فلماذا أنتِ وحدكِ حاصلةً على أقتدارٍ هكذا عظيمٍ، فأنما ذلك هو لأنكِ أنتِ وحدكِ والدة الإله مخلصنا العام أجمعين، وأنتِ هي عروسة الله، وأنتِ هي سلطانة السماء والأرض العامة. فأن كنتِ أنتِ لا تتضرعين من أجلنا ولا تتكلمين في صالحنا، فلا أحدٌ من القديسين يصلي من أجلنا أو يساعدنا، ولكن أن أنعطفتِ أنتِ لأغاثتنا، فالجميع يصلون عنا ويسعفونا، أي أن القديسين كافةً حينئذٍ يجتهدون في خيرنا: فمن ثم الأب السينيري (في كتابه الملقب بالتعبد للعذراء) يخصص مع الكنيسة المقدسة بوالدة الإله تلك الكلمات المدونة في سفر حكمة ابن سيراخ (ص24ع8) وهي: أنا درت دائرة السماء وحدي: قائلاً: أنه كما أن الفلك الأول يحرك بواسطة حركته سائر الأفلاك الأخرى معاً، فهكذا حينما تتحرك مريم لأن تتضرع من أجل نفسٍ ما فبحركتها تجعل سكان السماء كافةً أن يتحركوا بالصلوات معها