|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأب داود كوكباني – كنيسة مار شربل أدونيس
المسحة في الأسرار: المعموديّة مسحني: "تكريس، إرسال وتبشير." (ملاحظة: هذا التعليم هو منقول عن التسجيل الصوتي، لهذا هو اقرب الى اللغة العامية). مقدّمة: ننطلق من سريّن مهمّين وكبيرين جدّاً في الكنيسة: المعموديّة والتثبيت. أولاً: السلام، عندما يلتقي الناس ببعضهم البعض، يسلّموا على بعضهم، هذا السلام ممكن أن يكون سلاماً باليد بروتوكولي، وممكن أن يكون فيه تمنّي، وممكن أن يكون "سرّ". أي عندما أسلّم عليك بروتوكولياً واضحة. والتي فيها تمنّي، أي اتمنّى أن أدخل بعلاقة مع هذا الشخص. والثالثة بمعنى "سرّ"، اي في حال وجدت هذه العلاقة، ففي هذا السلام كلّ حبّي لكَ، ليس فقط علامة حبّي لك. ولهذا اللقاء الجسدي بالزواج ليس فقط علامة أقول فيه للآخر أنّي أحبّكَ، لكن هوَ حبّي للآخر. وهكذا الأسرار، هي ليست فقط علامة ترمز لحقيقة، لكنّها تحقّق هذه الحقيقة بإرادة يسوع المسيح وفعل الروح القدس. "السرّ" علامة لا ترمز فقط لشيء، لكن تحمل هذا الشيء الذي ترمز له، وليس مجرد علامة لكن بقوة الروح القدس. إذاً، إنّ أول سرّ، هوَ يسوع المسيح، هو علامة حضور الله بين البشر، وهو حضور الله بين البشر. هو الله الذي تقدر أن تلمسه، تتكلم معه، تختبئ من دربه وتهرب كما هرب آدم. في العمق، في المسيحيّة السرّ بمعنى Sacrement، هو علامة ترمز وتحقق ما ترمز إليه، لا يوجد أي سرّ بالمسيحيّة إلاّ سرّ واحد هو يسوع المسيح الممسوح، المكرّس لله، الذي كرّسَ نفسه من أجلنا ومسحَهُ الآب وأرسله ليكون حضور الله عمليّاً وواقعيّاً بين الناس، حتى الذي يراه يرى الإله الحقيقي والآنسان الحقيقي، والذي يسير معه يسير مع الإله الحقيقي والإنسان الحقيقي، والذي يسير ضدّه يسير ضدّ الإله الحقيقي والإنسان الحقيقي. اليوم لم تعد تستطيع أن تكون مع الإنسان وتكون ضدّ يسوع. فبمجرّد أن ترفض أي إنسان فأنتَ ترفض يسوع. هوَ الإنسان والإله. بين الله والإنسان الوحدة لا تنفصل مثل بين الآب والإبن والروح القدس، الثالوث، كما نقول في العامية "جازة مارونية". لماذا هذه المقدمة: لأقول 2: إذا كان يسوع المسيح هو نموذج الإنسان، فبذات الفعل الإنسان هوَ مرسل. أنتَ لمْ تأتِ إلى العالم بالصدفة، ولا لتعمل مشاريعك. أنت في هذا العالم لتحقّق مشروع، لا بل لتحقّق شيء أبعد من المشروع، تحقق إنسانيتك، وبانفتاحك تكون قرب كل إنسان ليحقق إنسانيته. ومن خلال كل إنسان تحقّق انسانيتَك انتبه، كل إنسان وليس فقط المسيحيّ، تحقق إنسانيتك، وتلتقي بالإنسان الذي اسمه يسوع. من هذا المنطلق، اهميّة المعموديّة والتثبيت. المعموديّة والتثبيت: ما معنى المعموديّة، وما معنى انت إنسان معمّد. إذا قرأتم الرتبة وبالأخص المقدمة، تلاحظون اشياء اساسية جدّاً. القسم الأول الإعدادي، هو مشترك بين كل الأسرار. القسم الثاني هو يميّز سرّ المعموديّة والتثبيت. بعض الملاحظات: اولاً: الكاهن يكرّس المياه التي سيعمّد فيها، إلاّ عند الضرورة القصوى. أو يأتي بها مكرّسة. يكرّسها بالميرون، أي بالروح القدس. وهذا يعني بذاك الذي جعلَ ابن الله يتأنس في حشا مريم البتول، وهذه المياه عند الآباء وفي الرتبة