رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا يسطس تلميذ الأنبا صموئيل المعترف (10 طوبه) وُلِدَ القديس يسطس في أنطاكية وكانت له أخت عذراء اسمها مدرونة ولما بلغ يسطس العشرين من عمره اشتاق إلى حياة الرهبنة، وأَطْلع أخته على عزمه، فأصرت على الذهاب معه، وحلقت شعر رأسها وتزيَّت بزىّ الرجال، ثم خرجا معًا من قصرهما، وسارا على أقدامهما مدة يومين حتى تعبا، فوجدهما شيخ راعى على هذا الإعياء، فاقتادهما إلى كوخه ليستريحا. ثم أرسل معهما صبيًا أرشدهما إلى شاطىء البحر وهناك وجدا سفينتين بهما بعض القراصنة، ففتشوهما ليأخذوا ما معهما، ولما لم يجدوا شيئًا أخذت كل سفينة واحدًا منهما وهكذا افترقا عن بعضهما وعندما وصلوا بالشاب يسطس إلى الشواطىء المصرية، باعوه كعبد لأرخن من أكابر مريوط اسمه أرشليدس، فمكث يسطس في بيته يخدم بأمانة مدة خمس سنوات ونال نعمة في أعين الجميع. إلا أنه في أحد الأيام حقد عليه زملاؤه العبيد وضربوه ضربًا مبرحًا حتى ظَلَّ سبعة أيام طريحًا لا يستطيع الحركة، ولما تماثل للشفاء قام وهرب من منزل سيده وأقام منفردًا في كوخ خارج مدينة مريوط وبتدبير إلهي، مرض الأرخن أرشليدس، فذهب إلى برية شيهيت ليتبارك من الرهبان ويطلب صلواتهم لشفائه، وهناك التقى بالأنبا صموئيل، فصلَّى له، وأمره أن يرجع إلى بلده وأثناء عودته سيقابل رجلًا معه جرة ماء يشرب منها فيُشفى من مرضه. وفعلًا ركب الأرخن دابّته ليعود إلى بيته، وبالقرب من المدينة رأى رجلًا حاملًا جرة ماء، فشرب منها وشُفي، ولم يتعرف على ذلك الرجل حامل الجرة حيث كان هو عبده يسطس ثم ذهب يسطس إلى طبيب يدعى قلتة وسكن عنده خمس سنوات مرضت في أثنائها زوجة الأرخن أرشليدس، فأرسل لاستدعاء الطبيب قلتة فظهر ملاك الرب للطبيب وأخبره بأن شفاءها سيتم على يد خادمه يسطس، فأخذه معه رغمًا عنه إلى البيت، وهناك صلَّى القديس يسطس على ماء وشربته فشُفيت في الحال وتعجَّب الجميع شاكرين الله فرحين مبتهجين بهذه الآية. ومكث القديس يسطس في بيت أرشليدس نحو ستة أشهر وتبارك منه الجميع ثم انطلق القديس يسطس إلى برية شيهيت وتتلمذ على يدي القديس الأنبا صموئيل المعترف، عاكفًا على النسك والصوم والصلوات عدة سنوات، وبعد ذلك انفرد متوحدًا في مغارة حتى هجم البربر على الدير وأخذوه معهم وباعوه بالبهنسا. فأقام فيها صابرًا محتملًا التجارب في صمت وشكر لله وظهر ملاك الرب للقديس الأنبا صموئيل وأعلمه بمكان تلميذه يسطس ففرح وذهب إليه وشجعه وعزاه وقواه ثم عاد إلى ديره وبعد قليل أكمل القديس يسطس جهاده الصالح ورحل بسلام. ويذكر اسمه في المجمع كتلميذ الأنبا صموئيل المعترف تعالوا نتعرف أكتر على الأنبا يسطس ونشوف هنتعلم إيه؟ 