منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 02 - 2013, 03:36 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

من أراد أن يصير فيكم عظيماً

الاربعاء 13 فبراير 2013
القس رافائيل ثروت
كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج
من أراد أن يصير فيكم عظيماً
ماذا يجرى عندما يتولى رجل السلطة ؟ إنه يجد نفسه أمام إمتحان عسير ، ولا سيما إذا كان تسلمه لزمام السلطة مفاجئاً وسريعاً . فإذا تضاعف راتب شخص عشر مرات فى السنة

( 2صم 3:2 ، 5 ) ، ( أخ 12:11 )
يواجه إمتحاناً أخلاقياً كبيراً . وإذا كان رجل قد تعرض للمطاردة والإضطهاد والمضايقة عدة سنين ثم صار فجأة قائداً لا ينازعه أحد فإن من شأن ذلك أن يظهر من أى معدن هو . وهذا هو ما حدث لداود النبى . فبعد سنين كان فيها طريداً شريداً أصبح هو الملك على سبط يهوذا الذى هو منه ، وله من العمر ثلاثون . ثم بعد سبع سنين صار ملكاً على جميع إسرائيل . أن توليه السلطة سيجعله يسير فى أحد طريقين - إما نحو الأردأ وإما نحو الأحسن.
رد فعله على وفاة سلفه
بينما داود ورجاله يخلصون زوجاتهم وأولادهم من العماليقيين ، كان الفلسطينيون قد زحفوا على بنى إسرائيل وهزموا جيشهم على جبل جلبوع ، وقتلوا الملك شاول وبنيه الثلاثة بمن فيهم يوناثان . ولما بلغ نعيهم داود وهو فى صقلغ ، حزن حزناِ شديداً حتى مزق ثيابه من فرط الأسى ولم يذق طعاماً حتى المساء وانتحب على يوناثان وشاول معاً .
إن حزن داود ، رغم بغضة شاول الشديدة له ، كان حقيقياً. فقد كان يرفض أن يمد يده إلى مسيح الرب ومع أن صموئيل ، لما مسحه ملكاً ، أعلمه بما سيصير إليه أمره ، فإنه لم يضع يده على السلطة بخلع شاول والآن أيضاً وقد مات شاول ، ما يزال قلبه مرتبطاً بالولاء له . وقد عبر عن ذلك فى المرثاة التى نظمها عن شاول ويوناثان وعلمها لرجاله .
يمكنك أن تقرأ المرثاة فى ( 2صم 19:1-27 ) .


