اكتشفت مريم المِجدَلِيَّة قبر المسيح مفتوحاً، لكنها لم تدخله بل أَسرَعَت لتُخبر سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع. فدخل بطرس أولا، لان له الأولوية ضمن مجموعة الاثني عشر رسولا. رأى وتعجب (لوقا 24: 12)، ولكنه لم يؤمن على الفور، خلافا للتلميذ الآخر، الذي له الأولوية في المحبة. فالمحبة تتصل بالإيمان مباشرة. "رأى وآمن" (يوحنا 220: 8)، لأنه لم يكن قد فهم الكتب المقدسة. لكن عندما فهم التلاميذ الكتب المقدسة، لم يعودوا بحاجة إلى أن "يروا" أولا، بل أصبحوا يؤمنون استنادا إلى كلمة الله. ونحن مدعون إلى الإيمان استنادا لا للرؤية لنؤمن بل إلى كلمة الله، ويُعلق القديس أوغسطينوس "الإيمان بموت السيّد المسيح ليس شيئاً عظيماً؛ حيث أن هذا شيئاً يؤمن به الوثنيّون واليهود وجميع الأشرار. الجميع يؤمن بأنّه مات. أمّا الإيمان المسيحي يكمن في قيامة المسيح الربّ؛ وهذا هو ما نعتبره شيئاً عظيماً – الإيمان بأنّه قام". فإن كان قد ذُبح لأجلنا، فقيامته تؤكد قبول الذبيحة. وإن كان قد صُلب من أجل ديوننا، فقيامته تعلن وفاء الدين.