رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ديديموس الضرير سيرة - تعاليم أولًا: سيرة حياته: * ولد ديديموس حوالي سنة 313 م. وفي سن الرابعة من عمره أصيب بمرض أفقده البصر ومثل هذه الكارثة كانت كافية أن تفقد أي طفل آخر حماسه وتطلعه نحو الحياة أما في هذا الطفل المبارك فقد زادته تعلقًا بالحياة وبما تحويه من أسرار وعجائب. لذلك فبالرغم من أنه لم يتعلم وهو طفل ولا حتى النطق الأول للحروف، إلا أن رغبته في المعرفة كانت حادة جدًا. فأخذ يشحذ ذاكرته حتى صارت طاقة مدهشة. فأخذ ينحت الحروف الهجائية على ألواح من خشب، ويعلم نفسه بنفسه كيف يقرأها بطريقة اللمس. فعلم نفسه قواعد اللغة والبلاغة والفلسفة والمنطق والحساب والموسيقى ودرس كل هذا بعمق حتى أنه كان في استطاعته أن يناقش كل من درس هذه العلوم من الكتب العادية. * وقيل إنه كان يحفظ عن ظهر قلب جميع أسفار العهدين القديم والجديد. ولم يستطيع تسميع هذه الأسفار فحسب، بل كان يقارن بينها ويعلق عليها بدقة علمية عجيبة. * وقد ذاع صيت ديديموس حتى أن القديس أنطونيوس الكبير بحث عنه حين نزل إلى الإسكندرية للمرة الثانية، ولما قابله امتدحه بقوله: "لا يحزنك فقدان بصرك، فقد نزعت منك أعين جسدية كالتي يمتلكها الفئران والذباب. بل الأحرى بك أن تبتهج لأن لك أعينًا كالملائكة، ترى بها اللاهوت نفسه وتدرك نوره. * وقد سجل المؤرخ سقراط عنه أيضًا، أنه حتى قبل أن يرأس المدرسة اللاهوتية كان معتبرًا أنه حصن للإيمان القويم ومن أقوى المقاومين للأريوسية. فليس بغريب أن حاز إعجاب العالم، وأن سارع نحوه الأساقفة من سوريا وآسيا الصغرى، ليصغوا إلى علمه، ويقتدوا بتنسكه، ويتأملوا في اختبار حياته العميق. ولم يكن الأساقفة الشرقيون من تلاميذه فحسب، بل جاءه الغربيون من رجال الكهنوت أيضًا، وأبرزهم إيرونيموس (جيروم) وروفينوس وبلاديوس جاءوا يستقون من منهله العذب. * وكان العلامة جيروم يفتخر بأنه تلميذ لديديموس، وأنه اتخذه أستاذًا وقدوة له في دراسة الكتاب المقدس كما ترجم له أحد كتبه (في الروح القدس). أما روفينوس فدعاه "نبيًا" و"الرجل الرسولي". كما تكلم القديس إيسيذوروس عن قدراته العظيمة * لكل هذه الأسباب فإن القديس أثناسيوس البابا العشرين لم يتردد في أن يضعه في أعلى مسئولية بعده وهى مسئولية عمادة مدرسة الإسكندرية للتعليم المسيحي. وفي الوقت نفسه كان ديديموس يعجب الإعجاب كله بعبقريته النادرة وبجرأته وحكمته الرسولية، فشاركه في دفاعه عن الإيمان الأرثوذكسي ضد هرطقة ذلك العصر، أي الأريوسية. * وفي ذلك الوقت كانت الحركة الأريوسية على أشدها، وكان التعليم محفوفًا بالمتاعب بسبب تدخل الحكام المدنيين ضد الإيمان الصحيح مما عرض الأساقفة والمعلمين للاضطهاد. ولكن ديديموس لم تثنه اضطهادات أباطرة بيزنطة المسيحيين لبطريركية أثناسيوس الذي نفى عن كرسيه مرات، بل وقف يجاهد معه بكل قوته، كما حارب بقايا الوثنية التي تمثلت فيما سمى بالأفلاطونية المحدثة وسائر الفلسفات الأخرى. * وكان ديديموس والقديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان صديقين حميمين جمعت بينهما المحبة الخالصة (وقد زاره في مغارته عدة مرات)، وآلف بينهما إيمانهما الواحد ولا شك أن صحبة ديديموس للقديس أنطونيوس كانت تعنى ألفة العلم مع النسك. وأن ديديموس لم يكن معلمًا فحسب بل كان أولًا ناسكًا، يحيا علمه اللاهوتي قبل أن يعلمه * وهذا نلحظه في كتابات هذا العلامة، فهي بالرغم من توغلها في مشاكل ومسائل لاهوتية عويصة إلا أنها كانت ممسوحة في النهاية بمسحة الحياة النسكية التي عاشها وتشربها من القديس أنطونيوس. فإذا تكلم عن الثالوث تكلم عن حلول الثالوث فينا وإذا تكلم عن الروح القدس تكلم عن عمله ودوره في خلاصنا، وإذا تكلم عن المعمودية أوضح بجلاء أثر المعمودية في تجديدنا وتجميل خلقتنا. ثانيًا: تعاليمه: كتابات العلامة ديديموس الضرير * في شهر أغسطس 1941 كان لجيش الاحتلال الإنجليزي في مصر بعض المغائر في مدينة طره (من ضواحي القاهرة بين المعادى وحلوان) يحتفظون فيها بمخلفات معداتهم وببعض الذخائر. وقد حدث أثناء استخدام هذه المغائر أن تم اكتشاف بعض أوراق البردي هناك، وكانت تحتوى على بعض كتابات للعلامة ديديموس ترجع إلى القرن السادس. * وللعلامة ديديموس كتابات عديدة جدًا ولكن لم يصلنا منها إلا القليل، وعرفنا بعضها الآخر من كتابات معاصريه أو ممن اقتبسوا منه،وبحسب تقرير بالاديوس فإنه: (فسر العهدين القديم والجديد كلمة كلمة، وكان يركز عنايته بالأكثر على العقيدة وكان يفعل ذلك بدقة ولكن بيقين، حتى فاق في ذلك كل القدماء في معرفته). * وهذا يتطابق جدًا مع شهادة جيروم الذي يصف أعماله بأنها عديدة وفخمة، ويذكر من بينها كتابيه عن "الروح القدس" و"العقائد". * ويرجع ضياع الكثير من كتابات ديديموس إلى الشك الذي أثير حول بعض من آرائه التي فيها أوريجانس، مثل اعتقاده بسبق وجود النفس، وبأن عذاب الشياطين والأشرار هو مؤقت وسيكون له نهاية، وأنه سيحدث نوع من النجاة للشيطان. إلا أن هناك في كثير من كتاباته يشير إلى اعتقاده أيضًا بأبدية العقاب، وبأن زمان التوبة هو في هذا العالم فقط. وقد كتب ديديموس الكتب والمقالات الآتية: 1 على الثالوث. 2 على الروح القدس. 3 ضد المانويين. 4 مقالات عقائدية مفقودة. أ ضد الأريوسيين، ب عن الشيع، ج الدفاع عن أوريجانس، د مقالين عن الفلسفة وعن اللاجسدي، ه ضد أريوس وسابلليوس، والمحاورات السبعة المنسوبة لأثناسيوس. 5 التفاسير: أ العهد القديم: ومن بينها المخطوطات التي عثر عليها في طره سنة 1941، وتحوى قطعًا طويلة من تفسير ديديموس لسفر التكوين وأيوب وزكريا. وتفسير المزامير يشير إليه جيروم في كتاباته. ب العهد الجديد: كل من إنجيل متى، وإنجيل يوحنا، وسفر أعمال الرسل، والرسالتين إلى كورنثوس، والرسالة إلى غلاطية، والرسالة إلى أفسس. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كان أعمي بس مِفَتَّح ( الضرير البصير القديس المصري ديديموس الضرير) |
لاهوت ديديموس الضرير |
كتابات ديديموس الضرير |
سيرة ديديموس الضرير |
ديديموس الضرير |