|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأرشيدياكون حبيب جرجس عاش في عصر مظلم، لم يكن فيه وعاظ، ولا أساتذه للاهوت. وحتى الايغومانوس فيلوثاوس ابراهيم الذي كان بقية نور فى تلك الأيام، لم تساعده صحته على إكمال رسالته، وانتقل من عالمنا.. وكان حبيب جرجس أول طالب التحق بالاكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للذين!! وفى غيرة عمبقة شعر حبيب جرجس أن الاكليريكية هى مسئوليته. فبدأ يدرس زملاءه وهو طالب. وتخرج ليتولى التدريس في الاكليريكية. وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع، ويضع الكتب الروحية. ووضع كتاب (اسرار الكنيسة السبعة)، وكتاب (الصخرة الأرثوذكسية)، وكتاب مارمرقس الرسول. وأخذ في اعداد مدرسين للدين. وكان مبنى الاكليريكية وقتذاك لا يصلح. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبنى لها مبنى. وبكل غيرة، بدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرض مهمشة الواسعة وبنى مبنى الدراسه، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، واسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الاكليريكية في أيامه، قبل أن تفتح للشعب.. ولم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بانشاء مدارس الأحد. وشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال. وبكل حماس أخذ التعليم الدينى يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى. وصار هناك آلاف من المدرسين. وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد. أما رئيسًا في ايامه فكان قداسة البابا يؤنس التاسع عشر. ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته الخاصة أن يضع كتبًا منهجية لكل مراحل التعليم. فوضع لذلك سلسلتين أحداهما (المبادئ المسيحية) والثانية (الكنز الأنفس). ولم يترك التعليم الدينى معوزًا شيئًا من المعلومات. بل طبع أيضًا الصور اللازمة. وأصدر مجلة (الكرمة) التي استمرت 17 عامًا كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع. وهى أول مجلة قدمت لنا ترجمة أقوال الآباء القديسين كل ذلك لم يكن واجبا ورسميًا ملقى على حبيب جرجس. بل هى غيرته التي دفعته في كل هذه المجالات. غيرته التي بدأت معه وهو طالب، ثم وهو مدرس، ثم وهو ناظر للاكليريكية منذ سنة 1918. وبهذه الغيرة استطاع أن يقدم للكنيسة آلافا من الوعاظ ومعلمى الدين، ومئات من الخرجين لسيامتهم كهنة في كافة بلاد القطر. غيرة حبيب جرجس كانت غيرة تمثل العمل الايجابى في عمقه. لم يحدث إطلاقًا أنه انتقد أنه انتقد الضعف والضياع الموجودين في عصره. ووإنما كان إن وجد نقصًا، يبحث كيف يعالجه، دون أن يدين أحدًا.. لقد كان رجل بناء ماهرًا. حفر أساسًا ووضع حجرين لبنائين: أحدهما هو الاكليريكية، والثانى هو مدارس الأحد.. وجاهد حتى ارتفع البناءان، وآوى اليهما أولاد الله. هذه هى غيرة حبيب جرجس، البناءة، العمالة، الإيجابية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأرشيدياكون حبيب جرجس |
حبيب جرجس الأرشيدياكون |
عظة عن الأرشيدياكون حبيب جرجس |
الأرشيدياكون حبيب جرجس |
الأرشيدياكون حبيب جرجس |