رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نكون كمؤمنين نور لهذا العالم المسكين؟! القمر في ذاته جسمًا معتمًا، لكن سر النور واللمعان فيه، كما نعلم، هو وجوده أمام ضوء الشمس فيعكس نورها. وهكذا الحال معنا؛ فمن ذواتنا نحن كنا قبلاً ظلمة، لكن بارتباطنا بالمسيح أصبحنا الآن «نُورٌ فِي الرَّبِّ»، وهذا بسبب عمل الله في حياتنا «لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا» (٢كورنثوس٤: ٦). لذلك الآن يمكننا كأولاد النور أن نضيء على الآخرين من خلال الوسائل الآتية: ١. الشهادة بالمسيح: فكما سبق وذكرنا، أن هذه هي المهمة التي دعى الرب بولس ليتممها (أعمال٢٦: ١٨). ولقد عمل الرب هذا مع أهل أفسس، فحينما سمعوا الإنجيل أضاء لهم نور المسيح محررًا إياهم من ظلام العدو وأعمال السحر حتى إنهم جمعوا كتب السحر وأحرقوها. ٢. توبيخ الشر دون الاشتراك فيه: تقول كلمة الله «وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا... وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّور» (أفسس٥: ١١، ١٣). إن كان النور من شأنه أن يُظْهِر ما خفي في الظلمة، فهكذا أيضًا عندما تكون حياتنا العملية نقيَّة ومُقدَّسة ومُكرَّسة للمسيح تصبح كالنور الذي يفضح الشر ويبين رداءته، فحياة المسيح فينا لا يمكن أن تشارك الناس في شرورهم، لكنها تُظهر مدي شرهم وتوبِّخه. والرجال الثلاثة في سفر دانيآل، مثال رائع لعدم الاشتراك في شرور الآخرين عندما رفضوا السجود لتمثال الذهب. كما أن المعمدان كان أيضًا مثالاً للنور الذي أظهر ووبخ شرور هيرودس الملك «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ!» (مرقس٦: ١٨). فهل أنا وأنت كذلك؟! ٣. فليضئ نُورُكُمْ: هذه كانت وصية الرب في عظة الجبل لتابعيه «...لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى٥: ١٦). ما أروع أن تشع حياة المسيح من داخلنا لمن حولنا. لقد طلب المسيح أن نسمح للنور الذي فينا، الذي هو المسيح، النور الحقيقي، أن يظهر للآخرين مُعلنًا قداسته ووداعته ومحبته. وبهذا النور يتمجد أبانا الذي في السماوات. وهذا ما تحقق في مؤمني تسالونيكي «فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ» (١تسالونيكي١: ٨). ٤. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ: في مدينة أفسس انتشرت كل الشرور اللأخلاقية. واستمع معي لوصف الروح القدس عنهم بالقول «فَقَدُوا الْحِسَّ، أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ» (أفسس٤: ١٩). لكن بولس يحرِّض المؤمنين أن يكون سلوكهم مختلفًا لأنهم أصبحوا في المسيح أولاد النور، فيقول «وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ» (أفسس٤: ٣، ٥). |
|