رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جشع بعض الحكام العرب يمكننا تقديم صورة عن جشع بعض الحكام والولاة في جمع المال، من قصتين: 1- في السنة الأولى من بابوية الأنبا ميخائيل الأول فرض أسامة بن يزيد متولي الخراج ضرائب باهظة على جميع المصريين وضاعفها على الأقباط، حتى اضطر بعضهم تحت العوز الشديد والضيق إنكار إيمانهم (3). ويظهر مدى مغالاته في ابتزاز الأموال أنه فرض ضريبة قدرها عشر دنانير على من ينتقل من بلد إلى أخر بالنيل. وفى إحدى المرات إذ ركبت أرملة سفينة مع ابنها خطف التمساح ابنها أمام جميع الركاب، الذين لم يستطيعوا إنقاذه... عند وصولها طالبها أعوان أسامة بالضريبة وهى تنحب ابنها، فأخبرتهم بأن التذكرة كانت في جيب ابنها. وشهد ركاب السفينة بما رأوه، أما هم فأصروا أن تبيع شيئا مما لديها لتدفع الضريبة من جديد (4). 2- إذ قبض مروان على الحكم بالفتك والإرهاب طالب الوالي أن يضاعف الضرائب على الأقباط ليحطم عزيمتهم ولا يكون لهم فرصة للثورة عليه. طالب الوالي البابا ميخائيل الأول بمبلغ كبير لم يستطع دفعه فألقاه في السجن ووضع طوقا من حديد في رقبته، وربط قدميه في كتلتين ثقيلتين من الخشب، كما سجن معه الأنبا مويسيس أسقف أوسيم والأنبا ثيؤدورس أسقف بابلون وايلياس تلميذ الأنبا مويسيس... وكان السجن عبارة عن مغارة منحوتة في صخرة ليس بها فتحة للهواء أو النور. وألقى معهم عددا كبيرا من الناس، كان البابا يعزيهم بكلمات عذبة... وبعد شهر سمح الوالي للبابا أن يخرج بشرط أن يطوف البلاد يجمع مالا يدفعه له... وإذ عاد من الصعيد حدث زلزال عنيف في الفسطاط، فلان قلب الوالي أمام ثورة الطبيعة وقبل المبلغ الذي جمعه البابا دون تبرم (5). لقد سمع قرياقوش ملك النوبة بسجن البابا، فقام بجيشه وغلب الصعيد حتى تقدم إلى الفسطاط، لكن البابا توسط لديه وطلب منه العودة إلى بلاده باطمئنان، وكان لهذه الوساطة أكبر الأثر في نفس عبد الملك بن مروان الذي أحب البابا وعطف على الأقباط، وصارت صلته طيبة بالأساقفة. هذا ووجود الخليفة غير المصري خارج البلاد أعطى فرصا للبعض أن يطمعوا ويشوا بالأقباط، نذكر على سبيل المثال، بعد نياحة الأنبا بنيامين اختير الكاهن أغاثون بطريركًا، هذا كان قد اعتاد أن يتخفى في زِيّ نجار أثناء اختفاء البابا من البيزنطيين حتى يستطيع أن يرعى الأرثوذكس ويقدم لهم الأسرار المقدسة خفية. في عهده تواطأ ثيؤدوسيوس الخلقيدوني مع يزيد بن معاوية والى دمشق على أن يوليه رئاسة كنيسة الإسكندرية، فجاء يفرض جزية عامة على كل الشعب الأرثوذكسي، كما فرض جزية سنوية على البابا أغاثون وعلى تلاميذه الأخصاء، وأعلن أن من يعثر على البابا له الحرية أن يرجمه بالحجارة حتى الموت. تقدم أيضا مثلا آخر، قام بعض الخلقيدونيين بإثارة الوالي عبد العزيز بن مروان ضد البابا يؤانس الثالث إذ قالوا له أنه لم يخرج للقائه لأنه يشعر بأنه سليل الفراعنة والحاكم الشرعي للبلاد كما قيل له أن البابا يملك غنى كثيرًا. وإذ استدعى البابا أمر باعتقاله وطالبه بمائة ألف دينار في يوم الثلاثاء البسخة، لكنه لم يعبر يومان حتى صارًا في ود شديد وأكرمه الوالي. زادت العلاقات الطيبة، حتى إذ شعر الوالي بالحاجة إلى الاستجمام بحلوان أثر الإقامة في دير أبى سيفين بطموه، وقدم للرهبان 20 ألف دينار في هذه الزيارة... وقد وهبه الله الشفاء سريعا، فاهتم بإقامة حدائق بحلوان وأنشأ عدة جوامع كما منح البابا حق بناء كنيسة. وحين سمع أن البابا مريض، وأنه يود الزيارة للإسكندرية طلب من رجاله إعداد سفينة خاصة. مثل ثالث، في عهد البابا سيمون الأول، جاء إلى مصر وفد من الهند يطلب من البابا سيامة أسقف للبلاد الهندية إذ لم يستطيعوا الوصول إلى أنطاكية. طلب البابا من الوفد أن يتصلوا بأمير البلاد يستأذنون منه، لكنهم إذ تركوه التقى بهم جماعة من الخلقيدونيين فأقنعوهم بالالتجاء إلى البطريرك الدخيل، وإذ سمعوا لهم رسم له البطريرك أسقفا وكاهنين. عند مغادرتهم للبلاد ألقى القبض عليهم بواسطة حراس الحدود وأرسلوا مقيدين إلى الخليفة مروان الذي عاد فأرسلهم إلى ابنه عبد العزيز بمصر موبخا إياه على عدم يقظته. ألقى القبض على البابا بتهمة الاعتداء على سلطان الوالي، ولم يقبل عبد العزيز أن يسمع من البابا شيئا... طلب البابا مهلة ثلاث أيام، وبالفعل في اليوم الثالث جاءه أحد أفراد الوفد الهندي، استطاع أن يهرب من السجن... فطمأنه البابا وأخذه إلى الوالي حيث روى له ما حدث، فتأسف الوالي على ما بدر منه نحو البابا سيمون. |
|