الله ينزل إلينا عبر التَّاريخ كله، من عصر إلى عصر، ومن جيل إلى جيل، ومن ساعة إلى أخرى، يطلب عَمَلَة إلى كَرْمِه الإلهي، ليهبهم المُكافأة الأبديّة عند مساء حياتهم الزَّمنيّة. إنّ الأبرار الذين أتوا إلى العَالَم في البداية، مثل هابيل ونوح، (التكوين 9: 8) كانوا من المَدعوِّين في السَّاعات الأولى، كما أنّ بعض الأبرار الذين جاؤوا من بعدهم، مثل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب (التكوين 17: 4-8) وكلّ مَن عاصروهم، قد تمّت دعوتهم في السَّاعةِ الثالثة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأبرار الآخرين، مثل موسى، وهارون وكلّ الذين تمّت دعوتهم معهم في السَّاعةِ السادسة؛ ثمّ يأتي دور الأنبياء القدّيسين، وهم من المَدعوِّين في السَّاعةِ التاسعة. وفي نهاية العَالَم، يأتي المؤمنون المَدعوّون في السَّاعةِ الحادية عشر، كما جاء في تعليم يوحنا الرَّسول "أجَل، اُثبُتوا فيه الآن، يا بَنِيَّ. فإِذا ظَهَرَ كُنَّا مُطمَئِنِّين ولَن نَخْزى في بُعْدِنا عنه عِندَ مَجيئه" (1 يوحنا 2: 28).