إن خطية التقسية تبلغ ذروتها القصوى في التجديف على الروح القدس. وعن هذا الموضوع يتحدث المسيح في مناسبة خلافٍ جذري مع الفريسيين. فبعدما شفى إنساناً كان أعمى وأخرس ومسكوناً من قبَل إبليس، دُهش الجمهور الحاضر جداً حتى هتفوا: أليس هذا هو ابن داود، المسيّا الذي وعد به الله آباءنا؟
إلا أن هذا الإكرام المقدم للمسيح لم يُثِر بين الفريسيين غير البغضاء والعداء، فصرحوا - على عكس الجموع - أن المسيح ما طرد إبليس إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. وبذا وقفوا موقفاً مناقضاً لموقف الجموع كلياً. بدلاً من أن يعترفوا بيسوع أنه المسيح ابن الله وقد طرد الشياطين بروح إله وأسس ملكوت الله على الأرض، قالوا إن المسيح شريكٌ للشيطان وإن عمله شيطاني. وفي وجه هذا التجديف الرهيب حافظ المسيح على كرامته.
فقد رد التهمة وبيَّن كم هي غير منطقية، إلا أنه في نهاية دفاعه زاد هذا التحذير الخطر على ما قاله: كل خطية وتجديف يُغفر للناس؛ أما التجديف على الروح القدس فلن يُغفر للناس .. لا في العالم ولا في الآتي (متى 12: 31 و 32).