في واقع خبرة الحياة الروحية
حينما نقف بصدق أمام وصية الإنجيل، ونتواجه مع كلام المسيح الرب فأننا في الحقيقية نُصدم من صعوبة كلماته على مستوى التنفيذ، وذلك لأننا نقف ما بين إنسانيتنا الضعيفة وبين قوة الله الظاهرة في الوصية، وحينما نحاول أن نجمع شتات أنفسنا لنتممها ونحيا بها بقدر إمكانيتنا وعلى حسب طاقتنا، فنجدنا لا نستطيع أو نقوى على أن ننفذ شيئاً منها، وان غصبنا أنفسنا وحاولنا بكل إمكانيتنا الطبيعية، فأننا ننهار ونسقط تحت وهق نفسي قد يُحطمنا، يا إما بسبب الفشل الذي يؤدي بترك حياتنا الروحية كلها والتخلي عن الصلاة والإنجيل ونترك التفكير في الله من أساسه، أو بسبب الصعوبة والثقل الشديد الذي يجعلنا نُدرك أنها تفوق كل إمكانياتي وقدراتي الإنسانية.
كما أن هناك بعضاً من الناس
حينما وقفوا أمام الوصية وحاولوا تنفيذها كحرف فشلوا تماماً، وسقطوا في حالة الرياء لأن صار لهم صورة التقوى وينكرون قوتها، والبعض الآخر حينما حاول أن يكون صادقاً انهارت نفسيته فمرضت، وعاش في حالة من التعقيدات التي أفسدت حياته كلها، لأنه لم يستطع أن يحيا لله ولا للعالم، وهذه المشاكل تظهر دائماً في المتدينين الذين يعيشون بإنسانيتهم الأرضية الطبيعية كل ما هو سماوي ويناسب طبيعة السمائيين.