4- لقد بارك أبونا نوح ابنيه سام وحام، ولعن كنعان (تك 9: 26، 27). وكما قال هكذا كان.
أيجوز لنا أن نقول إن أبانا نوح قد تجاوز حدوده حينما بارك سام وحام، وذلك لأنه بشر؟! حاشا..
5- وأبونا إسحق بارك يعقوب، ثم أعطى بركة لعيسو.
وكلام أبينا إسحق كان كأنه صادر من فم الله نفسه، وتم كما قال. وأتى السيد المسيح من نسل يعقوب، حسبما باركه أبوه إسحق قائلا: "الله القدير يباركك.. ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك" (تك 28: 3).
هل أخطأ أبونا إسحق حينما قال ليعقوب: "حتى تباركك نفسي قبل أن أموت" (تك 27: 4)؟! وحينما قال عنه أيضًا: "نعم، ويكون مباركًا" (تك 27: 33).
لقد كانت بركة إسحق ليعقوب مطابقة لقول الرب لرفقة وهي حبلى: "في بطنك أمتان. ومن أحشائك يفترق شعبان.. وكبير يستعبد لصغير" (تك 25: 23).
ولهذا فيما كان القديس بولس الرسول يتحدث عن رجال الإيمان، قال: "بالإيمان إسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة أمور عتيدة" (عب 11: 20).
6- وبالمثل "بالإيمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابنيّ يوسف" (عب 11: 21) "وبفطنة وضع يديه" (تك 48: 14) اليمنى على رأس افرايم الصغير، واليسرى على رأس منسى البكر. ولم يغير الوضع حينما ساء ذلك في عيني يوسف أبيهما، أنا تكون اليد اليسرى على البكر.. وكما فعل يعقوب هكذا كان إذن "قدم افرايم على منسي" (وباركهما في ذلك اليوم" (تك 48: 20).
وكما بارك يعقوب أولاده (تك 49) ويقول له: "البركة من الله وحده"! كيف تؤخذ بركة من إنسان؟!
7- والآباء لم يباركوا فقط، إنما أيضًا كانوا بركة:
وهكذا قال الله لأبينا إبراهيم، ليس فقط: "أباركك وأعظم اسمك" وإنما أيضًا: "تكون بركة" (تك 12: 2).
هكذا كان أبونا إبراهيم بركة للعالم كله. كما كان إيليا النبي بركة في بيت أرملة صرفة صيدا (1مل 17). وكان اليشع النبي بركة في بيت المرأة الشونمية (2مل 4). وكان يوسف الصديق بركة في بيت فوطيفار. ويقول الكتاب هنا عبارة جميلة ودقيقة وهى:
"إن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف" (تك 39: 5).
ويكمل الوحي قوله عن بركة يوسف في بيت فوطيفار: "وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل. فترك كل ما كان له في يد يوسف". عبارة "تكونون بركة " قالها الرب أيضًا لبيت يهوذا (زك 8: 13).
8- إن الذي يرفض البركة من رجال الله هو الخاسر.
بل إنه لم يصل غلى مستوى عيسو الذي رفع صوته وبكى، وقال لإسحق "باركني أنا أيضًا يا أبي"، "ألك بركة واحدة فقط يا أبي. باركني أنا أيضًا يا أبى" (تك 28: 34، 38). على الرغم من كل أخطاء عيسو، كان يؤمن ببركة أبيه إسحق.