رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالصور....حقائق قد لا تعرفها عن أسماك القرش الأبيض الكبير ذاع صيت أسماك القرش الأبيض كحيوانات مفترسة ومرعبة، غير أن ذلك التصور الشائع عنها ليس صحيحا. كما أننا نخطئ حتى في تحديد لونها بدقة. يُشاع عن أسماك القرش الأبيض الكبير أنها تلتهم البشر، كما يشاع عنها أنها تتوق للانتقام. وبالتالي ينصحنا البعض بألا نسبح في مياه البحر. لكن الحقيقة هي أنه حتى لون القرش الأبيض الكبير ليس أبيضا. صحيح أنها تهاجم البشر بين الحين والآخر، لكن ربما تشكل أسماك القرش الأخرى تهديداً أكبر منها. وتعد أسماك القرش الأبيض الكبير من ذوات الدم الدافيء، وعندما تلد صغارها، فقد يصل عددهم إلى 10 في المرة الواحدة. وفيما يتعلق بالصورة النمطية للحيوانات عموما، لم يكن هناك تصور أقوى مما حازته أسماك القرش الأبيض الكبير لدى عامة الناس. وتعرف أسماك القرش الأبيض الكبير علميا باسم "كارتشاريدون كارتشيريس" ولكنها تُعرف بأسماء عامة عديدة، أكثرها شيوعاً هو "القرش الأبيض الكبير". أما الاستراليون فيسمونها أسماك "القرش الأبيض مستدق الخطم". في الحقيقة، ليست أسماك القرش الأبيض الكبير بيضاء. ويُعتقد أن هذه الكنية قد تولدت بسبب غلبة لونها الأبيض عليها في حالة واحدة: وهي عندما تكون ميتة وممددة على ظهر قارب وبطنها لأعلى. لذا، سيكون من الأنسب أن نطلق تسمية "القرش الأسود" على هذا النوع من أسماك القرش. فلهذه الأسماك جزء علوي داكن، مما يعني أنه سيصعب على طرائدها التي تعيش قرب سطح الماء أن تكشف اقتراب تلك الأسماك منها عندما تظهر من الأعماق المظلمة. وما دام الحديث يدور عن الطرائد، فقد ذكرت تقارير أن أسماك القرش الأبيض الكبير تتغذى على مجموعة متنوعة من الحيوانات البحرية، بما فيها الحيتان، والحبار، والسلاحف، وكذلك البطريق في بعض الأحيان. يقول جورج بيرغس، عالم الأحياء البحرية من جامعة فلوريدا بمدينة غينزفيل: "إذا ما دونت محتويات معدة سمكة قرش أبيض كبير، فسوف تحصل على لائحة متنوعة." لكن الواضح أن أذواقها تتغير كلما تقدمت في العمر. يقول بيرغس: "إنها تتغذى حصرياً تقريباً على السمك، حتى يبلغ طولها 7 أو 8 أو 9 أقدام. وكلما كبرت واقتربت من مرحلة نضجها الجنسي فإنها تبدأ بالتغذي على الطرائد من الحيوانات الثديية، إذا سنحت لها الفرصة لذلك بالطبع." تفضل هذه الحيتان الأكبر سناً تناول الثدييات من زعنفيات الأقدام، مثل الفقمة، وأسد البحر، والفظ. وعندما تهاجم أسماك القرش تلك طرائدها بسرعة، وخاصة وهي قادمة من قاع البحر، فيمكنها أن تخرج عن سطح البحر لمسافة تصل إلى ثلاثة أمتار. تستخدم أسماك القرش الكبير كل وسيلة متاحة لديها تقريباً لتحديد موقع فرائسها. يقول بيرغس: "لديها مجموعة من الحواس المتداخلة والمكملة لبعضها البعض." فلدى أسماك القرش الأبيض الكبير حاسة سمع فعالة بشكل مدهش. في دراسة أجريت عام 1963، علق باحثون مكبر صوت على حافة قاربهم قرب شواطيء ميامي ليروا إذا كان بإمكانهم جذب انتباه أسماك القرش الكبير عن طريق الصوت. أدى إطلاق نبضات بتردد منخفض، مشابهة تماماً لما يصدر من أسماك مضطربة، إلى مشاهدة تسارع أسماك القرش. لم تُشاهد أسماك من نوع القرش الأبيض الكبير في هذه الدراسة. لكن من المعقول أن نفترض أن لديها هي أيضاً حاسة سمع قوية. وعندما يقترب القرش الأبيض الكبير من فريسته، تبدأ حاسة الشم الخرافية لديه في العمل. وقد