينا ثيابها وصرنا كبشر سماوي أو ملائكة أرضيين وأن نتذكر دائماً التعهد الذي تلوناه أمام مذبح الرب.. أوصيتنا نحن الذين حملنا أسماء قديسين عظماء بأنه يجب أن نكون متشبهون بهم مطيعين ومجاهدين في طريق العفة وأن نحيا في الفقر الإختياري وأن نسلك بالصبر.. نصحتنا بأن لا يبرح عن قلوبنا الهدف الذي من أجله وضعنا أقدامنا في طريق الرب.. علمتنا أن من يحفظ المزامير المزامير تحفظه.. وقدمت لنا أجمل هدية أن من يريد أن تشبع نفسه يكون شعاره " الله وكفي " مقال كان قد كتبه أبينا الأنبا كيرلس بمناسبة تذكار رهبنة قداسة البابا شنودة الثالث أبينا الأنبا كيرلس قديس ميلانو❤️ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان |
بستان الرهبان |
قصة من بستان الرهبان |
من بستان الرهبان |
جاء في بستان الرهبان |