رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو مفهوم الشريعة في الكتاب المقدس؟ هناك الشريعة الطبيعية والشريعة الدينية. للوثنيين شريعة طبيعية، تظهر لهم عن طريق ضميرهم كما جاء في تعليم بولس الرسول "فالوَثنِيُّونَ الَّذينَ بِلا شَريعة، إذا عَمِلوا بِحَسَبِ الطَّبيعَةِ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعة، كانوا شَريعةً لأَنْفُسِهم، همُ الَّذينَ لا شَريعةَ لَهم، فَيدُلُّونَ على أَنَّ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعةُ مِنَ الأَعمالِ مَكتوبٌ في قُلوبِهِم، وتَشهَدُ لَهم ضَمائِرُهم وأَفكارُهم، فهي تارةً تَشكوهُم وتارةً تُدافع ُعنهُم" (رومة 2: 14-15). وتدعى هذه الشريعة طبيعية لان العقل الذي يأمر بها من خصائص الطبيعة البشرية. ويعلق القديس توما الاكويني "نور العقل الذي وضعه الله فينا؛ بها نعلم ما يجب عمله وما يجب تجنبه. والله هو الذي أعطى الخليقة هذا النور أو تلك الشريعة"، و"الشريعة الطبيعية تعلن الوصايا الاولى والاساسية التي تُهيمن على الحياة الاخلاقية. ومحورها التوق الى الله والخضوع له، هو مصدر كل خير وديانة، وكذلك الاحساس بالآخر مساويا للذات". (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1955). أمَّا الشريعة الدينية، فهي شريعة العهد القديم، وفي التعبير العبري הַתּוֹרָה "توراه" وفي التعبير اليونانَي νόμος "ناموس" الذي يحمل مدلول قانوني تعني "تعليماً" أعطاه الله للبشر لتنظيم سلوكهم. وينطبق هذا التعليم على المجموعة التشريعية التي ينسبها تقليد العهد القديم إلى موسى النبي. وتشمل الشريعة الوصايا العشر (خروج 2: 2-17)، وهي توصيات خلقية تذكِّر بمطالب الضمير البشري الاساسيّة، فتشكل أوامر مباشرة، بها يعرّف الله مشيئته لشعبه، ولها صبغة إلزامية باسم الله نفسه. وهي تَنْهَى عمّا هو مخالف لمحبة الله والقريب، وتأمر بما هو اساسيٌّ لها" التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1962). وبالإضافة للوصايا العشر تشمل الشريعة ايضا قواعد قانونية تنظم الشؤون المدنية: الاسرية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية، وأخيرا تشمل الشريعة قوانين خاصة بالعبادة: طقوسها، وخدامها وشروطها وخاصة قواعد التطهير. ولذا أطلقت على الشريعة في العهد القديم تسميات مختلفة: تعليم (توراة)، وشهادة، وأمر، ووصية، وحكم أو قضاء، وكلمة، ومشيئة، وطريق الله (مزمور 19: 8-11: 119)، وحكمة (يشوع بن سيراخ 24: 23). والوصايا هي متطلبات تدرِّب شعب الله على السير في طريق القداسة التي دعوهم الله اليها. وإن الوصايا العشر (خروج 20: 1-17) وكتاب العهد (خروج 20: 22-23:33). وقد أعاد جمعها كتاب تثنية الاشتراع مع التوسع حتى تتلاءم وضرورات الزمن ومتطلباته (تثنية الاشتراع 5: 2-21، 12-28). وأمَّا المؤتمنون على الشريعة والمُتخصِّصون في شرحها فهم الكهنة، بحكم وظيفتهم، (هوشع 5: ا إرميا 18: 18، حزقيال 7: 26): ويجب عليهم أن يعلَموا الشعب أحكام الله وأوامره (تثنية 33: 10). ولذلك تصدر عنهم مجموعة الأحكام التشريعية، وتحت إشرافهم يتم التوسع في التوراة. أمَّا المدافعون عن الشريعة فهم الأنبياء حيث كان الانبياء يعترفون بسلطة هذه التوراة، ويوبّخون الكهنة عن إهمالهم لها (هوشع 4: 6، حزقيال 22: 26)، وقد ندَّد النبي هوشع بمخالفات للوصايا العشر (هوشع 4: 1-2)، ووعظ ارميا النبي بإطاعة كلمات العهد (ارميا 11: 1-12) وعدّد حزقيال النبي بعض الخطايا المأخوذة من كتاب القداسة (حزقيال 22: 1-16). والشريعة مرتبطة بالعهد. فالعهد يتطلب في الواقع التزاما بحفظ الشريعة الإلهية (خروج 19: 7-8). فالشريعة هي عنصر أساسي في وعد الشعب الإسرائيلي في مجيء المخلص، إذ تُهيئ للإنجيل وتُعد الشعب المختار وكل مسيحي للتوبة وللإيمان بالله المُخلص. وهذه الشريعة بحسب التقليد المسيحي مقدسة (رومة 7:12) وروحية (رومة 7:14) وصالحة (رومة (7: 16) ولكنها ناقصة، لأنها لا تعطي بذاتها القوة ولا نعمة الروح القدس. وأمَّا العهد الجديد فيُطلق اسم "الشريعة" على النظام تمييزا عن تدبير النعمة الذي أسسه يسوع حيث يقول بولس الرسول "قَد جاءَتِ الشَّريعةُ لِتَكثُرَ الزَّلَّة، ولكِن حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة" (رومة 5: 20). ففي حين يتمسك الصدّوقيون بالتوراة المكتوبة وفي نظرهم الكهنة وحدهم هم مفسّرو الشريعة الشرعيون؛ فإنَ الفريسيين يعترفون بالتوراة المكتوبة وبالتوراة الشفوية أي بتقليد الأجداد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو مفهوم المرض في الكتاب المقدس؟ |
مفهوم الايمان في الكتاب المقدس |
مفهوم السيف في الكتاب المقدس |
مفهوم الوحي في الكتاب المقدس |
مفهوم الزواج في الكتاب المقدس |