رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع ما بين ضياع الهدف والسير المستقيم في الطريق المرسوم من الله + ملامح الدعوة الإلهية الدعوة الإلهية دعوة مُميزة للغاية، لا تشويش فيها ولا غموض، فهدفها واضح وعملها ذات سلطان إلهي مقتدر في الفعل والعمل، هذا - بالطبع - أن استجاب لها الإنسان وتجاوب معها بإيمان الطاعة في المحبة: (1) الدعوة ليست دعوة معرفة لجمع المعلومات وتخزينها على مستوى العقل البشري، وفعلها ليس حسب ذكاء الإنسان وفطنته، ولا تتوقف على قدرته على البحث والاستنتاج، ولا على دراسته ولا على ضعفه أو قوته أو جهله أو اتضاعه أو غناه أو فقره أو قدرته على التأمل أو أي شيء إنساني على الإطلاق، ولا حتى على أعماله الصالحة ولا أي نوع من أنواع التقدمة، بل تتوقف فقط على محبة الله ووقت الافتقاد المُعين والمناسب لكل إنسان، لأن كل شيء مُرتب من الله بدقة حسب التدبير. (2) الدعوة دعوة في سرّ التدبير الإلهي، دعوة مبادرة من الله، دعوة اختيار وتبني أساسها الشركة الإلهية، لأننا مدعوين لشركة وليس لمجرد كلام المعرفة ولا جمع المعلومات اللاهوتية الصحيحة والتكلم بها، وطبعاً التكلم ليس خطأ في ذاته إلا لو كان خارج الدعوة بغرض وهدف آخر غير الوصول لحياة الشركة، لذلك يقول الرسول: "مصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً ليفتح الرب لنا باباً للكلام لنتكلم بسرّ المسيح الذي من أجله أنا موثق أيضاً" (كولوسي 4: 3) وطبعاً اتضح لنا في بداية الموضوع ما هي الدعوة وطبيعة الشركة أي شركة الطبيعة الإلهية، شركة الاتحاد بالله والامتلاء منه حتى الفرح الكامل التام: "ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً؛ افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضاً افرحوا" (1يوحنا 1: 4؛ فيلبي 4: 4) + ليس أنتم اخترتموني (هنا يظهر لنا المبادرة الإلهية والاختيار)، بل انا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي (يوحنا 15: 16) (3) الدعوة دائماً فيها أمر بالتخلي والترك ثم اتبعني، فلا تبعيه بدون ترك وتخلي وإخلاء تام وحمل الصليب واحتمال المشقة بكل أنواعها مهما ما كان شكلها أو طبيعتها، فالرب قال لإبراهيم أذهب من أرضك، يعني أترك واخرج، وكل دعوة قدمها الله لكل واحد كان فيها تخلي وترك وخروج من شكل حياة لشكل آخر وحياة أُخرى جديدة فيها مشقة من ناحية الجسد والأرض تصل إلى عار الصلب حتى الموت، لكن في باطنها مجد خاص عظيم وتجديد حياة بالدخول في حياة جديدة لا يعرفها العالم: + ولما رأى يسوع جموعاً كثيرة حوله أمر بالذهاب الى العَبر. فتقدم كاتب وقال لهُ: "يا مُعلِّم اتبعك أينما تمضي". فقال له يسوع: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس لهُ أين يسند رأسه". وقال له آخر من تلاميذه: "يا سيد أئذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي". فقال له يسوع: "أتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم". (متى 8: 18 – 22) + فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له: "يعوزك شيء واحد، أذهب بع كل ما لك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب" (مرقس 10: 21) + (الرب قال لبطرس الرسول) الحق الحق أقول لك: لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن متى شخت فأنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مُشيراً إلى أية ميتة كان مُزمعاً أن يُمجد الله بها، ولما قال هذا قال له "اتبعني". (يوحنا 21: 18 – 19) + وايضاُ نجد كلام الرب عن بولس الرسول لحنانيا قبل أن يذهب إليه ويضع يده ليوصل له رسالة ربنا يسوع المسيح ويمتلئ بالروح القدس كالتالي: + فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب: "قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسيا اسمه شاول، لأنه هوذا يصلي. وقد رأى في رؤيا رجلاً اسمه حنانيا داخلاً وواضعاً يده عليه لكي يُبصر". فأجاب حنانيا: "يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في أورشليم. وههنا له سلطان من قِبَل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون باسمك". فقال له الرب: "اذهب لأن هذا لي إناء مُختار ليحمل اسمي أمام أُمم وملوك وبني إسرائيل. لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي". (أعمال 9: 10 – 16) ولإدراك الرسول لدعوته وخدمته من قِبَل الرب قال للقديس تيموثاوس: + فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا أسيره، بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله؛ فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح؛ وأما أنت فاصح في كل شيء، احتمل المشقات، أعمل عمل المبشر، تمم خدمتك (2تيموثاوس 1: 8؛ 2: 3؛ 4: 5) وكل هذا نجد صداه في قول الرب في الإنجيل للجميع بلا استثناء: __________________+ وقال للجميع: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني؛ ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً (لوقا 9: 23؛ 14: 27) لذلك قال عن حنانيا في أعمال الرسل: وكان في دمشق "تلميذ" اسمه حنانيا (أعمال 9: 10) ومن هنا نقدر أن نُميز الدعوة الإلهية تمييزاً واضحاً، فالله هو الداعي للحياة الأبدية لا مجرد كلام إنما بإعلان، برؤية خاصة شخصية لي أنا، تختلف من شخص لآخر حسب رؤية الله لا الناس، وليس لها قانون ثابت من جهة الشكل، فلا يقدر أحد ان يستحضر الله ويفرض عليه ظهور بشكل خاص، لأن لو نظرنا للكتاب المقدس كله سنجد إعلانات الله تختلف في مظهرها من شخص لآخر، ورؤيته لا تُحد في صورة أو هيئة معينة، لكننا نعلم أنه يُعلن عن ذاته ويُظهر نفسه بنفسه بطرق عديدة مختلفة حسب تدبيره الخاص وما يتناسب مع كل شخصية، وهذا كما سبق وقلنا أنه سرّ لا يُشرح إنما يختبر على المستوى الشخصي، فدعوة الله ليست كلمات ولا موضوع جدلي أو حوار لمناقشة إنما إعلان ورؤية وسماع صوت وحركة قلب مشتاق لله يتجاوب معهُ بالإيمان تاركاً كل شيء من اجل اسمه ويتبعه حاملاً صليب العار حتى الموت مع المسيح، يتعرى معه، ثم يصلب معه، ليقوم معه، ويحيا معه للأبد آمين. في الجزء الخامس والأخير سنتكلم عن: الدعوة الإلهية والتعليم |
29 - 03 - 2016, 12:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
ميرسى على موضوعك الجميل |
||||
29 - 03 - 2016, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
ميرسي على موضوعك الجميل
|
||||
30 - 03 - 2016, 09:11 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
شكرا على المرور |
||||
|