|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار. " يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار " فتشير إلى الله الذي لا يُميّز بين الأشخاص، بل يُحبّ الجميع، ولا يقتصر منح شمسه ومطره للصَّالحين بل للأشرار أيضا، دون استثناء أيّ أحد، ودون تحديد، ودون تفضيل البعض على البعض الآخر. اختار المسيح مثالا من ناموس الخلق: الشمس والمَطَرَ، لانَّ نفعهما للجميع ظاهر. وموقف يسوع هنا مُغاير لموقف اليهود، حيث لا أعداء له، بل يعتبر كل واحد قريبه، كما ورد في مثل السامري الرحيم (لوقا 10: 25-37) مُقتديا بالآب السماوي الذي لا يُميّز بين الأشخاص، بين الأخيار والأشرار حين يُشرق شمسه أو مطره بل يُحبّ الجميع. وفي هذا الصدد يقول بولس الر سول "اسلُكُوا سَبِيلَ الرّوحِ" (غلاطية 5: 16)، ومن يسلك سبيل الروح يسمو فوق الشر، فلا يرى فقط شرّ الإنسان، بل صلاح الله وحكمته اللامتناهية، ونعمته على الإنسان. وليس لدى الله إلاّ عَدُوّ واحدٌ يُبغضه وهو الخطيئة. وتُبين الآية أن موجب الأول لمحبتنا للناس هو مثل الآب السماوي. |
|