المسيحية غيّرت النظرة إلى الألم فهو لم يعد عقاباً، إنما شركة حب مع المسيح المتألم، ثم هى شركة مجد معه. وهى اختبار عزاء حقيقى من الله للمتألمين. فربما يندر أن نختبر يد الله فى أيام صحتنا وفرحنا، لكن يمكننا إذا عشنا حياة الشكر وسط الألم أن نعاين الله ونختبر تعزيات وأفراح لا يختبرها الإنسان العادى غير المتألم، لذلك يقول الرسول وُهب لكم.. أن تتألموا = حينما تزداد المحبة يتمنى المحب أن يتألم بدلاً من حبيبه (كشعور أم ترى إبنها متألماً). ولقد أعطى لنا أن نشعر بهذه المشاعر، أن نتألم لأجل المسيح = بالنيابة عنه. نرى المسيح وهو على الصليب، أو وهو مازال متألماً للآن من أجل الخطاة والمستهترين ورافضى الإيمان والذين مازالوا مستعبدين للشيطان.. ونقول فى حب، نريد أن نحمل عنك يا حبيب بعضاً مما تحمله من ألم. والله وهب لنا هذا.. أن نشترك مع ابنه فى آلامه كشركة حب مع ابنه. والله فى محبته يعطى لشركاء الألم أن يكونوا شركاء مجد (رو17:8). وذلك فى السماء، أماّ هنا على الأرض فيعطيهم تعزيات عجيبة كما أعطى للثلاثة الفتية. صار احتمال الألم بفرح وشكر خير وسيلة لإعلان محبتنا للرب. وصارت التعزيات التى يعطيها الله وسط الألم هى عربون المجد العتيد أن يسُتعلن فينا