القديمة تصير حشاً جديداً يلد البنين الروحيّين. يدخل الولد في هذه المياه ويصعد. ونلاحظ أجران المعموديّة عندها شكل حشا. ثانياً: الكفر بالشيطان وإعلان الإيمان. بمعمودية الطفل يقوم العرّابان بالدور عن المعمّد، أمّا البالغ فهو الذي يقوم بهذا الدور، أي هوَ يكرّر ما حدثَ مع يسوع في البريّة: يقول للشيطان "لا"، ولأبيه "نعم". ينظر صوب الغرب ويكفر بالشيطان، ثم صوب الشرق ويقول، اختياري هوَ أنتَ، لأني اكتشفت انك اخترتني لهذه الدعوة الكبيرة، فأقول "انا ايضاً اختارك". ثم المسح الاول بالزيت، زيت العماد، وليس زيت الميرون، زيتين مكَرّسين كل واحد لشيء، وهنا يُعطى اسم قبل أن يعمَّد. فيوسم "فلان" (تسمية) حملاً في رعية المسيح... باسم الآب والابن والروح القدس... يعطيه اسمه قبل ان يعمّده، "قبل أن يُحبَلَ بكَ في البطن عرفتُكَ" أي عرفتك تلميذاً لي قبل أن تولد من حشا المعموديّة. معموديتكَ هي ولادة جديدة، مثلما دعوتكَ للوجود الإنساني، الآن ادعوكَ للوجود بحسب دعوتك العميقة، وهذه دعوتك العميقة. بعدها يعطيه الأسم ليؤكّد أن الله يعرفه. في رتبة المعمودية صيغتين: الفاعل الكاهن: أو الفاعل مجهول أي الله. "... أنا أعمّدُكَ ... أو "يُعَمَّد فلان"... وفي الرتبة الجديدة تقول "يُعَمَّدْ فُلان...". الفرق: في اللاهوت الغربي، يراد أن يؤكَّد أن سلطان منح السرّ مُعطى للكاهن: يقول "أنا أعمِّدُكَ". اللاهوت الشرقي يؤكّد أنّ المعموديّة هي من المسيح وعادة تصير بالتغطيس. فلا يأتي طالب العماد لابساً ثياباً بيضاء، فهو يلبس الأبيض بعد أن يُعَمَّدْ. ينزل الى الماء ويطلع منها، حشا وقبر. فكرتان: أموت وأقوم مع المسيح، وأولد من جديد. فكرتان تتحقّان بالمعموديّة. هذا سرّ مهمّ جدّاً. أي أن الله لا يرسلني فقط بل يعملني مثل ابنه، Configuration à Jésus، لا أقدر أن أكون رسولاً إذا لم أدخل في عمق مسير ومصير يسوع، لا أقدر أن اكون رسول إذا لم أمُتْ وأقوم، إذا لم اولد من فوق، يسوع ولد من فوق من الآب قبل كل الدهور ومن الروح القدس تجسّد في العذراء مريم. أنا خرجت من رحم امرأة في هذا العالم، وأريد أن أخرج من رحم الآب. إذا رأيتم لوحة رامبرانت، لوحة الإبن الشاطر، تصور الآب، أب وأم. في المعموديّة أنتَ تدخل في الولادة الجديدة بقوة الروح القدس، تدخل بموت وقيامة الرب يسوع، ولما نتكلم عن قيامة الربّ يسوع نتكلّم عن قيامة الربّ يسوع التي اقامتك، لست اتكلم عن القيامة بالمطلق، تتكلم عن القيامة في قيامة الرب يسوع المسيح، وانت دائماً في القيامة وليس بعد. هذا لاهوتياً. مثل المرأة الحامل هي ام الجنين الذي في بطنها، لكن ليس بعد. ليصبح بين يديها. هذه مجرد مقارنة. بما انّكَ هكذا، انتَ رسول باسم يسوع المسيح لكل الناس، أنتَ رسول لذاتك، أي انتَ مدعو لتعيش فعل توبة مستمر، أي فعل اعتراف بأنّكَ لم تصل بعد على مستوى ما صرته. مثلاً: لما وضع المطران يده على رأسى صرتُ كاهناً، لكن لستُ بعد على مستوى كهنوتي. انتَ إنسان، وأحياناً لا تكون نزيهاً، أنتَ لستَ على مستوى إنسانيتكَ لكن انتَ إنسان. انت لست على مستوى رسالتك لكن انت رسول، انت لست على مستوى معموديتك لكن انت معمّد. أنتَ لست على مستوى بنوتك لله لكن انت ابن الله، والله