منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 09 - 2012, 12:50 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

إلى الربّ أصرخ
المزمور الثامن والعشرون

1. المزمور الثامن العشرون هو مزمور توسّل ينشده المرتّل طالبًا إلى الرب أن يخلّصه من بغض أعدائه القاتل. إنه متأكّد أن الله سيستجيب له: الرب عزّتي وعليه اتّكل قلبي. يأتي المرتّل إلى الهيكل ليجد فيه ملجأ، لأنه متّهم ظلمًا، والاتهام يمكنه أن يقود إلى الموت. وتتغيّر الأمور فيسمع الرب صوت المظلوم ويبرئ ساحته، فينشد له المرتّل نشيد شكر: تبارك الرب.

2. صرخة إلى الرب يسمعها الرب، فيخلّص الملك مسيحه وينجّي شعبه.
آ 1- 5: صلاة البار إلى الله ليخلّصه من الأشرار.
آ 6- 7: شكر لله من أجل الخلاص الذي منحه لحببه.
آ 8- 9: الرب حصن شعبه وراعيه، وهو يخلّصه من كل شرّ.
يطلب الملك من الرب أن يسمع له فيعطيه القوّة لأنه صخرته وترسه. فإن بقي الله غائبًا، أصمَّ لا يسمع، ساكتًا لا يتكلّم (35: 22؛ 39: 13) فأتقياؤه سيموتون، ويرافقون الهابطين إلى القبور. إذا كان الله لا يستضيف الأشرار فليكافئهم بحسب شرّهم. ويقول المرتّل: إن كنتُ أنا شريرًا فكافئني مثلهم. وفي هذه العبارة الأخيرة نجد اقرارًا سلبيًا بأن المرتّل ليس منهم. لم يتكّل الأشرار على الرب، وحسبوه أنه لن يتدخّل في حياة البشر. ولكن الله تدخّل. كيف؟ لا ندري. إنما نرى أن الأشرار قد دُمّروا فلحقهم الخزي، والأبرار قد انتصروا فابتهج قلبهم. ويعطي الرب ملكه ملجأً وخلاصًا وشعبه العزة والقدرة. وينتهي المزمور بصلاة يدعو فيها المؤمن الله إلى أن يهتمّ بقطيعه، فيطرد الرعاة الأردياء، أي الملوك الأشرار (حز 34)، ويقود قطيعه بنفسه فينصره ويرفع رأسه.

3. يقف المرتّل على مدخل الهيكل، ويتطلّع إلى المحراب المقدّس. يرفع يديه ويفتحهما ليتقبّل النعم الآتية من المكان المقدّس. يصلّي ويصرخ عاليًا ليصل صوته إلى عمق الهيكل فلا يبقى الله صامًا أذنيه عنه. فإن بقي الله أصمَّ أخرس، فهو يشبه الأصنام التي لها أفواه ولا تتكلّم، وعيون ولا تُبصر، وآذان لا تسمع، وأنوف لا تشم (113: 6). ولكن هل التجأ المرتّل إلى الأصنام أم إلى الإله الحيّ الذي يسمعه ويعينه في ضيقه؟
ويدخل المرتّل الهيكل يقدّم صلاة شكر إلى الله الذي خلّص الملك مسيحه، وخلَّص معه شعبه. فالمسيح هو شعب الله (حب 3: 13)، والمسيح هو أيضًا الملك الذي اختاره الرب ومسحه ليقود شعبه. ومصير الملك والشعب مصير واحد. فإن كان الملك صالحًا، تبارك شعبُه وعاش في سعادة. إما إذا كان الملك رديئًا، فلم يبقَ للشعب إلاّ الصلاة ليأخذ الله ذاته بزمام الحكم، فيخلّص رعيته من هذا الملك، ويرعاها، ويوصلها إلى الحظيرة الآمنة.

4. هذه الصلاة التي تروي قصّة رجل مهدّد بالموت بسبب تُهَم أعدائه الكاذبة تطبَّق على يسوع في مسيرته المتألّمة نحو المجد (لو 24: 16). لا شكّ في أن يسوع لن يطلب من الآب أن يعامل أعداءه بحسب فعلهم وشرّ أعمالهم، ولكنه يريدنا أن نعلم أن القصاص قريب ممّن يرفضون أن يفهموا أعمال الرب وصُنع يديه.
ويتذكّر المؤمن أيضًا أن الله هو صخرة وترس ودرع وحصن وخلاص لشعبه. حينئذ نرفع أنظارنا إلى تلك "القوّة العظيمة" الفائقة التي تعمل من أجلنا نحن المؤمنين، وهي قدرة الله الجبّارة التي أظهرها في المسيح حين أقامه من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه في السماوات (أف 1: 19- 20).

5. تأمّل
ما الذي يطلبه هذا الملك؟ أن يرى زوال الأشرار الذين لا يعرفون وصايا الله وبرّه. هو لا يميّز بين الشرّ والأشرار، بل يعتبر أنه حين يُقتلع الشرير يُقتلع الشرُّ معه. والملك لا يقول إن هؤلاء الأشرار أساؤوا إليه. ولا يقول إنه يريد أن ينجو منهم. بل كل ما يطلبه هو أن لا يكون حظّه كحظّهم. أتُرى الله لا يميّز؟ وهل يعامل الأبرار مثل الأشرار؟ ويأتي الجواب سريعًا: هو يجازي كلَّ واحد بحسب أعماله.
وهكذا يطلب الملك من الرب أن يصغي إليه، أن يستمع إلى توسّله. وكل ما يطلبه هو أن ينعم بقوّة ذاك الذي خلقه وخلّصه 4 ذاك الذي هو صخر له وترس يقيه من أعدائه. ولكن إن ظلّ الله غائبًا! ولكن إن تعامى وتمسّك بصمت لا يتلفّظ فيه بكلمة، وبجمود لا يتدخّل فيه من أجل المؤمنين، فهذا يعني أن الأتقياء ذاهبون إلى الموت. وحظّهم مثل حظّ النازلين إلى الشيول الذين يعيشون كالأشباح ولا يسبحّون الله. فكل ما ينتظره الملك من ربّه هو أن يتقبّله كما الأب يستقبل ابنه.
غير أن هناك شروطًا ليستقبل الرب انسانًا من الناس. من يعيش بحسب وصاياه. من يكون قلبه مستقيمًا فلا يميل إلى اليمين وإلى اليسار. إن الربّ لا يغضّ نظره عن الخطأة ولا يمالئ الأشرار. وإن ظلّوا منغمسين في شرّهم ففي شرّهم يموتون. هم ما أرادوا أن يستندوا إلى الله فلحقهم الخراب كبيت مبنيّ على الرمل لا على الصخر. هم تخيّلوا أن الله لا يتدخّل، أنه كالأصنام التي لها عيون ولا ترى، آذان ولا تسمع، وأيد ولا تفعل. ولكنهم أخطأوا وسوف يدفعون ثمن خطأهم. ولكن مع ذلك، فالربّ يرحمهم لأنهم لم يفهموا كيف يتدخّل الله. فيبقى على المؤمن أن يشهد له. لقد نال نعمة النجاة، فليؤدِّ الشكر لله وينشد ثقته به. هكذا يتعلّم الخطأة وإلى الربّ يعودون
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور كل يوم / المزمور الثامن والعشرون
الربّ راعيّ المزمور الثالث والعشرون
المزمور الثامن والعشرون
المزمور الثامن والعشرون
المزمور المائة و الثامن والعشرون


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024