|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات وقراءات فى الأسبوع الثالث من الصيام الكبير أحد الإبن الضال الجزء الرابع مقدمة كنا شفنا الوليمة التى أعدت لهذا الأبن الراجع إلى حضن أبيه ومدى الفرح والسرور بعودة هذا الأبن الذى كان ضالا فوجد وكان ميتا فعاش , وأمام الحب العظيم والكرم الفائض اللى وجده هذا الأبن فى أحضان أبوه كان لابد أن يكون لهذا الأبن موقف , فما هو تأثير هذا الحب وهذا الكرم على هذا الأبن العائد؟ وكان ممكن يواجه الأبن خطر أخطر من بعده عن البيت , والخطر ده هو خطر الإتضاع الزائف ! , فلو كان وقع فى هذا التواضع المزيف , كان ممكن يقول داخل نفسه أنا لا أستحق كل ده ويرفض البنوية اللى أبوه رجعها ليه مرة تانية وأعطاه إياها , وكان يقول أنا مش جدير بهذه البنوية وأنا ما أستحقهاش , وأنا مجرد فقط عايز أكون أجير وأكون خادم فى البيت , ودى من أخطر الحاجات اللى بتضيع الإنسان الروحى وأكثر من سقوطه فى الخطية هو أنه يلجأ إلى الإتضاع المزيف أو يقول أنا ما أستحقش , ما أستحقش نعمة ربنا ما أستحقش محبة ربنا ما أستحقش الغفران , ويكون عند الإنسان نوع من صغر النفس , ولو كان الأبن عمل كده وقال لأ أزاى أنا أقعد فى الوليمة وأزاى أنا ألبس الحلة الأولى وأزاى أنا يضعوا خاتم فى أيديا وحذاء فى رجليا , وكان قعد يتحجج ويعتذر ويقول لا أنا ما أستحقش كل ده , لكان عاد بنفسه إلى الكورة البعيدة مرة أخرى , وكان قدم إهانة لأبوه ومحبة أبوه أبشع من الإهانة الأولى , يعنى ربنا لما يعطينى حب ويعطينى رحمة ويعطينى غفران وأنا أتشكك وأقول أنا ما أستحقش فهذه إهانة لله أكثر من الإهانة اللى أنا وجهتها ليه يوم ما غلطت , كأنى بأهين هذا الحب وبأهين هذا الكرم ولكن نشوف داود بيقول "بماذا أكافىء الرب عن كل ما أعطانى " , الموقف السليم من خيرات ربنا أيه , هو أن أنا أقبل هذا الخير "كأس الخلاص آخذ وبأسم الرب أدعو" , السيد المسيح بيقدم لى غفران , وليس التواضع أنك تقول أنا ما أستحقش الغفران ده وما تقبلوش , لكن التواضع هو أنك تقبله وأنك تشكره وأنك تفرح بعطيته , كان فى خطر بيحيط بهذا الأبن بعد عودته هو خطر إحساسه بعدم الإستحقاق أو بصغر النفس ,لكن بنشوف هنا الأبن بيقبل كل اللى قدمه ليه ,من مصالحة ومن بنوية ومن وليمة , وبيقبل كل ده فى إتضاع حقيقى , والإتضاع الحقيقى هو يعرف كويس أنه فى ذاته لا يستحق أى شىء على الإطلاق ولكن فى نعمة أبوه وفى محبة أبوه بيقبل كل ما ينعم بيه عليه أبوه لأن ده من فضل محبته ومن فضل كرمه ومن فيض غناه , فكان أول موقف للأبن الضال أمام هذا الحب العظيم أنه قبل هذا الحب وإنه فرح بيه وأتمتع بيه , وياما ربنا بيقدم لينا حب وغفران لكن للأسف أحنا مش متمتعين بيه ومش قادرين نشعر أن السيد المسيح بيحبنا وأنه غفر لنا , بنيجى وبنعترف وبنخرج وضمائرنا مثقلة بالخطايا هى هى , لأننا عندنا نوع من الإتضاع المزيف .. أنا ما أستحقش وربنا معقوله يعطينى ! يعنى بتشك فى عظم غناه وفى عظم محبته وفى عظم غفرانه لكن الأبن الضال خرج من هذا الفخ وقبل وأتمتع بكل اللى قدمهوله أبوه , فى يوم المصالحة العجيب اللى فيه أعلن هذا الحب ذلك الأب لأبنه بتلك الوليمة العجيبة , وعايزكم تاخدوا بالكم أن الأبن مش حايقعد بقية عمره كله على الوليمة , ده خلاص فرح بالوليمة وقبل الوليمة لكن بعد كده عليه أنه يقوم ويخدم فى بيت أبوه ويعيش فى بيت أبوه و مش حايفضل طول بقية حياته اللى قاعدها فى بيت أبوه قاعدها على الوليمة , لكن عليه دور بقى , وحايشعر أن أبوه قبله وغفر له وأحبه وأعطاه , إذا عليا دور أعمله تجاه هذا الحب المقدم , أن أنا حأقوم وأعيش فى البيت كأبن مطيع وكأبن يخدم عن حب , وتخيلوا بعد شوية كده هذا الأبن الصغير لما يخرج لحقل أبوه أو يذهب لمزارع أبوه أو يرعى غنم أبوه , طيب حايشتغل أزاى مع أبوه , فهل سيشتغل غصبا عنه أو سيشتغل بفرح؟ أكيد أنه حايشتغل بفرح , لأن الفرح ده بيعير من خلاله فى خدمه أبوه عن إعترافه بمحبة أبوه ليه وبهذا الجميل العظيم الرائع , وطبعا حايخدم بقلب مسرور وبإجتهاد ومش حايكون دافعه لطاعة أبوه وخدمة أبوه هو الخوف من العقاب أو طمع فى مكافأة ,لأ ده هو بيتمتع بحب أبوه فبيعبر عن هذا الحب بهذه الخدمة , وعلشان كده حايعمل أكثر من مجرد ما يطلب منه أو يكلف بيه, وحايعمل أكثر من الواجب , لأنه بيشعر فى عمله اللى بيعمله دلوقتى أن هذا تعبير عن الحب وعن الشكر تجاه هذا الأب المحب الكريم , يعنى الطاعة والخدمة مش حاتكون نتيجة خوف من عقاب ولا طمعا فى مكافأة لأن العقاب والمكافأة ليس لهم مكان بعد فى قلب الأبن لأن الموجود فى قلبه الآن هو المصالحة والشركة والحب اللى بينه وبين أبوه , ولازم ناخد بالنا من الحتة دى أن اللى فعلا أدرك محبة السيد المسيح ليه وشعر بغفران السيد المسيح ليه حايطاوع الوصية وحايخدم وحايجاهد وحايمارس الممارسات الروحية مش عن إضطرار ومش لأنه خايف من كرباج حايتعاقب بيه ولا طمعا فى مكافأة عايز يأخذها لكن كل طاعته وجهاده نتيجة إحساسه بهذا الحب وتعبير شكر عن هذا الحب , وعلشان كده حانلاقى فرق كبير جدا بين واحد بيصلى بالعافية وبييجى الإجتماع بالعافية وبيصوم بالعافية وبيخدم بالعافية وبين واحد عنده الرغبة مش أنه يصلى الواجب المفروض عليه وما يكتفيش بمجرد واجب لكن الصلاة عنده تعبير حب وتعبير شكر ,فى فرق بين واحد فى الحياة الروحية ماشى بيسدد خانات ,وأصل أبونا قال محدش حايتناول إلا لما يعترف , طيب نروح نقول كلمتين علشان يناولنا , يا أحبائى الإعتراف مش كده والتوبة ليست هكذا , مش تسديد خانات , فالحياة الروحية والطاعة والخدمة , وطاعة الوصية هى نتيجة الإحساس بالحب أن أنا عرفت مدى محبة أبويا وأن أبويا ده مش ممكن يقول لى كلمة علشان يتحكم فيها فيا ويمتحنى , وده لما بيقول لى كلمة لأنه عايز مصلحتى وعايز سعادتى وعايز خلاصى وعلشان كده أصبح فى وضع جديد , ووفرق بين الأخ الأكبراللى كان بيشتغل ومستنى جدى يذبحه له الأب مع أصدقائه , حتة جدى , فرق بين واحد عايش مع ربنا وبيصوم وبيصلى وبيحضر إجتماعات وحاتدفع لى كام يارب وحاتعطينى أيه , حاتعطينى الإمتياز والا حاتعطينى العريس أو العروسة اللى أنا عايزها , وجاتعطينى الوظيفة اللى أنا بأتطلع ليها وحاتحقق لى اللى أنا عايزه وحاتدفع لى قد أيه أو حاتنجينى من مصايب أو من ضيقات أو من آلام , فرق أن واحد عايش مع ربنا علشان ربنا يجنبه الشر والألم أو علشان ربنا يعطيه شوية عطايا وبين واحد تانى عايش مع ربنا نتيجة إدراكه لحب الله ليه وغفران الله ليه , طبعا فرق كبير جدا بين الأتنين بين العبد وبين الأبن , العبد ما يشتغلش إلا طمع فى مكافأة وإلا خوف من عقاب , لكن الأبن يعيش فى طاعة وفى الخدمة نتيجة إحساسه بشركة المصالحة والمحبة بينه وبين أبوه , تعالو نكمل بقية المثل اللى بيقوله السيد المسيح . 