يحب ابنه بكل الحدود الذي فيك، وهذا مهم جدّاً لأنك تقدر أن تقف مقابل الإنسان الثاني وتقول له، انا مثلك، لكن أنا ابنُ الله، انت ايضاً ابن الله لكنك لا تصدق الفرق انا صدّقت. الله الآب يحبني مثلما يحبّ يسوع المسيح، لهذا مسحني وأعطاني اسم. عند لوقا ومتى، الملاك اختار اسم الصبيّ، أي السماء، الآب، قال لمريم ويوسف، تعطينه اسم يسوع أي "الله يخلّص" وهذا هو معنى الإسم. اليوم إذا لم يحمل الولد اسم قديس نعطيه اسم قديس في المعمودية، وهذا ليس صحيحاً، المهم ان نعطيه اسم وليس بالضروري اسم قديس فهو الذي سيقدس الاسم. أنتَ صرتَ إنساناً جديداً، صرتَ مرسلاً لأنّكَ صرتَ إنساناً منفتحاً على البنوّة لله. أنت واثق أنك ابن وبالتالي انت واثق بأنّكَ مسؤول عن رسالة البيت. وفي النهاية بعد العماد، التثبيت. بالتثبيت حركتين: 1 - وضع يد. 2- مسح بالميرون. وضع يد مثل الكهنوت، نقول وضع يده على هذه الأرض، أي صارت له. الله اعطاك نعمة البنوّة ليس للتتمتع بها وتصبح بورجوازي، بل اعطاك نعمة البنوة ووضع يده عليك. الأحد المقبل يُقرأ إنجيل مولد يوحنا، ونلاحظ آخر جملة تقرأ في هذا المقطع "ويد الله كانت معه". يد الله عليك ومعك، سرّ التثبيت، عنصرة الكنيسة. هنا يُطرح السؤال التالي: في المعموديّة نأخذ الروح القدس، وما الذي نأخذه في التثبيت. هل يا تُرى تلاميذ يسوع، عندما كان يسوع معهم، كان الروح القدس غائب عنهم، وانتظروا العنصرة. ابداً، وكيف تقدر أن تسمع ليسوع بدون الروح القدس. وبإنجيل يوحنا يقول "هو فيكم" ويقول "أن ملكوت الله في داخلكم". فماذا تزيد العنصرة. لا تعطيني روح قدس أكثر، بل تكرّسني عمليّاً للذي صرته كيانيّاً في المعموديّة. للتوضيح، مثلاً: زوجين رزقا بطفل. هذا الولد ابنهم، كيانيّاً. لكن لحين يسجل في الدوائر الرسمية ويصبح له اوراق ثبوتية يصبح شرعياً ابنهم. هذه الأوراق لا تعمل منه ابنهم لكن عمليّاً يسجل ويصير له حقوق الابن لكن كل هذا هو الأصل بكيانه... التثبيت يعطيك أن تكون عمليّاً ما صرته كيانيّاً. لهذا قديماً كانوا يقولون، المعموديّة ضرورية للخلاص. التثبيت غير ضروري. يقصدون بالمعمودية، أنتَ اخذتَ كيانك. مثل الولد الذي يلده الزوجين. فهم لا ينتظرون اعتراف الدولة لكن اعتراف الدولة مهم. التثبيت ليس نفس الشيء لهذا نقول: Comparaison n’est pas raison، المقارنة ليست برهان، اعمل مقارنة لتفهموا فقط ما افصد، والمقارنة ببعض ابعادها تغش، أي بالتثبيت ليست مجرد اجراءات لكن التثبيت يحول القوة إلى عمل. التثبيت يحوّل la puissance en acte ، القوة إلى عمل. مثلاً هذا الذي يدرس الطب، هو بالقوة طبيب لكن عمليّاً ليس طبيباً الى أن ينهي دراسة وبيدأ عمله. بالتثبيت يتحقق عملياً ما انا بالقوة. بالأساس بالتقليد الشرقي الماروني لا نفصل التثبيت عن المعمودية، ولا أحد يظن أن الطفل الصغير المعَمَّد ليس رسول، هو رسول عمليّاً وليس فقط بالقوة. En acte et en puissance نحن لا نعلّم الأولاد ليكون رسلاً، لكن نحن نهَيّء لهم الطريق. نعلّمهم عمليّاً كيف يتصرفون كرسل. والطفل ندخله في سرّ المعموديّة لأننا لا تقدر ان نعمل غير هذا. ختام: يا ريت، الآن كل واحد منّا ينظر إلى ذاته ويدخل إلى المكان بداخله الذي نخاف