|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ألصلاح ماهو وما يشجع عليه Monday, 28 December 2009 البابا شنودة الثالث الصلاح هو حياة البر والفضيلة, وهو حياة الروح المنتصرة علي شهوات المادة وشهوات الجسد. وصلاح الإنسان ينتج من عمل الله فيه عن طريق النعمة والمعونة, وأيضا من استجابة الإنسان للعمل الإلهي. والصلاح يكون علي نوعين: صلاح سلبي, صلاح إيجابي. والصلاح السلبي هو البعد عن الخطايا. كما يرد في الوصايا: لاتقتل, لاتزن لاتسرق.. الخ. أما الصلاح الإيجابي فتمثله الوداعة والنقاوة والرحمة ومحبة الله ومحبة الناس. والمطلوب من الانسان الذي يسلك في نوعي الإصلاح كليهما. فيبتعد عن الخطايا, ويسلك في كل الفضائل الإيجابية. والإنسان الذي يسلك في كمال الصلاح, يشمئز من الخطية وينفر منها. فإن قل صلاحه, يكون بينه وبين الخطية أخذ ورد. أما إن فقد الصلاح تماما, فإنه يلتذ بالخطية, ويستسلم لها, بل قد يسعي إليها. والذي يصل الي حياة الصلاح, يأتي عليه الوقت الذي فيه لايستطيع ان يخطئ. ومثال ذلك أنه لايستطيع أن يلفظ بكلمة نابية, ولايستطيع أن يكذب بل يحتقر نفسه ان فعل ذلك, وهو أيضا لايستطيع أن يقوم باي عمل غير مهذب.... وبالتالي كلما نما في الصلاح, يجد أنه عموما لايستطيع ان يرتكب أية خطية أيا كان نوعها. هناك عيب من جهة السلوك في الصلاح أن يحكم الإنسان علي بعض الخطايا بأنها خطايا بسيطة!! فتكون النتيجة أنه يتساهل معها إذ لايدرك خطورة ذلك! فالخطية هي الخطية سواء حكم الشخص عليها بانها بسيطة أو كبيرة. فمع انه توجد خطية أبشع من خطية. ولكن كل منهما يتنافي مع الصلاح. فالإنسان الصالح لايرتكب هذه ولاتلك. بل في حياته الروحية يسلك بتدقيق. ولكي يسلك بتدقيق ينبغي ان يحيا في حياة الروح من جهة الرغبة أو العمل. هل الإنسان الصالح يدخل في صراع مع الخطية؟ نعم المفروض فيه ان يقاوم الخطية حتي الندم مجاهدا ضدها. إذن فالصراع مع الخطية أمر صالح يقود الي الصلاح إذا انتصر الإنسان عليها. علي أننا ينبغي ان نفرق بين نوعين من الصراع ضد الخطية: صراع ضد الخطية التي تحارب الإنسان من الخارج. وهذا يحدث للقديسين, نتيجة لحسد الشيطان وحروبه. وهو صراع لايتنافي مع الصلاح, بل إنه يدل علي بر الإنسان وعدم قبوله للخطية التي تحاربه. فالمهم أنه لايستسلم لها بل يقاومها بكل قدرته مجاهدا ضد الخطية. والنوع الثاني من الصراع ان يصارع الانسان ضد خطية تأتيه من داخله, من قلبه, أو من فكره أو من مشاعره. وهذا يدل علي ان الداخل لم يصل بعد الي النقاوة او الي الصلاح. بل انه يجاهد لكي يصل اليه انه صراع صالح من قلب يريد ان يكون صالحا. ان الخطية بشعة. الأبرار يشمئزون منها. لذلك يحترس الخاطئ من ارتكابها امام الناس الصالحين الذين يشمئزون منها ان ارتكبها امامهم. لذلك يرتكبها في الظلام في الخفاء. إن كان الصالحون يشمئزون من الخطية, فكم بالأكثر الملائكة! لذلك حينما يرتكب إنسان خطية, فكأنما يطرد الملائكة من حوله. فالملاك الحارس لك يحاول أن يصدك عن عمل