منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 03 - 2023, 01:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

أيوب | الْحِجَارَةُ تَبْلِيهَا الْمِيَاهُ


الْحِجَارَةُ تَبْلِيهَا الْمِيَاهُ،
وَتَجْرُفُ سُيُولُهَا تُرَابَ الأَرْضِ [19].
وسط آلامه يصارع أيوب بين عجزه عن احتمال الألم ورجائه في التمتع بالمكافأة الأبدية. لقد كشف الألم ورجاءه في التمتع بالمكافأة الأبدية. كشف عن رجائه في استبدال وتغيير حتى جسده لكنه يخشى أن يتزحزح هذا الرجاء خلال طول مدة الضيقة. فنحن نرى مع طول الزمن بعض الجبال تتناثر، والصخر يتزحزح من مكانه، والحجارة تبليها المياه المتساقطة عليها باستمرار، وتجرفها سيول المياه كتراب الأرض. إنه يصرخ ألا يدوم صبره.
* يشِّبه دمار الإنسان هكذا... يوجد نوعان من التجارب:
نوع يعبر في الذهن، حتى بالنسبة للإنسان الصالح، يحدث هكذا فجأة. إنه يُجرب فجأة، حتى بعدم توقعه ما يحدث يُصاب بدوارٍ ويسقط أرضُا ولا يرى سقوطه.
ويوجد نوع آخر يأتي قليلًا قليلًا في الذهن، وباقتراحات حسنة يفسد النفس المقاومة، وذلك ليس بإفراطها الزائد بل بإلحاحها تفسد قوَى البرّ.
عندما يوجد النوع الأول من التجربة الذي يقوم بهجومٍ مفاجئٍ، غالبًا ما ينزل بالصالح أرضًا، يُقال: "وبالتأكيد تسقط الجبال إلى العدم، وتتحرك الصخرة من موضعها" [18]، ويُقصد بذلك الذهن الذي موضعه كان البرّ، وبدافع مفاجئ تتحرك إلى الخطية.
مرة أخرى إذ يوجد نوع آخر من التجربة، يسكب نفسه بهدوء في قلب الإنسان، ويرهق مفسدًا كل صلابة ثباته، فيُقال: "المياه ترهق الحجارة". بهذه الكيفية، حيث أن المداهنة الناعمة للشهوة التي لا تُصفِحْ عنها تمتص صلابة النفس، وتسلل العادة الشريرة ببطء يتلف غاية الذهن الصامدة والقوية. لهذا أضيف: "وبغسل الأرض تتآكل قليلًا قليلًا". فإنه كما بفيض المياه تتآكل الأرض قليلًا قليلًا، هكذا تزحف العادة الشريرة بدرجاتٍ خفيفة، فيُبتلع حتى الذهن القوي. بحق قيل: "وأنت بنفس الطريقة تهلك الإنسان"...
لنرى كيف داود "الجبل العالي" الذي استطاع أن يتأمل أسرار الله العظيمة بروح النبوة، انهار بسقطة مفاجئة، حيث اشتهى وأخذ امرأة رجلٍ آخر، وقتل رجلها على حساب جيشه. عندئذ سقط الجبل بسقطةٍ مفاجئةٍ، عندما غُلب هذا العقل الذي اعتاد أن يسكن مع الأسرار السماوية، وذلك بتجربة مفاجئة، وانحدر إلى فسادٍ رهيبٍ كهذا...
دعونا أيضًا نرى "المياه تقلق الحجارة، وبغسل الأرض تتآكل قليلًا قليلًا"، وذلك في سليمان بإفراطه في العلاقات النسائية ومعاشرته لهن، انزلق إلى هذا الطريق حتى بَنَى هيكلًا للأوثان، هذا الذي سبق فشيد هيكلًا لله...
هكذا يضع الطوباوي أيوب كلا النوعين من التجربة، سواء التي تحدث فجأة في إفراط، أو تدخل بهدوءٍ وبطريقٍ طويل. ليتأمل سقطات زملائه من الخليقة (الجبال والصخور والأرض)، فمنها يستطيع ما يحدث في الخارج أن يجد مفتاحًا لتأملاته.
البابا غريغوريوس (الكبير)

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | كَحَجَرٍ صَارَتِ الْمِيَاهُ اخْتَبَأَتْ
أيوب | يَصُرُّ الْمِيَاهَ فِي سُحُبِهِ
أيوب | قَدْ تَنْفَدُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ
أيوب | يَمْنَعُ الْمِيَاهَ فَتَيْبَسُ
شهوات الجسد "فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا"


الساعة الآن 04:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024