يريد تعالى الى أن نضع في العذراء وعليها رجاء خلاصنا الأبدي وأمل كل خيرنا، أما أولئك الذين يضعون رجاهم في المخلوقات فقط، من دون أن يكون هذا الرجاء متعلقاً بالله وراجعاً اليه، كما يفعل الخطأة الذين يكتسبوا الصداقة والخير لذواتهم من إنسانٍ ما فيرتضون بأن يغيظوا الله، فهؤلاء هم بالحقيقة ملعونون من الله، كما يقول أرميا النبي، وأما أولئك الذين يرجون مريم واضعين فيها رجاءهم بحسب كونها والدة الإله، المقتدرة على أن تستمد لهم منه جلت خيرية صلاحه النعم والحياة الأبدية. فهؤلاء هم مباركون، وبذلك يسرون قلب الله، الذي يريد أن يشاهد بهذا المقدار مكرمةً من خليقته، تلك المخلوقة التي أحبته في هذا العالم أكثر من جميع البشر والملائكة.*