رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عبد يهوه (عبد الرب): من أهم المشاكل التي تقف أمام النقاد هي تعبير "عبد يهوه" أو "عبد الرب" الذي أشير إليه في الأصحاحات ما بين (40-50) قرابة عشرين مرة: (إش 41: 8، 9؛ 42: 1، 19؛ 43: 10؛ 44: 1، 2، 21، 26؛ 45: 4؛ 48: 20؛ 49: 5، 6؛ 50: 10؛ 52: 13؛ 53: 11، 54: 17). وتتلخص المشكلة في أمرين: 1. أغلب الإشارات قدمته بكونه إسرائيل أو يعقوب. 2. تارة يظهر أنه عبد يهوه غير الأمين وتارة العبد المختار موضع سرور الأب، المتألم لأجل خلاص البشر. من يكون هذا العبد ليهوه؟ 1. في بداية العصر المسيحي وُجد بعض اليهود يفسرون "عبد يهوه" بكونه المسيا، لكن البعض الآخر رفضوا ذلك لأنهم لم يكونوا يتوقعون في المسيا ابن داود الذي يقيم المملكة الغالبة أن يتألم، لذا رأوا أن هذا العبد هو رمز لأمة اليهود... هذا التفسير الأخير لا يقبله المنطق ولا يتفق مع ما ورد في السفر فقد أعلن النبي بوضوح أنه يتألم لأجل الخلاص، ويعمل من أجل ذلك (إش 49: 5-6؛ 53: 5-11)، فهل تألمت الأمة اليهودية من أجل خلاص العالم؟ 2. حاول بعض النقاد تفسير هذا الشخص بكونه شخصية تاريخية أو فكرة أسطورية لتقديم مفهوم لاهوتي معين، وقد رفض C. R. North التفسيرين. عن الأول يتساءل: من يكون هذا الشخص التاريخي؟ هل هو النبي نفسه أم آخر؟! واضح أن الحديث لا ينطبق على شخصية تاريخية في العهد القديم. أما التفسير الثاني فغير مقبول لأن العهد القديم لم يستخدم قط الأساطير التي أتبعها الشرق الأدنى في ذلك الحين(21). وقد رأى North أن ما ورد عن عبد يهوه إنما يجب تفسيره مسيانيًا، أي ينطبق على المسيا. 3. يرى البعض أن North قد ركز على تسابيح العبد (إش 42: 1-4؛ 49: 1-6؛ 50: 4-9؛ 52: 13-53: 12) التي لم يذكر فيها العبد بكونه إسرائيل أو يعقوب إنما تركز على العمل الخلاصي لهذا قبل التفسير المسياني. 4. إن عدنا إلى الكتاب المقدس نجد فيلبس الرسول يفسر هذا العبد بكونه يسوع المسيح (أع 8: 30-35). فكيف يقدمه السفر تارة العبد غير الأمين وأخرى العبد المختار موضع سرور الآب. يُجيب Ironsideبأن إسرائيل هو عبد الله الذي لم يستطع أن يَخْلُص بنفسه فاحتاج إلى المختار من قِبَل يهوه العبد الذي جاء ليحقق رسالة الخلاص. آدم الأول قَبِل مشورة العدو فخل تحت العقوبة وصار في مذلٍة لتغرّبه عن الله لذا جاء آدم الثاني ليُحطم العدو ويقيم كنيسته (إسرائيل الجديد) ويعلن حضوره فيها (إش 8: 18؛ 12: 6؛ 30: 29؛ 31: 9). إذن ما ورد عن عبد يهوه تارة يتحدث عن آدم الأول أو الإنسان الذي حطمته الخطية وتارة عن آدم الثاني ابن الإنسان الذي حطّم سلطانها. هذا ويرى القديس أغسطينوس أن عبد يهوه يرمز للسيد المسيح، كما يُشير أحيانا إلى كنيسته، إسرائيل الجديد، بكونها العروس المتحدة به، وجسده المتمتع بخلاصه. |
|