رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حملان بين ذئاب القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط ٢ يوليو ٢٠١٥ -“إذهبوا! ها انا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب” (لو 3 : 10). هذه هى مهمتكم ارسالية بين الذئاب. -آه يا رب ألا يمكن ان تكون الارسالية بين الحملان؟ -و ما الفائدة اذن؟! فهم بالفعل حملان. و لماذا يرسلنا الله كغنم وسط قطيع الذئاب؟ لأن هذه هى فحوى الرسالة ان ينتزع من الذئاب الطبع الوحشى الذى زرعه فيها ابليس فتعود الى الصورة التى خلقها الله عليها و هذا لا يمكن ان يحدث بالشراسة بل بالحب العملى و عدم رد الاساءة بالاساءة, روح الله القدوس إن كان ظاهراً فى الحملان يستطيع ان يأسر القلوب. صحيح ان عظة القديس بطرس آمن بواسطتها 3000 نفس لكن ما من شك ان روح المحبة و اللطف بين المؤمنين حفظ هذه الأنفس فى الكنيسة, روح الحملان الوديعة التى قيل عنها “كانوا يتناولون الطعام بابتهاج و بساطة قلب” (أع 2 : 46) فتذوقوا الفرق بين حياة الحملانالجديدة و حياة الذئاب لأن طببعة الذئاب التى عاشوها قبلاً هي ان تخطفالطعام من بعضها البعض أما الحملان فتأكل مع بعض فى تآلف, الذئاب تأخذ الطعام و تخبئه فى عرينها و الحملان تعطى “كل الذين كانوا اصحاب حقول او بيوت كانوا يبيعونها و يأتون بأثمان المبيعات و يضعونها عند ارجل الرسل فكان يوزع على كل احد كما يكون له احتياج” (أع 4 :34-35), الذئاب لا تعيش فى شركة و تتعاون معاً إلاعندما تخرج للافتراس و اذا دخل ذئب فى منطقة نفوذ ذئب آخر تقوم بينها المعارك الدامية أى انها لا تتفق إلا على الشر, لكن الحملان تجتمع معاً و تعيش فى قطيع حلوة المعشر تقبل الخراف الجديدة التى يضمها الراعى اليها “و كان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون” (اع 2 : 47) . و قد اثبت التاريخ على مدار الفى عام من الزمان صحة المعادلة المستحيلة “حملان بين ذئاب”, و نجحت رسالة الكنيسة الوديعة الهادئة بين ذئاب العالم لقد كان من الصعب على اى عاقل فى ذلك العصر الذى لم يعرف إلا القوة كأساس للسيادة ان يصدق ان هناك رسالة لحمل بين ذئاب يقدر لها نجاح. و لكن لأن التلاميذ كانوا مرسلين من قبل القدير مؤيدين بروحه القدوس فكانوا كجمرات متقدة تفرقت فى العالم شرقه و غربه فأضرمت فيه نار الإيمان المسيحي و اصطادت شبكتهم من كل الأجناس و الثقافات و الطبقات من بنى العبيد و من شرفاء القصور, ويتحقق قول المزمور “فى كل الارض خرج منطقهم و الى اقصى المسكونة كلماتهم” (مز 19 :4) ربما تفشل الجيوش فى تحرير شبر ارض لكن الحملان بوداعتها الروحية استطاعت لا ان تخترق بلاداً و حدوداً لكنها ملكت على القلوب لتنزع عنها الطبع الوحشى و تقبل عطية الروح القدس و يتحقق قول اشعياء النبى “الذئب و الحمل يرعيان معاً و الأسد يأكل التبن كالبقر” (أش 65 :25). القديس أغسطينوس يعلق على ارسالية الحملان بين الذئاب فيقول:- تأمّلوا يا إخوتي ما يفعله ربّنا يسوع! تصوّروا لو أن ذئبًا واحدًا ذهب وسط غنم كثيرة مهما بلغ عددهم بالآلاف… أفلا يرتعب جميع الغنم بالرغم من عدم قدرة هذا الذئب على افتراسهم جميعًا؟ فكم تكون مشورة ربنا يسوع المسيح، التي يشجّعنا بها، إذ لا يلقي بذئب وسط غنم، بل يُلقي بالغنم وسط الذئاب…؟! إنه لم يطلب منهم أن يقتربوا من الذئاب، بل يكونوا في وسطهم. حقًا لقد كان هناك قطيع صغير من الغنم، لكن إذ افترستها الذئاب الكثيرة تحوّلت الذئاب إلى غنم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حملان وسط ذئاب |
حملان بين ذئاب |
حملان وسط ذئاب |
ها أنا أرسلكم مثل حملان وسط ذئاب |
ذئاب بثياب حملان |