عزيزى ... ماذا يمكن أن تتعلمه من الدرس السابق؟
صبر يدل على نضج بالغ فى الحكم
لما خف حزن داود ، ظل تصرفه يتسم بالحذر مما يبين أن الاختبار الذى كان له فى صقلغ مازال ماثلاً فى ذهنه بكل قوة. فقد سأل الرب قائلاً : " أأصعد إلى إحدى مدن يهوذا ؟ فأتاه الجواب أصعد " ( 2صم 1:2 ) . وإذ هو متردد بعد ، سأل : " إلى أين أصعد ؟ " ولما وجهه الله إلى حبرون ، صعد إليها ، وبعدما استقر فى ربوع حبرون ، جاء إليه شيوخ يهوذا السبط الذى هو منه ، وطلبوا إليه أن يكون ملكاً عليهم . ولم يوافق على تسلم الملك إلا نزولاً عند رغبتهم .
وسبع سنين أخرى واظب داود على الصبر . ذلك أن أبنير ، قائد جيش شاول سابقاً ، أخذ الأمير ايشبوشث إلى محانيم ونصبه ملكاً على الأسباط الأحد عشر الأخرى .
وشرع هذا النظام المنافس فى الشمال يشن الحرب على يهوذا ، إلا أن داود لم يفعل ما يتعدى الدفاع عن النفس متى هوجم. ولما ازداد قوة وخصومه ضعفاً ، رأى أبنير أنه قد ساند الرجل المغلوط وراح يتودد إلى داود . فأصغى داود إليه ، لكنه أوضح له أنه مازال على وفائه نحو بيت شاول ولن يشترك فى انقلاب عسكرى يطيح " أيشبوشث " ولو عاونه أبنير . فهم أبنير مراد داود .
أفتح كتابك المقدس وأقرأ ما قاله أبنير لشيوخ إسرائيل فى ( 2صم 17:3-19 ) .
صحيح أن الحركة الشعبية العامة كانت بطيئة ، ولكنها كانت تستحق الإنتظار سبع سنين كى تبلغ أوجها . فإن عشرات الألوف من المحاربين والقادة ، من جميع أسباط إسرائيل على كلتا ضفتى الأردن ، وفدوا إلى حبرون وقد " أتوا بقلب تام ... بقلب واحد لتمليك داود على كل إسرائيل " .
ومن الواضح أن هؤلاء يمثلون جميع بنى إسرائيل ويعبرون عن رغبتهم الجماعية ( 1أخ 38:12 ) .
إن القوى العسكرية والدعم الشعبى الذى لقيه منذ البداية يبينان أنه كان يستطيع - لو شاء - أن يخضع البلد كله بقوة السلاح ، لكنه انتظر حتى يختاره الشعب بعدما مسحه الله . ولما دقت الساعة ، اعتلى العرش لا بمعركة دامية بل باحتفال دينى ثبت مسح صموئيل له منذ مدة طويلة وبذلك كان توليه الملك ميثاقاً ثلاثياً أطرافه الله والشعب والرجل نفسه .
نظرية سابقة لعصرها
إن الطريقة التى بها يتسلم المرء زمام القيادة تؤثر إلى مدى بعيد فى ما يحدث بعد ذلك . وثمة سبع طرائق على الأقل بها يتولى القادة مناصبهم : فمنهم . من يصبح قائداً لأنه يتطوع للقيادة ، ومن تدفعه الأحداث إلى الطليعة . ومن يمثل نموذجاً للأب عند مريديه الراغبين فى تلقى التوجيه الصارم . ومن يتفوق على كل منافسيه على نحو واضح . ومن يشعر فى داخله بأنه مدعو من الله . ومن تنتخبه الأكثرية . وقد كان داود سابقاً لعصره ، وأكثر حصافة من أغلب أهل زمانه دون شك ، لأنه وإن توفرت فيه أكثر من صفة من الصفات السابقة - اختار أن يتولى القيادة بواسطة الطريقة الأخيرة ، أى أنه صار ملكاً على كل إسرائيل من طريق الإجماع باختيار الشعب . وتتوضح روعة ما فعله داود إذا نظرنا إليه فى إطار الملوك المستبدين فى الدول الشرقية المجاورة آنذاك ، فقد عاش داود فى زمن كان الملوك فيه يحكمون حكماً أوتوقراطياً ، ولم يكونوا مسئولين أمام أحد . فكانت كلمة الملك هى القانون . وفى بعض البلدان المجاورة ، كمصر وآشور ، كان الملوك يَدْعَون الألوهة .
من أين استقى داود فكرة تولى الملك بإجماع الشعب ؟!
لقد أخذ هذه الفكرة من شريعة الله . فقبل إمتلاك بنى إسرائيل لأرض كنعان بزمن طويل ، علم الله أنهم ذات يوم سيريدون ملكاً ، ورسم لهم القاعدة التى يجب أن يعملوا بها إذ قال: " فإنك تجعل عليه ملكاً الذى يختاره الرب إلهك " ( تث 15:17 ) . فاختيار الله يأتى فى الدرجة الأولى ، ثم يصدق الشعب عليه باختيارهم . وتمضى الشريعة فتقدم إرشادات واضحة محددة لحفظ الملك من الكبرياء ... ( تث 16:17-20 ) . وهكذا فعل داود عملاً منه بشريعة موسى.
عزيزى ... تذكر إنه ينبغى أن تستمد السلطة كلياً من أولئك الذين سوف تُمارس عليهم قيادتك
" من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً . ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً " (مر43:10-44)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أراد أن يسير باستقامة في طريق معوج
من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما
من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما
دواء الشغف بالأوليّة “مَن أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن للكلّ خادماً“.
“من أراد أن يصير فيكم أولا يكون للجميع عبداً” القديسة مريم المصرية


الساعة الآن 09:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024