|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تنتقم “الكارما” منك ويصحّ معتقد “كلّ شي بتعمله أو بتحكيه بيرجعلك”؟
إلى أيّ مدى أصبحت الكارما في حياة الشباب “على الموضة”؟ ينتشر مصطلح الكارما بين الشباب بصورة ملفتة، وكأنه بات “على الموضة”. ماذا تعني هذه الكلمة؟ وما موقف الكنيسة منها؟ أصل كلمة الكارما يعود أصل عبارة الكارما الى الديانتين البوذيّة والهندوسيّة، ويُقصَد بها القوّة التي تنتج عن تصرّفات الشخص، سواء كانت خيراً، أو شرّاً، وتؤثِّر مُستقبلاً في حياته، وتُعتبر الطريقة التي تتمّ من خلالها مُعاقَبة الفرد أو مُكافَأته على أعماله السابقة، السيّئة والجيّدة بمِثلها أيضاً. وتعود كلمة الكارما إلى اللغة السنسكريتيّة، وتُعتبَر مفهوماً رئيسيّاً ومُهمّاً في الديانات الشرقيّة، وترجع إلى قاعدة السبب والنتيجة؛ بمعنى أنّ كلّ فكرة، أو كلمة، أو عَمَل ينجزه الفرد يُؤثِّر فيه في المُستقبل، فإذا كان عمله جيِّداً، فسيكون تأثيره مُفيداً في المُستقبل، أما إذا كان عمله سيِّئاً، فسيكون تأثيره ضارّاً، كما تبحث في نيات الشخص، والأسباب التي دفعته لهذا العمل، وهناك العديد من العبارات الدينيّة، وغير الدينيّة التي تُعطي معنى الكارما نفسه، كعبارة “العُنف يُولِّد العُنف”، و”الأفعال تدور وتعود على صاحبها اما بالخير او بالشرّ”. علاقة الكارما بالأفراد والأحداث إنّ من يُؤمنون بالكارما يعتبرون أنّ تأثيرها قد يكون في المجموعة كَكُلّ؛ فمثلاً إذا كانت لدى مجموعة من الركاب على الطائرة كارما سيّئة تؤدّي إلى تحطُّم الطائرة، فإنّ هذا الأمر قد يكون سبباً كافياً لوقوع الطائرة وتَحطّمها، وإن كان معهم أشخاص آخرون ليس لديهم هذه الكارما، إلّا أنّ بينهم من يحمل كارما تُعِينه على الحياة، فقد ينجو هذا الفرد من تحطُّم الطائرة، أو قد ينتهي به الأمر إلى عدم الذهاب في الرحلة أصلاً. فلسفة الكارما يُعتبَر قانون السبب والنتيجة أساس فلسفة الكارما وعملها، بمعنى أنّ الفرد في كلّ مرّة يتصرّف فيها تصرّفاً مُعيّناً، فإنّ ذلك يُنتِج قضيّة تكون لها آثارها في المُستقبل، وهذا ما يُولِّد السبب والنتيجة، وعلى المدى البعيد، فإنّ ذلك يُشكِّل شخصيّة الفَرد بصِفاته السلبيّة والإيجابيّة، وبما أنّ كلَّ شخص مسؤول عن جميع تصرّفاته وأقواله، فإنّ كلّ فَرد لديه الكارما الخاصّة به، ووفقاً للفلسفة الهندوسيّة التي تُؤمن بأنّ هناك حياة بعد الموت، فهي ترى أنّه إذا كانت كارما الشخص جيّدة، فولادته بعد الموت ستكون جيّدة، وإذا كانت سيّئة، فإنّ حياته بعد الموت لن تكون بالمُستوى الجيّد، بل سينال حياة بمستوى أقلّ، فضلاً عن إنكار وجود جهنم بتأثير من الإعتقاد بالتقمّص وميزان الكارما. ما موقف الكنيسة من الكارما؟ أوضح الخوري جان بول أبو غزاله لأليتيا عدم وجود عبارة “كارما” في المسيحية، فهي كلمة متأتية من الديانات البوذية والهندوسية ومعروفة أكثر في الشرق الأقصى، وبالتالي فهذه العبارة غريبة عن المسيحية والكتاب المقدس. وأكد أن الله الذي خلقنا واليه نعود يعطينا دوماً في حياتنا فرصة للتوبة والعودة اليه حتى النفَس الأخير، ونحن نعلم من الإنجيل كيف منح المسيح لصّ اليمين التائب الخلاص وقال له: اليوم ستكون معي في الفردوس، فلا أعماله السيئة ولا سرقته للناس حرمته من الخلاص الأبدي وحكمت عليه حكماً مبرماً. الله برحمته قادر أن يخلّصنا متى تبنا ورجعنا اليه طالبين رحمته اللامتناهية وينبوع هذه الرحمة المحبّة اي الله، وهذه المحبّة تغفر وتصبر وترفق وتتأنّى كما يقول القديس بولس في نشيد المحبّة. أما بالنسبة لموقف الكنيسة من الكارما، فقال الأب أبو غزاله: لا نجد صراحة موقفاً رسمياً منها الا في رسالة صدرت حول بدعة العصر الجديد ومن بين الأشياء التي ارتكزت عليها الكنيسة الكاثوليكية لتقول ان هذه البدعة وتعاليمها تسبّب انحرافاً في الإيمان المسيحي وتضليلاً للمؤمنين وبخاصة الشباب منهم، ذكرت عبارة ” الكارما” من بين الأمور التي تلحق هذا الأذى. وأضاف: بما انّ الكارما هي من عقائد الديانات الشرقية وتعاليمها في الشرق الأقصى كما ذكرنا، فالكنيسة لا تدين تعاليمها بشكل مباشر بل تحترم هذه الديانات وخصوصيتها ولا تعتبرها بمثابة بدع او شيع ولكنها تحذّر مؤمنيها من مغبّة الانحراف والتضليل عن الإيمان اذا ما تخلّوا عن ايمانهم وتبنّوا معتقدات هذه الديانات التي لا تتماشى ولا تنسجم مع تعاليم السيد المسيح والكنيسة المستقاة من تعاليمه وكلامه في الإنجيل . الكارما والشباب ماذا تخبر ألين عن علاقتها بالكارما؟ ألين الأبيض حداد، شابة تعمل في التصوير والاخراج تقول لأليتيا: أعرف أن الكارما مفهوم قديم يعود الى الديانتين البوذيّة والهندوسيّة ويعتبر ان أسلوب حياتك اليوم يحدّد نوعيّة حياتك بعد الموت، أي أنك تحصد في الحياة الثانية ما تزرعه في هذه الحياة. وتضيف ألين: كنت أستخدم هذا التعبير مع رفاقي “كارما تنتقم لك”،”كارما ستردّ”، ولم أكن أعلم أن تعاليم الكنيسة ترفضه، فكنت في الماضي اذا سخرت من أحد لسبب ما، ومررت بموقف مشابه فيما بعد، أقول: ” لا بدّ انها الكارما”…أما الآن، فأنا أرى الأحداث على ضوء كلمة المسيح، وأعتبر أن ما نمرّ به من مصاعب، قد سمح به الربّ لنصبح أقوى وننمو بالنعمة وليس لأن “الكارما تردّ”، ولأنني أؤمن بأنّ الربّ هو من رسم خطّة حياتنا، ولا صحة لهذا المعتقد المُضلّل، قرّرت عدم استخدام هذا التعبير مرّة أخرى… |
|