أظهرت دراسة أجريت على أدمغة أنواع مختلفة من أسماك القرش أن بُصيلة الشم في دماغ سمك القرش الأبيض الكبير ضخمة جدا وبشكل خاص. أما حاسة البصر لديها فليست سيئة. يقول بيرغس: "إنها ترى الأشياء المتباينة بشكل جيد." كما أن لديها حاستين غير مألوفتين. فهناك خطان يمتدان على جانبي جذع السمكة. يمكن لهذين الخطين أن يكشفا التغيرات في ضغط الماء، مما يكشف عن حركات فرائسها. وعندما تكون قريبة جداً من هدفها، ستكون هذه الأسماك قادرة على التقاط الحقول الكهرومغناطيسية. يقول بيرغس: "تجتمع كل هذه الأمور سوية مما يجعل هذا الحيوان المفترس فعالاً جداً جداً." لكنها نادراً ما تطبق مهاراتها في الصيد على البشر. ويرأس برغس أيضا تحرير دورية "السجل الدولي لهجمات القرش". وتُدرج في هذه الدورية جميع الهجمات المعروفة لأسماك القرش على البشر. منها ما يعود إلى القرن الرابع عشر. في عام 2013، وهي أحدث سنة نملك فيها بيانات، وقع 76 حادث هجوم غير مستفز لأسماك القرش في مختلف بقاع العالم، كانت 10 هجمات فقط منها قاتلة. وكانت واحدة من هذه الحوادث المميتة تعود لأسماك القرش الأبيض الكبير. يقول بيرغس: "لا تمثل هجمات القرش الكبير إلا نسبة ضئيلة من الصورة الكاملة." وخلال عقد من الزمن، بين عامي 2004 و 2013، كان القرش الكبير مسؤولاً عن سبعة هجمات غير مستفزة، وعن أقل من حالتين مميتتين في كل عام. بالرغم من هذه الحقائق، يصعب علينا تجاوز الرعب الذي يتملكنا من أسماك القرش الكبير. كان لفيلم "الفك المفترس" دور كبير في تشويه نظرتنا إليها. لكن إذا ما استطعت التخلص من رعبك منها، فانها ستبدو رائعة. على سبيل المثال، وبخلاف الكثير من الأسماك، تستطيع أسماك القرش الكبير أن تتحكم في درجة حرارة أجسامها. بعد حث إحدى أسماك القرش الكبير على ابتلاع طُعم محمل بجهاز إرسال بذبذبات صوتية، تمكن الباحثون من قياس درجات الحرارة الرئيسية للحيوان وملاحظة التغييرات التي تطرأ على ذلك حسب الأعماق التي ينزل إليها. استطاعت سمكة القرش هذه المحافظة على درجة حرارة ثابتة تقرب من 25 درجة مئوية، وهو مايزيد بعشر درجات مئوية عن درجة حرارة الماء المحيط بها في الغالب. باستطاعة أسماك القرش الكبير القيام بذلك لأن شرايينها وأوردتها تمتد بجوار بعضها في أجزاء عديدة من أجسامها. ويعني هذا أن الحرارة التي يتم توليدها في العضلات تبقى داخل الجسم بدلاً من فقدانها في المحيط. يفسر لنا هذا كيفية تواجد أسماك القرش الكبير في المياه الدافئة والباردة جداً، على حد سواء. خلال العقود القليلة المنصرمة، عرفنا أيضاً أن لأسماك القرش الكبير طريقة رائعة في التكاثر. إنها تشبه البشر بشكل غريب في هذا الأمر، فهي تلد صغارها. خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، درس العلماء العديد من إناث أسماك القرش الكبير الحبلى التي أمسك بها صيادون. إحدى الأمهات من أسماك القرش الكبير هذه كانت قد اصطيدت في اليابان عام 1992، وتجاوز طولها 5 أمتار، وكانت تحمل 10 أجنة كاملة التكوين بداخلها، تراوحت أطوالها ما بين 1.3 و 1.5 متراً. كان الجهاز الهضمي لأجنة القرش غير المولودة يحوي كميات كبيرة من صفار البيض، فقد كانت تتغذى على البويضات غير المخصبة التي تصنعها الأم، في شكل حميد من أشكال أكل الحيوان لأفراد جنسه. ونتيجة لذلك، يزداد كثيراً وزن الأجنة بشكل سريع. يقول بيرغس: "لها قناة هضمية هائلة. يبدو وكأنها تأكل بشراهة." |
|