|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا [10]. هذا التعبير يستخدم عندما يسترد الإنسان وضعه وإمكانياته فيكون كمن تحرر من السبي ورجع إلى بلده يمارس حياته في حرية وكرامة. لا يعني هذا أنه نال ضعف ما كان يملكه فجأة، وإنما يمكن أن يكون ذلك قد تحقق تدريجيًا. ليس عجيبًا أن يُقال عن أيوب: "رد الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه". فإنه تمتع بالحرية الداخلية عندما رفع قلبه وفكره كما يديه من أجل مقاوميه كي يصفح الله عنهم. ليس من طريق للتمتع بالحرية سوى انفتاح قلوبنا بالحب، ليس فقط لأحبائنا وأقربائنا، وإنما حتى لمقاومينا ومضطهدينا. إذ احتمل أيوب التجارب دون أن يجدف على الله، بل كان مشغولًا بملكوت الله، لذا نال مكافأة مضاعفة حتى في هذا العالم. يقول السيد المسيح: "الحق أقول لكم، إن ليس أحد ترك بيتًا أو والدين أو إخوة أو امرأة أو أولادًا من أجل ملكوت الله، إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافًا كثيرة، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" (لو 18: 29-30). الله الذي لا ينسى من يقدم كأس ماء بارد، حتمًا يرد لنا أضعاف ما نقدمه بطريق أو آخر في هذا العالم كما في العالم الحاضر. قد لا يهبنا مكافآت مادية لكنه وسط الضيق يهبنا فرحًا داخليًا وسلامًا سماويًا وتعزيات إلهية وشبعًا للنفس، وسعادة دائمة! "رد الرب سبي أيوب": تعبير شرقي يعني أن الرب رد له ازدهاره السابق. كانوا يتطلعون إلى من فقد نجاحه وخيراته كمن صار في سبي أو سجن يود التحرر منه. يقول المرتل: "أخرج نفسي من الحبس، فأسبح اسمك" (مز 142: 7) . يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله كرم عبده أيوب حيث غير طبيعة الأرض، فصارت تنتج له ثمارًا مضاعفة على غير العادة. هكذا يغير الله قوانين الطبيعة لأجل تكريم الذين يكرمونه. [عرفت الأسود دانيال فانضبطت. جاء ابن الإنسان إلينا ونحن لم ننضبط! لقد فضلت الأسود أن تموت جوعًا ولا تلمس جسم القديس، ونحن نرى المسيح يتعرى ويموت جوعًا (في إخوته) ولا نقدم لهم ما هو فائض عنا، بل نحيا في ترفٍ ونتجاهل القديسين. مرة أخرى الأرض قدمت لصديق آخر لله (أيوب) عطايا كثيرة هكذا من أحشائها، فقدمت محصولًا لم يحدث من قبل .] * أما ترون ماذا يعني أن نفقد شيئًا من أجل الله؟ إنها تعني أن تستردوه مضاعفًا. تعدكم الأناجيل بما هو أكثر. "مائة ضعف" بجانب الحياة الأبدية (مت 19: 29) في المسيح يسوع. العلامة أوريجينوس * جعل صلواته أكثر فاعلية لحسابه عندما قدمها لصالح الآخرين. فإن ذبيحة الصلاة تُقبل بالأكثر في عيني الديان الرحيم عندما تحمل نسمة الحب للقريب. ويضيف الشخص من فاعليتها إن قدمها لأجل أعدائه. فإن الحق الذي هو معلمنا يقول: "صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (لو 6: 28). مرة أخرى يقول: "ومتى وقفتم تصلون فاغفروا إن كان لكم على أحدٍ شيء لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السموات زلاتكم" (مز 11: 25).* قيل ليهوذا المتألمة: "لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك" (إش 54: 7)... فإن الذي ضُرب بسماح من الله تألم بكلمات أصدقائه أيضًا، وعندما تعزى بواسطة عطايا الرحمة الإلهية تأهل أيضًا أن يتعزى بالحب البشري، فكما أن الآلام ومتاعب الألم جرحته من الجانبين هكذا أفراح التعزيات تتقابل من كل جانب. البابا غريغوريوس (الكبير) * لقد قرأ (الرسول بولس) أن إبراهيم عندما اعترف أنه نفاية ورماد وجد نعمة الله في تواضعه الشديد (تك 18: 27). وقرأ أن أيوب إذ جلس في كومة مزبلته استرد كل خسائره (أي 2: 8، 42: 10-17) وقرأ نبوة داود: "يقيم الله المحتاجين من الأرض، ويرفع البائس من المزبلة" (مز 113: 7). القديس أمبروسيوس * كما قلت، كثيرون دعوا لله وأُنقذوا للحال دون انتظار الحياة العتيدة. أيوب كمثالٍ سُلم إلى الشيطان بناء على طلبه مبتليًا ومملوء دودًا، لكنه نال في هذه الحياة صحته واستعاد ضعف ما خسره. بينما الرب جُلد ولم يوجد من يعينه . القديس أغسطينوس ما تمتع به أيوب يحمل صورة أو رمزًا لما نتمتع به نحن في المسيح يسوع، حيث رد سبينا نحن الذي استعبدنا أنفسنا لإبليس، وقدم لنا أمجادًا مضاعفة. |
|