الخطية. فإن أصررت عليها, يبتعد عنك. وحينئذ ينفرد بك عدو الخير لكي يكمل طريقك معه. فإن كانت الخطية بشعة هكذا امام الأبرار وأمام الملائكة, فكم بالأكثر تكون بشعة أمام الله الكلي القداسة!! لذلك من بشاعة الخطية, أننا نرتكبها أمام الله الذي يرانا ونحن نخطئ. أو أمام الله الذي يفحص أفكارنا ونحن نخطئ أو يعرف مشاعر قلوبنا إذا أخطأنا. والخطية أيضا هي عصيان لله وكسر لوصاياه, وبها نحزن السماء والملائكة. ولهذا كله فقطعا ان الإنسان ـ أثناء ارتكابه للخطية ـ يكون قد نسي تماما انه امام الله الذي يراه. ولهذا قال داود النبي عن هؤلاء الخطاة انهم لم يجعلوا الله امامهم. هؤلاء فعلوا الشر امام الله. ولم يدركوا انهم يفعلون ذلك أمامه. أما الانسان الصالح فإنه يشعر باستمرار انه امام الله فيخاف ان يخطئ قدامه. لذلك فإن الذي يقول: إني اعترف بخطاياي امام الله مباشرة! هذا قد نسي انه ارتكب تلك الخطايا امام الله ولم يخجل! انه محتاج ان يعترف بها امام من يخجل منه فلا يعود الي ارتكابها. هناك أشخاص يفقدون صلاحهم لأنهم يستغلون طيبة الله ومراحمه بطريقة خاطئة. ان طيبة الله ومراحمه ينبغي ان يوضع امامها صلاح الله وقداسة الله ودعوته لنا الي حياة القداسة والبر. فإن طيبة الله وطول اناته علينا وإمهاله لنا انما لكي يقودنا كل ذلك الي التوبة فإن لم نتب نتعرض لحكم الله علينا. إن الله تبارك اسمه, من اجل محبته للصلاح وقيادتنا اليه, وضع امامنا إمكانيات كثيرة تقودنا الي الصلاح, منها: انه خلقنا من الأصل بطبيعة نقية جدا, بعيدة عن الشر, في عقل وفهم وفكر, فلما سقط الإنسان وفقد نقاوته الاولي, وضع الله فيه الضمير الذي هو صوت من الله فينا: يحكم ويشرع, يوبخ ويؤنب, ويقود الي الخير, ويمنعنا من الخطأ, ويكون مرشدا لنا الي الصلاح, ورادعا عن الشر هذا اذا اطاع الإنسان ضميره.. أما إذا خالف الضمير فإنه يلقي منه توبيخا مرا. ومن أجل قيادتنا الي الصلاح ارسل الله لنا الأنبياء ووضع أمامنا الوصايا لكي تقودنا الي الخير, إن كنا باستمرار نتذكرها ونعمل بها. كما وهبنا أيضا الرعاة والمرشدين يضعون امامنا وسائل الصلاح, ويمنعوننا عن اي طريق يخالفهما. ومن أجل قيادتنا الي الصلاح أرسل لنا الله النعمة التي تساعدنا علي عمل الخير وتعيننا عليه. وهذه النعمة لاتقودنا فقط الي صلاح أنفسنا, إنما تساعدنا أيضا في عملنا من أجل صلاح الآخرين. ومن أجل قيادتنا الي الصلاح أوجد الله العقوبة. حتي نخاف من نتائج الخطية سواء علي الأرض أو من جهة مصيرنا في السماء. ولقيادتنا الي الصلاح قدم لنا الله وعودا جميلة لكل من يعمل الخير. إننا نشكر الله الذي لم ينه حياتنا ونحن في ساعة غفلة سالكين في الخطية. إنما سمح لنا أن نحيا حتي هذا اليوم معطيا ايانا فرصة ان نصلح انفسنا, ونسلك حسب مشيئته, في صلاح. |
24 - 08 - 2016, 11:22 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ألصلاح ماهو وما يشجع عليه Monday, 28 December 2009
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|