بعد ستة أيام من إنبائهم بخبر آلامه وموته، صعد المسيح مع ثلاثة من تلاميذه المقربين إليه، الذين انتخبهم لاصطحابه أثناء إقامة ابنة يَايْرُسَ، وللدخول معه إلى أعماق بستان جَثْسَيْمَانِي قبل القبض عليه، وذلك لاستعدادهم الروحي أن يفهموا أمورا عالية أكثر من الباقين، فهو يريد أن يظهر كل شيء للكل، ولكن ليس الكل يريدون أن يفهموا، فهؤلاء محبتهم أكبر له. "ستة":يرمز هذا العدد إلى كمال العمل الإنساني، ولكنه أقل من عدد سبعة، أي كمال العمل الإلهي بالروح القدس. فعندما يكمل الإنسان ما يستطيعه من جهاد، تعلن نعمة الله له المعونة الإلهية. فقد كان التجلي لمساندة التلاميذ، حتى لا يتعبوا ويتشككوا عندما يرون صلبه وموته.
وقد أخذ الثلاثة، لأنه على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة، وهم يمثلون البشرية كلها، مثل أولاد نوح الثلاثة.
ارتفع بهم على جبل عالٍ، إذ يلزم الارتفاع عن الفكر الأرضى المحدود، بالتعب، للصعود إلى السمائيات، حتى يعلن الله نفسه لنا.