رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النَّاظِرُ إِلَى الأَرْضِ فَتَرْتَعِدُ. يَمَسُّ الْجِبَالَ فَتُدَخِّنُ [32]. يرى كثير من آباء الكنيسة مثل القديسين أغسطينوس وجيروم إن الله يريد أن يقيم منا سماءً جديدة. فإن قَبِلنا عمله فينا ننعم بنظراته إلينا، ونجد فيها فرحنا وشبعنا. إن صممنا أن نعيش كأرضيين مرتبطين بالزمنيات لا الأبديات فإن نظراته تُرعب ما هو أرضي فينا، وتزلزله لعلنا نرجع إليه ونصير سماءً. إن تشامختْ نفوسنا، فحسبنا أنفسنا جبالًا، يلمسنا فندخن! * أيتها الأرض، لقد كنت تفتخر بصلاحك، تنسب لنفسك كمالك وغناك (الروحي). انظرْ، هوذا الرب يتطلع إليك، ويجعلك ترتعب، فإن ارتعاب التواضع أفضل من ثقة الكبرياء... لذا فلتعملْ برعدة. لتسمع مزمور آخر: "اعبدوا الرب بخوفٍ، واهتفوا برعدةٍ" (مز 2: 11)... "يمس الجبال فتدخن"، ماذا يعني دخان الجبال؟ أنهم يُصَلُّون للرب.. أنه جبل، أنه محتاج أن يلمسه الله لكي يدخن. عندما يبدأ يدخن يقدم صلوات لله، إذ هي ذبيحة قلبه. إنه يدخن نحو الله، عندئذ يقرع قلبه، ويبدأ يبكي، فإن الدخان يسبب دموعًا. القديس أغسطينوس * يتوقف وضع الأرض على قوة الله. هذا يمكنكم أن تتعلموه من المكتوب: "الناظر إلى الأرض فترتعد" (مز 104: 32). وفي موضع آخر: "مرة أخرى أنا أُحَرِّك الأرض". لهذا تبقى الأرض ثابتة لا بتوازنها، وإنما تتحرك غالبًا بناء على موافقة الله وإرادته الحرة. يقول أيوب أيضًا: "يزعزع الرب الأرض من مقرها" (راجع أي 9: 6)... أقام الرب الأرض بمساندة إرادته، لأن في يديه كل أقاصي الأرض (مز 95: 4). القديس أمبروسيوس * أراد النبي أن يُعَرِّفنا عظم قدرة الله فقال: "الناظر إلى الأرض فترتعد". إن جسم الأرض العظيم وثقلها، إذا نظر الله إليها بغضبٍ ترتعد مثل ورقة الشجر أمام هبوب الريح. وإذا مسّ الجبال تلتهب وتدخن، كما حدث مع جبل سيناء، إذ كان يسطع دخانًا عندما كان يشرع الله الشريعة القديمة... قال القديسان أثناسيوس واسيشيوس في يوم القيامة ترتعد جميع الأمم الموجودة على الأرض من خوفهما. وأيضًا الجبال، أعني القوات المضادة تضطرم وتدخن. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|