أن ندخل عليه. لماذا أخاف؛ فهناك ابن الله. هناك الرسول الذي هوَ أنا يصرخ في وجهي أنا: قم! فقد اقترب ملكوت السماوات. ولماذا أخاف أن أدخل إلى ذاتي، فهناك في قلب ذاتي اجد ذاتي الحقيقية الذي يزيفها الخارج ويشوهها ويخنقها. لهذا في اللاهوت القديم نستعمل للمعمودية كلمات: نقول مثلاً تسمكَ وسماً لا يمحى. مسحة لا تُمحى. إنسانيتك وسماً لا يُمحى. ومهما كان وضعكَ أنتَ إنسان، وهذا لا يُمحى. أنت معمّد وهذا شي لا يُمحي، كيانك أنّكَ معمَّد، والكيان لا يُمحى. وأنا أحياناً أعامل ذاتي كغير مسيحي، لكن انا مسيحيّ، أعامل ذاتي ليس اين الله لكن انا ابن الله واعامل ذاتي كغير رسول لكن أنا رسول. هذه حقيقة لا تقدر أن تهرب منها وكلّ مرّة تهرب، تكون قايين أي الإنسان العتيق الذي فيك يقتل هابيل الذي فيك، لكن كيانك الحقيقي هو هابيل المعلّق على صليب يسوع المسيح. يا ريت ليس فقط عندما نعمد اولادنا نتذكر هذا لكن كلّ مرّة أقف بيني وبين ذاتي، أقول، آخ، يا ريت، يا ريت، يا ريت، ثلاث مرّات ارددها، نعمل اعياد ميلاد اولادنا في تاريخ ميلادهم ومرة في تاريخ عمادهم. نذكرهم: "انتَ مثل اليوم تَعَمَّدْتَ وصرتَ رسولاً"، ونعمل لأولادنا بطاقات بتاريخ عمادهم، يحملونها كهوية. الأسئلة: 1- ماذا فعلتُ بمعموديّتي؟ هو السؤال الذي طرحة البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار فرنسا: يا فرنسا ماذا فعلتِ بمعموديتك؟ (في العمق ماذا عملتَ بذاتكِ، هل أصبحت مسخ، هل ما زلت معمّد، أم معَمَّد مشوَّه. ليس هناك من مشكلة أن تكون معمَّد مجروح وتنزِف، لكن المشكلة أن تكون معَمَّد مسخ. ليس مشكلة ان تكون في الخطية وتعلم وتحاول الخروج منها لكن المشكلة أنّك تظنّ أنّك قديس وتنسى انك لا تقدر ان تتقدس إلا بعلاقتك بألله.) 2- كيف تعيش رسالتك؟ (إنجيل الثلاثاء الماضي كان "الشجرة الجيدة لا تعطي ثمرة عاطلة والشجرة العاطلة لا تعطي ثمراً صالحاً... الرجل الصالح من كنز قلبه الصالح يطلع ما هو الصالح والرجل الشرير من قلبه الشرير يطلع ما هو شرير. من فيض القلب ينطق اللسان."... أنتَ تُصغي لكلام يسوع. عندك طريقتين لنقله، او بالنسخ وتأخذ صفر، أو هل أنتَ قادر على أن تقول أنا قلتُ، هل الذي تقوله على لسانكَ يطلع من قلبكَ. هين جداً ان نقول قال يسوع احبب اعداءك! لكن هل اقدر انا أن اقول احبب اعداءك. فإذا كلمة يسوع لم تصبح كلمتُكَ بعد، أو أنك لم تصبح انتَ كلمة يسوع بعد، فمشوارُكَ طويل...!!! هل انا صرتُ تجسيد عملي وواقعي لكلمة يسوع، وإلى أي مدى، وبالتالي: تـوبـــوا!!! التوبة عمليّة كل لحظة وليس فترات طويلة لوقت الاعتراف. كل لحظة أنظر إلى الربّ، وأقول له لم اصبح بعد كلمتكَ. ما زالت تطلع من شفاهي وليس بعد من قلبي، لم اصبح بعد كلمتك، الإصغاء إلى الربّ يحوِّلكَ إلى كلمة الربّ. فيك الله يقول الذي يريد ان يقوله، مسؤوليتك ليست سهلة ابداً. إذا: ملخص السؤالين: 1- ماذا فعلت بمعوديتك؟ 2- كملة الربّ ما زالت خارجة عنكَ أم انتَ صرتَ كلمة الربّ؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة |
إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة |
موت المؤمن قبل المعموديّة |
تجديد مواعيد المعموديّة |
سرّ المعموديّة |