++ في الأيام الأخيرة – حسب نبوة الرسل – سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم (2بطرس 3: 3؛ يهوذا 1: 18)، يحبون الجهل إذ ينكرون ويرفضون وصية الله القائمة منذ البدء، يسرون بالاستهزاء ويبغضون المعرفة الاختبارية والعلم الإلهي الفائق المعرفة (أمثال 1: 22)، لا يقبلون التوبيخ الصالح بكلمة الله ميزان القلوب، وإلى الحكماء لا يذهبون (أمثال 15: 12)، يحبون الخادعين المتكلمون بالناعمات، يثبتون الخطية ويزعزعون الوصية المقدسة بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع، حتى صارت كلمة الله مشوشة في أذهان الكثيرين بسبب تعليمهم الفاسد الذي يسير مع بطل العالم الذي يركض نحو الهلاك سريعاً، لأن إله العالم، الحية القديمة التي خدعت بمكرها حواء تسلطت على أفكارهم والظلمة غشتهم دون أن يدروا.
+ لأن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني، ولكنني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح. (رومية 7: 11؛ 2كورنثوس 11: 3)
++ لذلك علينا أن ننتبه يا إخوتي، لأنها الأيام الأخيرة [ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين – 1تيموثاوس 4: 1]، وابن الله الحي سيأتي قريباً حسب وعده، لأنه لا يتباطأ (2بطرس 3: 9) لكنه يتأنى علينا من أجل خلاص نفوسنا، فأن لم ننتبه ونستيقظ من غفلتنا، فأنه سيأتي بغتة، أو سنذهب إليه عن قريب بانتقالنا من هذا العالم لأنه مكتوب: فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة (لوقا 21: 34).
++ لذلك لا ينبغي أن نركض مع العالم نحو المصير المحتوم لأنه وضع في الشرير، بل لأننا بني الملكوت أحباء الله الكثير المراحم والإحسان، علينا أن ننتبه لزمان الافتقاد ولا نسير وفق فلسفة العالم الحاضر الشرير، وحركات الشرّ الباطلة التي فيه، المفسدة للنفس والتي تشل طاقتنا الروحية بالتمام، لأن ويلٌ لمن يتبع طرقه الملتوية، لأن إبليس نزل وبه غضب عظيم (رؤيا 12: 12) يُريد أن يضل لو أمكن المختارين عن طريق مُدَّعين التعليم والنبوة [لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ، وَأَنْبِيَاءُ (أو مُعلمين) كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ لِكَيْ يُضِلُّوا - لَوْ أَمْكَنَ - الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً – مرقس 13: 22)، لأن عدو كل خير يعلم أن ساعته قد اقتربت، فزاد إثماً على إثم حينما أبطل وصية الله الصالحة في ذهن الكثيرين وجعلهم يظنوا أنها لا تصلح لهذا الزمان، أو انها لم تكتب إلا في عصرها لمجموعة من الناس، وعلينا أن نكون أكثر حضارة ونقبل الشر والفساد الذي يعمل في أبناء المعصية، داعين بالكلام اللين الذي يتفق مع كل من يحب الظلمة ويحيا بالشرّ، إلى حياة متحررة من الوصية، إذ يعتبروها حياة السلف والمتزمتين، مع أنها الحرية والعتق من غيوم شهوات الجسد التي لا تبقى معه بل ستذهب للتراب، لأن كل من يلتصق بشهوات الجسد يمضي معه للفناء، فكل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب، العشب يبس وزهره سقط (1بطرس 1: 24).
++ فأن لم ننتبه لهذا الزمان الرديء الذي فيه أُناس تسعى وراء أفكار قلوبهم المُضلة، إذ صار كل واحد يعمل حسب عناد قلبه الرديء (إرميا 18: 12)، فسنسقط في عبرة العصيان هذه عينها (عبرانيين 4: 11)، فلنتعقل ونصحى ونسهر لأن إبليس خصمنا كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو (1بطرس 5: 8)، ولنصغي لكلام القديس بطرس الرسول لأن كلماته صارت لنا اليوم بصوت الروح القدس: