رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجمع القسطنطينية والإيمان السليم
أما الإيمان الحقيقي فقد عبّر عنه معلمنا بولس الرسول بقوله "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). والإيمان الحقيقي يفهم أن الفادي هو الله الكلمة المتجسد والذي هو وحده القادر أن يكفِّر عن خطايا جميع البشر في جميع العصور، الذين يؤمنون بذبيحته الخلاصية على الصليب، ويصيرون أعضاءً في كنيسته المقدسة. وأن إنسانًا عاديًا لا يستطيع أن يكفِّر عن خطايا البشر حتى ولو سكن فيه الله الكلمة. فالمولود من الآب قبل كل الدهور قد أتى وحل في الحشا البتول غير الدنس وتجسد من مريم العذراء بواسطة الروح القدس وصار إنسانًا. بمعنى أن الله قد ظهر في الجسد أو أن الإله قد تأنس "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تى3: 16). فنحن نؤمن أن الإله قد تأنس وليس أن إنسانًا قد تأله، وصار إلهًا أو صار مساويًا لله في الكرامة. والإله المتأنس حينما مات على الصليب، لم يمت بحسب لاهوته بل مات بحسب الجسد، كما نصلى ونقول "يا من ذاق الموت بالجسد" (قطع صلاة الساعة التاسعة). أما عن ولادته فنقول: "أشرق جسديًا من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا" (ثيئوطوكية يوم الاثنين qeotokia). وبهذا نرى أن الكنيسة تتغنى بالعقيدة الأرثوذكسية وترددها في تسابيحها في شتى الصور مثلما نقول في الثيئوطوكيات: "لم يزل إلهًا، أتى وصار ابن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي، أتى وخلّصنا" (ثيئوطوكية يوم الخميس). ولا يتسع الوقت لسرد كل ما ورد في التسبحة وصلوات الكنيسة وقدّاساتها وصلواتها من العقائد الراسخة التي تعيش في فكر الأجيال خارج معاهد اللاهوت وليس داخلها فقط. فالتسبحة هي كلية إكليريكية ومعهد لاهوت لا تدرّس كمادة تمتحن بل تعيش في فكر وقلب كل مسيحي أرثوذكسي. ومعلومًا طبعًا أن الشهيد مثلًا حينما يُقتَل فإن جسده هو الذي يقتل وليس روحه. كما قال السيد المسيح "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (مت10: 28). فمن باب أولى حينما صلب السيد المسيح، فالذي مات على الصليب ليس هو لاهوته، وليس هو روحه الإنساني، بل الذي مات على الصليب هو جسده، أما روحه الإنساني فلم يمت. لذلك قال بطرس الرسول عن السيد المسيح "مماتًا في الجسد، ولكن محييً في الروح. الذي فيه أيضًا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1بط3: 18، 19). ولذلك نصلى في القداس ونقول {نزل إلى الجحيم من قبل الصليب}. أي أن روحه الذي سلمه في يدي الآب حينما قال "في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46) قد ذهب متحدًا باللاهوت ليحرر الذين في السجن بعد أن يكرز لهم بإتمام الفداء، وجسده المتحد باللاهوت قد وُضع في القبر ولم ير فسادًا. وعندما عاد روحه واتحد مع جسده قام من الأموات في اليوم الثالث بقوة لاهوته. فما الداعي لهذا التهور النسطوري في إنكار أن الله هو المخلص؟! بينما قال الرب في سفر إشعياء "أنتم شهودي يقول الرب.. قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص.. أنتم شهودي يقول الرب وأنا الله" (اش43: 10-12). ألم يكن هذا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه بعد قيامته "وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8). لهذا قال الله المخلص في سفر إشعياء "أنتم شهودي" (أش43: 10،12). "قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص.. أنتم شهودي يقول الرب وأنا الله" (اش43: 10-13). من هو المتكلم هنا أليس هو الرب؟ أليس هو المخلص؟ أليس هو الإله الوحيد الذي قال عن نفسه: "أنا هو الأول والآخر. والحي وكنت ميتًا وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين. ولى مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ1: 17، 18). وقال أيضًا: "أنا هو الألف والياء، الأول والآخر" (رؤ1: 11، قارن أش43: 10-12). "وها أنا آتى سريعًا وأجرتي معي لأجازى كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر" (رؤ22: 12، 13). " أنا الألف والياء. البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء" (رؤ1: 8). هذا الكلام كله عن الإله الحقيقي الرب المخلص ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ابن الله الحي الذي له المجد الدائم إلى الأبد آمين. إن السيد المسيح قد وُلد من العذراء بحسب الجسد، ولم يتخذ لاهوته منها، ولكنه "هو هو أمسًا (أي قبل كل الدهور) واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). هو هو الذي ولد من الآب بحسب لاهوته قبل كل الدهور. هو هو نفسه الذي تجسد وولد من العذراء بحسب ناسوته في ملء الزمان. ولذلك هو هو الذي قال عن نفسه لليهود "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58). فكيف يقال عن السيد المسيح إنه من شخصين. ومن هو هذا الذي يقول عن نفسه "أنا" هل هو الشخص الأول؟ أم الشخص الثاني؟! إنه من المستحيلات أن يتحد شخصان لتكوين شخص واحد. لأن الشخص هو من يتجه نحو الآخر، أي يشخص نحوه. فحينما يحب رجل زوجته، هما شخصان يصيران جسدًا واحدًا باتحادهما في سر الزيجة المقدس. وهو يتجه نحوها بالحب المقدس. ولكنه لا يستطيع أن يقول لها أنا بحبني، بل يقول لها أنا أحبك. لأن مفهوم الحب ليس هو الأنانية، أي الاتجاه نحو "الأنا"، بل الانطلاق نحو "الآخر". هل توجد وحدة في الوجود كله أقوى من وحدة الأقانيم الثلاثة في الجوهر الإلهي الواحد؟ ومع ذلك فإن الكنيسة تحرم من يقول أن هذه الوحدة تؤدى إلى امتزاج الأقانيم الثلاثة في أقنوم واحد، أو أن شخص الآب هو شخص الابن هو شخص الروح القدس، لأن هذه هي: هرطقة سابيليوس. فكيف يدَّعى هذا المبتدع الخطير (نسطور) أن المسيح في شخصين: شخص إلهي، وشخص بشرى، وقد كوّنا معًا بالاتحاد البروسوبوني prosopic union (أي الاتحاد الشخصاني) شخص الاتحاد الواحد الذي اخترعه ديودور وثيئودور ونسطور. ديودور الطرسوسي، وثيئودور المبسويستي، ونسطور بطريرك القسطنطينية، اعتقدوا وعلّموا بما يسمى اتحاد الأشخاص prosopic union لتكوين ما يسمى بشخص الاتحاد prosopon of union ورفضوا الاتحاد الطبيعي natural union والاتحاد الأقنومي hypostatic union. |
02 - 12 - 2021, 02:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: مجمع القسطنطينية والإيمان السليم
رائع جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
05 - 12 - 2021, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مجمع القسطنطينية والإيمان السليم
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجمع القسطنطينية والطبيعة والشخص |
مجمع القسطنطينية بدعة مقدونيوس بطريرك القسطنطينية والرد عليها |
مجمع القسطنطينية (الثانى 553 م.) |
مجمع القسطنطينية 381 م |
مجمع القسطنطينية |