المسيح هو محبوب الآب الخاص [ الآب يحب الابن ] (يو3: 35 ؛ 5: 20)، والابن ليس له شيء خارج الآب [ أنا في الآب ] (يو14: 10)، وكما يحب الآب الابن هكذا الابن يُحب الآب بذات الحب، لذلك يستطرد الرب ويقول [ الآب فيَّ ]، فالحب في الآب والابن كياناً معبراً عن قوة الجذب الكلية بينهما كواحد، فلا نجد الابن خارج الآب ولا الآب خارج الابن، لذلك قال المسيح الرب من واقع هذا الحب الغير مُدرك من إنسان [ أنا والآب واحد ] (يو10: 30)، وهذا السر عظيم !!!
بل هذا هو سر اللاهوت وجوهره العظيم البسيط في طبيعته، فمن يستطيع أن يقول بعد ذلك أن الآب والابن اثنان ؟ بل ومن يجرؤ ويقول أن اللاهوت ينقسم ؟ حاشا بالطبع، بل هما ذات واحدة وكيان واحد غير منفصل قط، آب وابن، محب ومحبوب، لاهوت لا ينقسم أو يتعدد، لا يزيد ولا ينقص، وليس فيه أول وثاني بل ولا سابق ولا لاحق، ولا أكبر ولا أصغر، وهو لا يُعد بالأرقام أو يُحسب !!!