1- أيوب الجديد تعرض لتجارب شديدة منها فراق اخته وبيعه كعبد والاهانة والتعذيب اللي وصل لقرب الموت كان يخاطب نفسه قائلاً 《أذكر أيها الجسد أنك أقمت زماناً تتمتع بأفخر المأكولات وكنت راكباً على أكتاف العبيد والجواري والخيل المختارة ، والآن تنال العقاب لكبريائك وجهلك ؛ أذكر أيها الجسد أنك أقمت زماناً تتعطر بالروائح الزكية فالواجب عليك أن تقبل رائحة القروح النتنة لأنك مستحقها ؛ أذكر أيها الجسد أنك كنت متكئاً على الأسرة العالية ولا بد أن تتدحرج إلى القبر ؛ أيها الجسد أحتمل التعب والعذاب ، وضع في قلبك أنك من اليوم في القبر ؛ أيها الجسد الأفضل لك أن تضعف من الجوع والعطش من أن تضعف من عطش النار التي لا تطفئ ؛ أذكري يا نفسي أنك غريبة ولم تصلي بعد إلى الطريق المؤدي للملك ، وإن كان لبس الأسمال البالية يحزنك فإن فضيحة العري الذي هناك أعظم بكثير مما هي هنا 》 2- احتمال الظلم لما كان عبد لأرشيلدس وكان إنسان غني جدا وكان له ابن وكان يلبسه طوق ذهب وسقط الطفل من يسطس على الأرض فظنه مات فهرب ولكن أحدهم سرق الطوق الذهب وهرب واتهموا يسطس بسرقة الذهب ولاقى تجارب شديدة ولكنه احتمل الظلم ولما وجد الذهب لم يفكر بأن يرد اعتباره بل هرب من المجد والمديح حتى لما تتلمذ على يد الأنبا صموئيل ومرض أسقف المدينة وجاء إلى برية شيهيت لم يرد أن يحضر حتى لا ينكشف بره قدام الأسقف وظل غريبا عن الجميع 3- معونة الله لما رأى الشيطان جهاده وصبره نصب له فخاً ليهلكه ، فأخذ شبه جماعة من الرهبان بشيخوخة كاذبة ، ثم قال واحد منهم : لقد تعبت وانا أبحث عنك . ولكن الملاك أرشدني إليك لأن شيوخ شيهيت يريدون أن يروك ، والرئيس الذي هربت منه يريد أن يهدم قلالي الرهبان لأجلك لأنك أبن رجل عظيم في المملكة ، فأرسل عسكر وفتش كل جبل شيهيت ، فلما رأينا أننا لا نقدر على إحتمال أوامرهم بحثنا عنك ، وهوذا العسكر مقبلين ليحملوك معهم . ثم أظهر له الشياطين مركبات ذهبية وخيولاً وجنود بملابس فاخرة ، وصرخ واحد قائلاً : أسرع أخلع أسكيمك وأركب هذه المركبة قبل أن يحيط بك الجنود ويأخذوه منك وأنت قوي وتقدر أن تنجو من الخطية وأنت معهم . وكانت الشياطين المتشبهون بالجنود يصرخون قائلين : أسرعوا عروه أسكيم الرهبنة وألبسوه الحلة الملكية الجميلة . وجماعة أخرى تصرخ : منطقوه بالذهب وألبسوه الخاتم الذهبي وأحملوه على المركبة . وكانوا محيطين به بخيالات كاذبة . وإذ لم يسمع أسم الرب يسوع المسيح من أفواههم ولم يرى علامة الصليب المقدس مع أحد منهم أدرك أنهم شياطين ، فرسمهم بعلامة الصليب وصرخ قائلاً : أللهم إلتفت إليَّ وأعني فإني ضعيف . فأرسل الرب ملاكه فطردهم بخزي عظيم وعزى القديس وقواه تعالوا نطبق اللي اتعلمناه 1- مهما زادت تجاربك اصبر لأن حكمة الله في حياتك في صالحك وكلما زادت تجاربك كلما زادت أكاليلك بشرط عدم التذمر 2- احتمل الظلم لأن الله يحامي عنك ولا يسمح الله بكسرة مظلوم فقط ارفع عيونك للسماء والرب يدافع عنك "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ." (رو 12: 19). 3- ما دمت مع الله فمعونة الله تحيطك "لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ." (مز 91: 11). |
|