24* 24 لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. والأب يشهد أن أبنى هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد , والأب بيشير للأبن وبيقول أبنى هذا يعنى هو مازال أبنى بالرغم من كل البعد اللى بعده لكن هو أبنى والأب بيقدم إعتراف وشهادة أمام الجميع أن ده أبن "أبنى هذا" بيعترف بالبنوة قدام الكل كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد وهنا الأب بيشير للفترة اللى كان فيها الأبن بعيد عن البيت فى الكورة البعيدة , وكان ميت لأن كل أبن مالوش علاقة بأبوه هو ميت وكل أبن مالوش علاقة بأبوه هو ضال تايه ومش عارف هو بيعمل أيه فكان بيشير للفترة اللى هو فيها كان خارج البيت لأن دى كانت فترة موت وضلال لهذا الأبن , والحقيقة الأبن ده كان ميت وضال من قبل ما يترك البيت فى الفترة اللى كان عايش فيها فى البيت قبل ما يكتشف محبة أبوه , فكان فعلا ميت عن شركة أبوه ومجبة أبوه بالرغم من أنه كان موجود فى البيت وكان ضال عن هذه الشركة وعن هذه المحبة , ولكن الآن لأول مرة هذا الأبن يعيش فى محبة وفى شركة مع أبوه , ولولا أنه كان ضال وميت لولا أنه طلب الطلب الغريب من أبوه أنه يورث أبوه وهو حى ولولا أنه كان غادر البيت , لكن دلوقتى لما رجع كان ميتا فعاش , عاش الحب وعاش حياة الشركة , وكان ضالا فوجد , لأنه وجد الحب ووجد هذه الشركة , وقد أكون أنا هذا الأبن الضال وسواء كنت موجود داخل البيت أو خارج البيت , ولكن فاقد شركة وحب الأب فأنا ميت وأنا ضال , ولكن فرحة الآب اللى جعلت كل اللى حواليه يفرحوا أيضا , كما يقول فأبتدأوا يفرحون أن هذا الميت عاش وأن هذا الضال وجد , يبقى موقف الأبن من هذه المحبة هو 1- قبلها ولم يعيش فى الإتضاع المزيف , 2- كان تعبيره عن قبوله هو بالخدمة فى البيت بعد كده ولكن خدمة بسرور وبإجتهاد وليست طمع فى أجرة أو خوف من عقاب , 3- هل تعتقدوا أن هذا الأبن لما رجع البيت لم يغلط تانى ولا مرة ؟ أكيد طبعا غلط وأكيد غلط مرات عديدة جدا , لكن فى فرق بين أنه يغلط وهو داخل البيت وبين أنه يغلط وهو خارج البيت , والغلطة الوحيدة اللى مش ممكن يعملها مرة تانية وهى أنه يترك البيت , طبعا ماكانش ممكن يكرر الخطية دى مرة تانية , ولكن أكيد وهو عايش فى البيت فى هفوات وفى زلات نتيجة ضعف ونتيجة تقصير ونتيجة ملل , لكن طول ما هو فى البيت على طول يرجع لحضن أبوه لأنه متمتع بهذا الحضن ولم يتغرب عن حضن أبوه , وطول ما هو فى البيت بيجد محبة أبوه تحصره من كل جانب , وطول ما هو فى البيت فرحان وحتى لو غلط فى لحظة على طول يعتذر لأبوه ويقول له أخطأت وغلطت فى حقك , ولذلك الغلطة الوحيدة اللى ماكانش ممكن يكررها هى أنه يرجع لحالة التمرد والعصيان وأنه يخرج خارج البيت وخارج أحضان أبوه , وعلشان كده حتى بعد ما بنرجع فمش معنى كده أننا حانبطل خطية , لكن قد نخطىء فى هفوة وفى زلة , لكن الخطية الصعبة جدا هى أنى أخطىء مرة أخرى عن عناد وعن تمرد وعن رفض لمحبة الأب , وهم هؤلاء الذين يقول عنهم بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين 6: 4- 8 4لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،5وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ.7لأَنَّ أَرْضاً قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَاراً كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْباً صَالِحاً لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ.8وَلَكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكاً وَحَسَكاً، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ. يعنى بعد ما أكلوا من الوليمة وأتمتعوا بمحبة الآب وسقطوا , وكلمة سقطوا هنا مش بمعنى هفوة أو زلة , لكن سقطوا عن إرادة وسقطوا عن رغبة وسقطوا عن تمرد وسقطوا عن عناد وسقطوا عن رفض لا يمكن تجديدهم , وعلشان كده أحلى تدريب للإنسان أول ما