رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أحبّت مريم الرب يسوع؟ وكيف عبّرت عن حبّها؟! قبل الفصح بستّة أيّام، في مساء السبت قبل دخول السيّد المسيح أورشليم يوم الأحد، كان في بيت عنيا، وحضر الكثيرون عشاء صنعوه له في حضور لعازر الذي أقامه من بين الأموات.. أثناء جلوسه على المائدة، أخذت مريم أخت لعازر طيبًا ناردين فائق الثمن، وسكبته على قدميه، ومسحتهما بشعرها.. في الحقيقة أنّ هذا الطيب كان له قيمة أكبر بكثير من ثمنه المادّي.. والربّ يسوع يقدِّر دائمًا هذه القيمة.. حتّى لو لم يقدّرها أحد من الناس.. هو يُقَدّر حبّنا جدًّا.. حتّى في عطايانا البسيطة.. كمّا قدّر فلسيّ الأرملة، إذ كانوا كلّ ما عندها..! * لماذا أحبّت مريم يسوع؟ 1- لأنّها أقامت علاقة شخصيّة معه.. من خلال دعوته لزيارة بيتها، وقضاء وقت طويل معه أثناء الزيارة.. 2- لأنّها أحبّتْ كلامه الحلو، والجلوس تحت قدميه، والتلمذة له.. فصار كلامها قليلاً، إذ كانت تسمع أكثر مِمّا تتكلّم.. 3- لأنّها اختبرت حنانه واهتمامه.. وقُدرته أيضًا، في حياتها وفي حياة أسرتها.. وبالذّات أخيها لعازر، عندما أقامه الربّ من الموت. 4- لأنّها أحسّت بأنّها مديونة له بالكثير في حياتها.. وكما قال السيّد المسيح أنّ الذي يُترَك له الكثير يحِبُّ كثيرًا (لو7). 5- لم تُشتِّت نفسها بما يقوله الآخَرون عنها، ولم تلتفت إلى انتقاداتهم لها. 6- لقد آمنَتْ أنّ يسوع هو حاجتها الحقيقيّة ونصيبها الصالح الذي لن يُنزَع، لذلك تمسّكت به، ولم تسمح لأحد بأن يفصلها عنه. 7- لقد بادلت يسوع حُبًّا بحُب.. فنما حبُّها.. وهكذا دائمًا ينمو الحبّ عندما يكون من الطرفين، وليس فقط من طرف واحد..! ** كيف عبّرَت مريم عن حبّها ليسوع؟ 1- كانت تقضي وقتًا طويلاً معه، تحت قدميه.. ولا تملّ سماع كلامه المُحيي، وتعيشه في حياتها.. 2- عبّرت عن محبّتها بإكرامها لها، ودعوة كلّ الناس لكي يتعرّفوا عليه (يو12: 1-11)، ويلتفّوا حوله.. 3- بتقديم أغلى ما تملك تحت قدميه.. 4- عندما قدّمَت طيبها على قدميّ يسوع، فهي قد قدّمت حياتها مسكوبة في خضوعٍ له.. ففاحت رائحة الحُبّ وملأت البيت والمسكونة كلّها عبر الأجيال.. 5- استمرّت مريم في تقديم حبّها ليسوع برغم عدم تقدير الآخرين لذلك، بل وانتقاداتهم اللاذعة.. . فلم تهتمّ بتعليقات الآخَرين السلبيّة، بخصوص علاقتها بيسوع.. إذ أنّ علاقتها معه كانت قويّة جدًّا، فلم تهتزّ بالتشويش الكبير الذي كان محيطًا بها.. ولكن الجميل أنّ يسوع كان دائمًا يدافع عنها وهي صامتة، سواء عندما أتى التذمُّر ضدّها من أختها مرثا (لو10: 41-42)، أو عندما أتى الانتقاد العنيف والمُحرِج أمام الناس من يهوذا الإسخريوطي (يو12: 7-8). 6- كانت تنتهز كلّ الفرص المُمكِنة لتعبّر عن حبّها ليسوع، ولم تضيّع أي فرصة، في أي مناسبة..! 7- لم تتكلّم كثيرًا للتعبير عن حبّها، بل عبّرت بلغة خاصة.. عبرت بصمتها وإنصاتها وخضوعها وطيبها الثمين.. والمسيح كان يفهم لغتها ويفرح بها.. مريم أخت لعازر شخصيّة جميلة، يضعها الروح القدس أمامنا، في بداية أسبوع البصخة، لكي نتمثّل بها في حبّنا ليسوع؛ الذي أحبّنا إلى المنتهى وذُبِحَ لأجلنا.. |
|