الكلمات للقديس بولس الرسول والتى اتخذها المجمع الفاتيكاني الثاني في بداية التقرير الخاص بالقديسة مريم العذراء، أنا ايضا ارغب ان ابدأ تأملي عن دور مريم في سر المسيح وعن حضورها الفعال والمثالي في حياة الكنيسة، فهي كلمات تحتفل معا بحب الأب القدير ورسالة الإبن الوحيد وموهبة الروح القدس دور المرأة والتى ولد منها المخلص والبنوة الخاصة بنا في سر “ملء الزمان”. هذا “الملء” يشير الى لحظة ثابتة منذ الأزل عندما ارسل الأب ابنه “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.“(يوحنا16:3). انها تدل الى اللحظة المباركة عندما كان “َالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ” (يوحنا1:1) و”وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا”(يوحنا14:1)، وجعل نفسه آخا لنا”لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ”(رومية29:8). انها تلك العلامة للحظة التى حلّ الروح القدس في أحشاء الممتلئة نعمة مريم عذراء الناصرة وكوّن في أحشائها العذري الطبيعة البشرية للمسيح.