يغلط ,وأنه حتى فى لحظة الخطية يقف يقول لربنا أخطأت أليك ولكنى إلتجأت أليك , ودى الكنيسة بتعلمها لينا كل يوم فى صلاة النوم "أخطأت أليك ولكنى ألتجأت أليك" , حأروح لمين غيرك , ماليش حد غيرك , وحتى لو غلطت يا رب لكن أنا بأعتذر لك لأنى ماليش حد غيرك , أهرب منك أليك لكن مش ممكن أبعد عنك , وهناك فرق كبير بين قايين لما أخطأ وقال لربنا أنا حأهرب منك ومن حضرتك ومش عايز أوجد فى حضرتك ومش عاوز أرجع لك تانى , وعلشان كده قايين ماكانش ليه تجديد , لأن العماد والتمرد هو التجديف على الروح القدس وهو رفض عمل الله فى حياة الإنسان , ولحد الآن الموقف فى القصة اللى قالها السيد المسيح بيورينا أن الآب هو اللى دفع ثمن المصالحة , وهو اللى تحمل آلام المحبة المرفوضة وإن تحت المعاناه بدأ الأبن يفكر فى الرجوع ورجع لنفسه , ولكن كما رأينا فى الأول كان يأمل أن يخلص نفسه بنفسه , وقعد يخطط أعمل أيه علشان أخلص من المعاناه ومن الموقف ولكن وجد أن مافيش بد من العودة , لازم أرجع لأبويا , وحقيقى هو رجع وماكانش فى فكره فكر المصالحة , وكان كل اللى فى فكره هو فكر المنفعة , أن أنا أسد أحتياجاتى , ورجع وقال لأبوه يا أبى أخطأت , وقلما تقال كلمة يا أبى , وقلما تقال كلمة أخطأت , والأثنين يتجمعوا مع بعض فى الصليب , فالآب أظهر محبة غير متوقعة بإتضاعه وبإخلائه لنفسه والأبن تخلص من إعتماده على ذاته لما وجد نفسه فى حضن أبوه ولم يطلب أى شروط للعلاقة بينه وبين أبوه لكن أسلم نفسه لهذا الحضن وأعترف بعدم إستحقاقه فقدم له الآب المصالحة والبنوية كعطية وقبل الأبن كل اللى قدمه ليه الآب فى تواضع حقيقى وليس فى تواضع مزيف وأتحمل مسئولياته بعد كده فى البيت بقلب جديد وبفكر جديد وبحياة جديدة لأنه أصبح يعرف محبة أبيه ويقبلها بفرح وأيضا يعبر عن محبته لأبوه بفرح فيخدم أبوه ويطاوعه مش عن إضطرار ولكن برغبة وبإجتهاد يعيش بعد كده فى البيت , وكان مفروض أن المثل ينتهى عند هذا الحد , بصورة البهجة والفرحة بعودة هذا الأبن الضال , لكن السيد المسيح بيكمل القصة بلحن حزين بدلا من اللحن المفرح , تعالوا نكمل بقية المثل لنتعرف على هذا اللحن الحزين. 25*25وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً، الأبن الكبير ده مشكلة تانية خالص غير الأبن الصغير , لوقرأنا من عدد 25 لآخر المثل قبل ما نتأمل علشان تشوفوا أسلوب حديث الأبن الأكبر وأيه هى الحاجة المميزة لحديث هذا الأبن الأكبر ؟ هى كلمة بيرددها كل شوية وهى كلمة أنا , يعنى كل الحديث منصب على الأنا ,, أنا أخدمك وأنا لم أتجاوز وصيتك , وأصدقائى , الحديث كله منصب على الأنا , وناخد بالنا أن هى دى نفس خطية الأبن الأصغر كانت هى الذات " أعطنى القسم الذى يصيبنى" أو بتاعى , وخطية الأبن الأكبر هى أيضا الأنا أو الذات , الذات اللى كل واحد فينا بيحاول يحققها بعيد عن الأب وبعيد عن ربنا , والأبن الأكبر كان عارف القصة كلها من أولها لآخرها , يعنى عرف أن أخوه جاء إلى أبوه وقال له أعطينى نصيبى وأن الأب قسم المعيشة وأن الأبن الأصغر جمع كل حاجاته وسافر وبذر كل اللى معاه , وبالرغم أنه متابع القصة لأنه موجود فى البيت لكن ماعملش أى دور كوسيط للصلح مابين الأبن الأصغر وما بين أبوه , وكلنا عارفين فى الشرق أو فى الريف بالذات لما أى أتنين يتخانقوا مع بعض ما يقدروش يتصالحوا مباشرة طيب ليه ؟ لأن لو هم أتصالحوا مباشرة أو واحد راح صالح التانى فعلى طول يشعر أن ده أنتقاص من كرامته , ولكن علشان يتصالحوا بييجى واحد ويقعد مع ده شوية ويقعد مع ده شوية وبعدين يقابلهم هم الأثنين مع بعض , وهم عايزين يتصالحوا بعد ما أتخانقوا لكن محتاجين لوسيط يتدخل بينهم لأن كل واحد يرفض أن كرامته تضيع أو أن هو يظهر فى موقف ضعف أنه رايح يصالح التانى , يعنى عملية المصالحة دى بتتم بوسيط والوسيط هذا لازم يكون على إتصال وثيق بالطرفين ثم يقدر أنه يقابل الأثنين بعضيهم ببعض , وكان من المفروض أن يكون هذا هو دور الأبن الكبير أو دور الوسيط , وأنه يصالح الأبن بالأب والأب بالأبن , ولكن من الملاحظ أن هذا الأبن لم يتحرك بعمل أى شىء وكأن الأمر لا يعنيه , وأنه أمر مايهموش بل أكثر من كده وكأن الأمر يسره أن الأبن الصغير يمشى ويفضل هو فى البيت لوحده ودى كانت رغبته ! , فهذا الأبن الأكبر بيورينا علاقة مشوهة ما بينه وبين أخوه , وأيضا حاتظهر أن العلاقة مشوهة بينه وبين أبوه ! كمان ! , وعايش مع أبوه مش كأبن ولكن كخدام وكأجير , وما كانش بيحب أخوه وربما يكون هذا أحد الأسباب اللى جعلت الأبن الأصغر أنه يترك البيت لأنه كان ينفر من معاملة أخوه , وأيضا كلنا نعرف فى الشرق أن الأخ الكبير بيكون ليه وضع مميز وخصوصا فى القرى وأن هو بينال إحترام أكثر وطاعة أكبر من اللى حواليه , ولو الأب أتوفى يقوم الأخ الكبير بالمسئولية وأخواته الصغيرين يسمعوا كلامه , فالأخ الكبير دائما بيكون عنده نوع من الإحساس بالذات أو نوع من التسلط وعلشان كده ممكن يعامل أخواته الصغيرين ويسبب لهم نفور , ومشى الأبن الصغير من البيت والأبن الكبير لم يفعل شيئا , وطيعا كان ممكن يحاول المصالحة ويروح يتشفع عند الأب ويقول له معلش كلمه كلمة يمكن يقعد وكان ممكن يروح للأبن الصغير ويقول له أفتكر أبوك ده أبوك راجل كبير وجايز لو خرجت اليومين دول ترجع وماتشوفهوش مرة تانية وكان ممكن يتحايل عليه ويقول له ماتسيبناش ده أحنا بنحبك وأحنا ما نستحملش فراقك وكان ممكن يعمل أى دور بحيث أنه يمنع خروج هذا الأبن الأصغر , ولكن من الواضح أنه لم يودع أخوه بكلمة وكأنه ما صدق أن هذا الأبن مشى , ولما رجع الأبن الصغير للبيت فالحاجة العجيبة أن علاقة الأبن الصغير بكل الناس عادت طبيعية , علاقته بالأب عادت طبيعية و وعلاقته بالخدم عادت طبيعية وعلاقته بأهل القرية عادت طبيعية والكل عمالين يفرحوا وعمالين يرقصوا بعودته , لكن علاقته بأخوه الكبير هى العلاقة الوحيدة اللى مازالت متأثرة ولم تعد إلى طبيعتها ويبدو أن هى دى طبيعتها من الأول , وعلشان كده ماكانش أمر سهل أبدا أن يرجع بعلاقة كويسة بينه وبين أخوه بل أن المثل أنتهى ولم يقل لنا أن كانت العلاقة بين الأخين رجعت أو تحولت إلى علاقة محبة وأخوة والا لأ , طيب مين هو هذا الأخ الأكبر ؟ ما تزعلوش منى فى الإجابة دى , الأخ الأكبر هو جماعة المتدينين اللى شاعرين ببر أنفسهم وشاعرين أن هم تمام وهو ده اللى ظاهر فى تعبيره "أخدمك" و "لم أتجاوز وصيتك قط " , آه أحنا الكويسين وأحنا القديسين وأحنا اللى بنصوم وبنصلى وأحنا اللى بنيجى الكنيسة من الآخر هم جماعة المتدينين وفى العهد القديم أخذوا أسم آخر وهو جماعة الكتبة والفريسيين , ما هو وقف الفريسى يقول أنا أصوم مرتين فى الأسبوع , وأعشر كل أموالى ولست مثل ذلك العشار , يعنى الأخ الأكبر أيضا رمز لجماعة اليهود أو شعب إسرائيل اللى لحد دلوقتى فى هذا العصر عايز يفضل هو الشعب المختار وعايز يفضل هو الوحيد اللى فى البيت ويرفض جماعة الأمم أو الأمم الأنجاس والكلاب والخطاة ومع الأسف هم الشعب الوحيد المغيب الآن لأنهم بدون مذبح ولا توجد عنده مغفرة للخطية المرتبطة بالمذبح لعدم وجوده , فأسرائيل بدون مذبح وبعدم قبولهم للسيد