فلنتصور أن مريم اذ كانت واقفةً تحت صليب يسوع على جبل الجلجلة، فبكل عدلٍ وصوابٍ كان يمكنها أن تخصص ذاتها بكلمات أرميا النبي وهي: يا عابري الطريق أنظروا وتأملوا هل رأيتم وجعاً مثل وجعي: (مراثي ص1ع12) أي يا معشر المجتازين على الأرض أيام حياتكم ولا تفتكرون بي ولا تتوجعون من أجلي. قفوا قليلاً متأملين فيَّ أنا التي الآن أشاهد أمام عيني مدنفاً على الموت، في بحرٍ من الآلام هذا الأبن الحبيب، وأنظروا هل يوجد فيما بين جميع الحزانى والمتألمين أحدٌ أوجاعه تشابه أوجاعي.