رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم أم النور، هي أعظم الأمهات يصف الكتاب المقدس الأمهات بالحنائن (جمع كلمة حنون)، ويخصهنَ بأنهن لا ينسين رعاية أبنائهنَ الرضع، مع أنهن في بعض الحالات الاستثنائية قد ينسين اولادهن، كقوله: "هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ" (إش49: 15). ويشبه الله مقدرته العظيمة في تخفيف وإزالة آلام أولاده بالأم القادرة أن تُفرج عن ابنها كربه، قائلًا: "كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا... " (إش66: 13). إن الأمومة في قلب المرأة نعمة إلهية فطرية، ولكن روح الله القدوس الغني قادر أن يهب البشر من النساء والرجال نعمة الرحمة والحنان والحب العظيم، الذي يفوق ما وُهِبَ للأمهات بالفطرة، لأنه كنز الصالحات ومعطي الحياة. لقد شبه معلمنا بولس الرسول اهتمامه ورعايته لمخدوميه باهتمام المرضعة الحنون، التي تربي أطفالها، قائلًا: "بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا، هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ، كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا" (1تس2: 7- 8). لقد امتلأ قلب العذراء بأمومة فطرية طبيعية كباقي الأمهات. أما ما هو أهم من ذلك فهو المحبة الإلهية، التي سكبها الروح القدس في قلبها، لتصير أمًا لأعداد لا حصر لها من المؤمنين. لقد طوبها الملاك وأعطاها السلام، ولقبها الممتلئة نعمة بحسب الترجمة القبطية، وقد وصفت في أغلب الترجمات الإنجليزية، بالقول: "Hail, O highly favored one" وذلك لتوضيح أن أحدًا لم ينل ما نالته العذراء مريم من نعَمِ. فقد ظلل الله العذراء بقوة العلي، وانسكب روح الله القدوس عليها بفيض، لكي يؤهلها لأمومة لا مثيل لها، كقوله: "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو1: 35). القارئ العزيز... اتسع قلب العذراء، ليحتوي بالاهتمام والحب والاحتمال أبناءها البشر جميعهم، مهما كان ضعفهم. هي أم لا تنس أولادها، بل تشفع فيهم أمام ابنها طالبة الرحمة لجميعيهم، لأنها أم الرحمة الحنون. لقد سجل مشهد تجليها في الزيتون عام 1968م صورة رائعة لأمومتها، وهي تنحني، وتبارك جميع الحاضرين. إن كل إنسان تمتع بهذا الظهور كان يشعر بأنها تتعامل معه شخصيًا بالرغم من الزحام الشديد. لقد كنت ترى كل أحد يتكلم معها، وكأنه يهمس في أذنها، وهي تسمعه. وقد أظهرتها السماء في صورة أعظم أم. فيا ليتك يا أخي الحبيب تحافظ على دالة الحب التي تربطك بهذه الأم الحنون العظيمة. |
|