المسيح هم مشتتين وليس لهم هوية لأن بيتهم صار خرابا كقول السيد المسيح , وصحيح كان الأبن الكبير فى البيت ولم يفارق البيت ولكنه كان فاقد البنوة وماكانش متمتع بأبوه ولا بالشركة اللى بينه وبين أبوه وبالرغم من أن أبوه بيوضح له أن كل مالى هو لك وأحنا الإثنين شركاء ولكنه لم يكن شاعرا بهذا وكان موجود جوه البيت لكن فاقد معنى البنوة , وكانت كل العلاقة اللى بينه وبين الأب أخدمك مجرد خدام وشوية ممارسات , والحاجة العجيبة أن الأبنين الكبير والصغير تمردوا على الأب , وإن كان التمرد أخذ أشكال مختلفة لكن هم الأثنين خطيتهم واحدة , والأثنين بحثوا عن الذات , فالصغير فى الأول تمرد على الأب وقال أن هذا الأب غير جدير بالأبوة وأنا عايز أبعد وأعيش بعيد عنه , وأيضا الأبن الأكبر كمان وصل لنفس النتيجة وأن هذا الأب ضعيف الشخصية ومش حازم وأب ظالم وأنا كمان مش داخل البيت وعايز أعيش بعيد عنه يعنى تمرد , الأبن الصغير فى البداية طالب بحقوقه والأبن الكبير دلوقتى فى النهاية أيضا بيطالب بحقوقه , والحاجة العجيبة أن الأثنين خسروها ! , الصغير أخذ حقوقه وضيعها , والأبن الكبير تذمر والمثل أنتهى من غير ما يقول لنا الأبن الكبير دخل البيت , يعنى الأثنين خسروها , الأبن الكبير اللى كان فاكر أن هو جوه البيت أيضا مصاب بالتمرد تماما زى الأبن اللى كان بره البيت , علشان كده مهم جدا أن الإنسان يراجع علاقته بربنا خصوصا أحنا اللى جوه الكنيسة وقد نكون جوه الكنيسة ولكننا فى حالة تمرد على الله ومفيش شكر ومفيش حب ومفيش شركة , اليس هذا هو حالنا كلنا من كهنة وإكليروس وخدام وشعب كلنا تماما زى الأبن الأكبر مصابين بالتمرد , وده بيغير من ده وده بيكيد لده وده عايز يكون الأحسن وده عايز يكون اللى ظاهر وفقط شوية مظاهر كذابة وكلها رياء وووووو ... كثير من الأشياء تعبت جدا من تكرار رؤيتها فى كنيستى المحبوبة ومن شعب كنيستى المحبوب , الأبن الكبير رجع ووجد فرح ورقص وطبل وكان من المنتظر أن الواحد لما بيشوف هيصة وفرح , فالشىء الطبيعى على طول بيشترك فى الفرح لكن الأبن الكبير لم يشترك ولم يقدر أن يفرح ويبتهج زى ما الكل فرحان ومبتهج وبعدين بيقول فى عدد 26 : 26* 26فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟ هو هنا بيسأل عن حاجة جوه بيته وكأنه هو غريب فعلا عن البيت ! , ودعى واحد من الغلمان يعنى اللى هم العيال الصغيرين , واللى كان الأبن الصغير وهو راجع خايف من سخريتهم و إستهزائهم بيه , ودلوقتى الغلمان الصغيرين هم كمان فرحانين بالأبن الصغير . 27* 27فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. أخوك رجع فأبوك ذبح العجل المسمن , وبعدين قال " لأنه قبله سالما " يعنى رده مرة تانية وقبله من غير ما يعطيه أى عقاب أو من غير ما يؤدبه لأنه رجع عايش وسليم , وفى حاجة هنا ملفتة للنظر وهى أن الحاجة الوحيدة اللى علق عليها الغلام من كل الوليمة اللى أتعملت , فهو لم يعلق على الحلة الأولى ولا على الخاتم ولا على الحذاء ولكن علق على العجل المسمن ! وكأن هذا كان أنتظار وإشتهاء القرية كلها أنها تأكل من هذا العجل المسمن . 28*28 فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. غضب ولم يرد أن يدخل , وعايزكم تاخدوا بالكم أن الأب كان مازال يملك السلطان فى البيت , لكن كل ما فى البيت هو شرعا ملك لمين؟ طبعا للأبن الكبير , لأن كل هذا الميراث سيؤول إلى الأبن الكبير , لكن الأبن الكبير لم يرد أن يدخل , وضحى بكل هذا الميراث , وده بينطبق على طول على شعب اليهود وعلى شعب إسرائيل , فلما السيد المسيح جاء وقبل الناس كلها سالمين وغفر لهم , فشعب إسرائيل لم يرضى أن يدخل ولحد دلوقتى مش عايز يدخل , ولما الله قبل الأمم , فهم رفضوا أنهم يدخلوا لأن كان عندهم إحساس أن كل حاجة ليهم وبتاعتهم وأن ربنا ده ملكهم ومحدش ليه حاجة غيرهم عند ربنا , وأنهم هم الشعب المختار , وهو ده اللى أظهره معلمنا لوقا فى أول الإصحاح عدد 2 2فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!».أنهم أتغاظوا جدا لما وجدوا السيد المسيح بيقبل العشارين والخطاة وبيأكل معاهم , وماكانوش ينتظروا أبدا أن أى حد غيرهم يكون ليه نصيب فى ربنا سواهم , وبيقول هنا خرج أبوه يطلب إليه , ومعناها يتوسل أليه أو يترجاه , مسكين هذا الأب مع أولاده الأثنين , لا الكبير نافع ولا الصغير نافع , فلا شعب الله المختار نافع ولا الأمم نافعين , ولكنه للمرة الثانية هذا الأب يخلى ذاته وهو اللى بيطلع يبحث عن الأبن الكبير , والأب أخلى ذاته من الكرامة من أجل الكل , ويخرج يطلب ما قد هلك وكان ممكن يبعث له أحد خدامه , وكان ممكن يبعت ثلاثة أو أربعة خدام يمسكوه ويعطوه علقة ويكتفوه ويرموه جوه البيت , لكن هو ما عملش كده , فهو خرج بنفسه يطلب هذا الأبن الكبير وللمرة الثانية يرفض هذا الأبن الأكبر القيام بواجبه , واجبه اللى هو بيدعى أنه بيقوم بيه خير قيام , وده حانشوفه بعد كده " هذه السنين عددها لم أتجاوز وصيتك قط " يعنى خدمتك أحسن خدمة , لكن فى واقع الأمر هو ما خدمش حاجة , 1- كان ينبغى أن يعمل خدمة المصالحة و ماعملهاش , 2- ودلوقتى فى الوليمة كان المفروض أن هذا الأبن الكبير هو اللى يشرف على هذه الوليمة ويرحب بالمدعوين ويكرمهم ويستقبل ويودع ويعزم على الضيوف ويتجاذب أطراف الحدبث والكلام معاهم وكان المفروض أنه يخدم ويشرف على الوليمة لكن حتى دى ماعملهاش , ووقف وبوزه شبرين برة هذا الذى يدعى أنه بيقوم بواجباته خير قيام , وطلع أنه ما بيعملش حاجة زى الكثير من الكهنة والخدام والناس فى كنيستنا مع الأسف الشديد وعن تجربة صدقونى وتبريراتهم تماما زى الأبن الأكبر , وفى أوقات كثيرة أحنا بنشعر أننا بنقوم بواجبتنا تجاه الله خير قيام , تماما زى الفريسى اللى عزم السيد المسيح عنده فى البيت وأفتكر يعنى أنه عمل وليمة لا تعمل وبعدين السيد المسيح قال له تعالى أنت فاكر أنك عزمتنى ده أنت حتى أبسط قواعد الضيافة ما عملتهاش ولم تقبلنى ولم تغسل قدميا ولم ترحب بى , وأنت فاكر أنك وضعت لى شوية أكل تبقى أنت كده عزمتنى وليك فضل عليا , ده أنت حتى أبسط قواعد الضيافة ما عملتهاش , وهو ده نفس الوضع للأبن الكبير , وكان من الواجب عليه أيضا ليس فقط الترحيب بالضيوف بل يرحب بضيف شرف هذه الحفلة اللى هو أخوه الأبن الصغير اللى هو المفحتفى بيه لكن هو ماكانش عنده أى أستعداد أنه يتحمل حتى مجرد التفكير فى أنه يقبل أخوه أو يخدم أخوه , ولذلك كان تعبير " فغضب " لأن الأبن الصغير عاد لمركزه مرة تانية دون أى عقاب ودون أى تأديب ولم يكتفى بهذا بل أيضا أبتدأ يلوم الأب ويوصفه بالضعف وبالتخاذل للدفاع عن كرامة الأسرة , وأنت أزاى تقبله وأنت أزاى تقعده معاك وأنت أب ضعيف وما بتعرفش تحكم أولادك ( وهو ده نفس اللى قاله يونان قبل كده لربنا ) , وبالضبط زى ما عملوا اليهود مع السيد المسيح , وأنت أزاى تقعد مع العشارين والخطاة وأزاى تأكل معاهم وإزاى تقول للزانية وأنا أيضا لا أدينك وهو هنا أدان الأب لأن فكرة المصالحة بدون عقاب للمذنب فكرة مستحيلة لا يقبلها أى عقل , وعلشان كده فى الأديان الأخرى محدش يقبلها إلا فى المسيحية , الأبن الكبير لم يدخل ولم يظهر فى الوليمة ولم يرحب بأحد وكأنه تعمد أن يوجه الإهانة للأب علانية أمام الضيوف , لأن كل ما الضيوف تسأل فين الأبن الكبير ؟ طيب حايقولوا ليهم أيه ؟ واقف بره غضبان ومش عايز يدخل ومش عايز يخضع لأبوه وبيلوم أبوه وبيهين أبوه , وعلشان كده تمرد الأبن الأكبر لم يقل شناعة عن تمرد الأبن الأصغر , ولم تكن إهانة الأبن الأكبر للأب أقل شناعة من إهانة الأبن الأصغر للأب , الجميع أخطأوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله , والكل توقع أن الأبن الأكبر لابد أن يعاقب لأنه كيف لا يقوم بواجباته ولكن للمرة التانية فى نفس اليوم اللى بنسميه يوم المصالحة يتصرف الأب تصرف لا يصدقه أحد لأنه أبدى إستعداده لأن يخلى نفسه ويخلى كرامته ويتحمل العار والإهانة ويخرج يطلب أيضا الأبن الكبير فى سبيل المصالحة , فى يوم واحد بيصالح الصغير وبيصالح الكبير , ويوم المصالحة يا أحبائى هو يوم الصليب , يوم الصليب اللى ربنا خرج يصالح كل واحد , خرج الأب إلى خارج تاركا ضيوفه متعمد ومذل لنفسه أمام الجميع , وهو ده معنى الصليب للى بيقولوا الصليب مش واضح فى مثل الأبن الضال , ومعنى الصليب أن ربنا خرج لا ليعاقب ولا ليدين بل ليصالح , ولذلك بيقول يطلب أليه أو يتوسل أليه برجاء , الأب بيحب الأثنين وكليهما على قدم المساواه , وهنا نقدر نشوف المحبة المتألمة المضحية المخلية لذاتها لكن موقف الأثنين أختلف , فالأبن الصغير قبل محبة الأب وتمتع بيها , بينما الأبن الكبير فى علامة إستفهام كبيرة لحد دلوقتى على موقفه ولم نعرف من القصة أنه سيدخل والا لن يدخل ! برغم من أن الأب كان يأمر وكان ممكن فى أستطاعته أنه يأمر الخدام أنهم يضربوا الأبن الكبير ويدخلوه ولكن الأب لم يحب أن يكون الأبن الكبير فى البيت غصبا عنه , فاللى عايز يدخل لابد أن يدخل بإرادته . 29*29فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. أجاب وقال , بتورينا أنه رفض أنه يعترف أنه مسئول أى مسئولية بل كل المسئولية تقع على الأب وعلى الأخ الصغير ولم يعترف بمسئوليته أو بدوره اللى كان مفروض يعمله فى الموضوع وما عملهوش لكن وجه إتهام على طول , ونلاحظ أن الراعى فى مثل الخروف الضال والمرأة فى مثل الدرهم المفقود تألموا جدا لفقدان اللى فقد منهم وتحملوا المسئولية وإجتهدوا وتعبوا حتى أستردوا ما فقد ولكن الأبن الكبير هنا لم يعترف بأى مسئولية تجاهه , والغريب أنه أبتدأ يكلم أبوه ويقول ها أنا , ولم ينطق بكلمة يا أبى , ولكن الأبن الصغير وهو راجع قال أخطأت يا أبى , ولكن هنا الأبن الكبير مش عايز يعترف بالأبوة لكن اللى بيعترف بيه هو ها أنا , يعنى أنا اللى مش مقصر فى حاجة وأنا اللى مفيش مثلى , وهو تعمد إغفال كلمة يا أبى وكأنه عايز يقول لأبوه أنت لست جديرا بالأبوة لأنك أب مهزوم وأب ضعيف وأب ظالم , وحايبدأ يشرح الظلم اللى الأب ظلمه بيه , والعجيبة أن هى نفس غلطة الأبن الصغير أنه شعر أن أبوه غير جدير بالأبوة وعلشان كده أحب أنه يبعد عنه فى كورة بعيدة , لكن الأبن الصغير رجع وقال له يا أبى أخطأت وأعترف بأن أبوه لا يزال أبوه وطلب هذه الأبوة بينما الأبن الكبير لم يطلب هذه الأبوة ومازالت العبارة التى نطق بيها تحوى على أسرار كثيرة جدا , أسرار الإنسان اللى حاسس ببره الذاتى والسيد المسيح بيكشفها لينا واحدة واحدة وهو ده اللى سنكمله فى الجزء التالى . والى اللقاء مع الجزء الخامس والأخير من تأملات وقراءات فى الأسبوع الثالث من الصيام الكبير أحد الإبن الضال , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. |
|