**العذراء مريم رأى الوحى الإلهى مسبقآ فقال ( نساء كثيرات نلن فضلآ أما انت ففقت عليهن جميعا ) (أم 31 : 29 ) هذا التفوق كان معلومآ عند الله ، و لذلك حينما ظهر لها الملاك حياها بتحية هى نفسها تعجبت لها . و لقد راها النبى فقال ( كل مجد ابنة الملك من داخل ) ( مز 45 : 13 ) أى مجد السيدة العذراء لا يرجع إلى خارج من حيث نسبها و لا إلى انتمائها لعائلة غنية ، فقد كانت فقيرة ، لا شئ يرجع إلى خارج ، و إنما مجدها من داخل ، و حتى فى تسبيحتها عندما قالت ( لأنه نظر إلى أتضاع أمته ) فأتضاع أمته يشير إلى أنها امرأة تحس أنها فقيرة و أنها صغيرة . و العذراء مريم تسمى سماء ثانية لأن السيد المسيح حل فى بطن العذراء مريم صارت السماء هى بطن العذراء ، و أيضآ تسمى المنارة لأنها حاملة النور ، و نصلى فى قطع باكر، انها أم النور المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله.. و ترجمة كلمة تمجيد بالقيطى تعنى ( ذكصولوجية ) و تعنى كلمة ذكصولوجية* تحية * ذوكصا : مجد أو كرامة ، و لوجية تعنى : كلام ، فالتمجيدات هى كلمات المديح ، و نحن نمدح العذراء لأن من يمدح العذراء يمدح الفضيلة نفسها ، نحن تمدح القديسين لأن فيهم تتمثل الفضيلة . و هى زهرة نيرة تظل جميلة منورة لا تذبل ... و هذا رمز لبتوليتها الدائمة ، لم تتغير .. لم تفقد بتوليتها رغم ولادتها للسيد المسيح .بحق هى غير متغيرة دائمة البتولية ، و الأم الباقية عذراء و هذا هو العجب فى كل تاريخ الإنسانية لم يحدث أن تكون واحدة أمآ و تبقى عذراء ... إلا العذراء مريم كما قال حزقيال النبى ( هذا الباب يكون مغلقآ لا يفتح و لا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقآ ) ( حز 44 : 2 ) نعم عذراء و ام نتعجب كل العجب و نفرح بها لأنها أم لجميع العذارى المتبتلات اللأتى يشتقن لحياة البتولية ، نطلبها و نتشفع بها فى صومها المقدس لتعين ضعفنا ، نعم انتى الأم و العذراء معآ دائمة البتولية تظل هذه معجزة الأجيال .