رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يكتب الله شريعة يعلم أنها لن تُستخدم؟ حاشا ... فإن كان الروح القدس قد أملى على موسى هذه الشريعة، فلقد كان أمامه "أبٌ آخر وابن آخر" الآب «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين» (رو8: 32)، الآب الذي قدّم ابنه الوحيد على الصليب عند الجلجثة. والذي يدعو إلى التعجب والدهشة، وأيضاً إلى السجود والخشوع، هو أن هذا الابن، الذي لم يُشفق أبيه عليه، هو الوحيد الفريد الذي ما كان قط مارداً ولا معانداً، حاشاه! لقد عاش على الأرض حياة هى إنسانية في كل شيء ما خلا الخطية، وكانت كل خطوة في حياته تحمل الشهادة لمحبته الكاملة لأبيه، وتشهد لمجده الأدبي الذي لم يكن ممكناً له أن يستتر. لقد تميّز طريقه بالخضوع التام لإرادة أبيه، وأطاعه في كل شيء، واستند عليه في كل شيء. ولقد قادته طاعته الكاملة المطلقة لأبيه أن يقول أمام شبح الموت «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو22: 42). نعم، أيها الأحباء، ما كان سيدي المعبود مارداً ولا معانداً، حاشاه. وما كان سيدي المجيد سكيراً ولا مُسرفاً، حاشاه أيضاً. لقد كان هو النذير الوحيد الحقيقي الذي انفصل انفصالاً تاماً، من بداءة حياته إلى نهايتها، عن كل ما هو من هذا العالم وعن كل فرح أرضي (عد6: 3؛ متى26: 29). إنه القدوس الذي لم يفعل خطية واحدة (1بط2: 22)، ولم تكن هناك في حياته قط أي تجاوب أو انجذاب لخطية ما. لقد استطاع أن يقول «مَنْ منكم يبكتني على خطية؟» (يو8: 46). |
|