منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 02 - 2020, 04:26 AM
 
souad jaalouk Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  souad jaalouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123471
تـاريخ التسجيـل : Jun 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 17,077

الاحد 2 شباط 2020 *
عيد دخول المسيح الى الهيكل (لو 2/22-40)
1- إطار النص
في مثل هذا اليوم يدخل يسوع مع أبويْه الى الهيكل، وهناك يستقبله سمعان الصدّيق، الذي أقبل بالروح الى الهيكل واقتبله على ذراعيه. وحضرت في تلك الساعة حنّة النبيّة، التي كانت قد تقدّمت في السنّ كثيراً وعاشت أرملة في الهيكل حوالي أربع وثمانين سنة لا تفارقه متعبدة بالأصوام والطلبات ليلاً ونهاراً.
في انجيل اليوم يدمج الإنجيلي لوقا حادثة تطهير مريم العذراء مع حادثة تقدمة يسوع الى الهيكل. وكان التطهير عند اليهود يتمّ بعد أربعين يوماً من ولادة الطفل. وبهذه المناسبة كان يقدّم الطفل الى الرب، إنما يُفدى بخمسة مثاقيل فضة (عدد 18/15). ونشير الى أن الشريعة لم تكن تلزم بالإتيان بالطفل الى الهيكل. كما أن تطهير المرأة حسب سفر الأحبار (12/8) يستلزم منها تقديم يمامتيْن أو فرخَي حمام إذا كانت فقيرة، عِوض الحمل. على كل حال، يبرز لوقا الإنجيلي ليوسف ومريم هدفيْن: تطهير مريم وتقدمة يسوع. مع ذلك، يبدو أن الإنجيلي، يشدّد على تقدمة يسوع، التي يشبّهها بتقدمة صموئيل (1/20-28). وأنه يرى لدى والدَيْ يسوع النيّة بأن يعترفا بأن الولد يخصّ الرب، وبأن يقدّماه من أجل المهمّة التي تنتظره. ويلفت لوقا النظر الى أمانة يوسف ومريم في تتميم الشريعة القديمة.

2- سمعان الشيخ
القديس لوقا يروي حادثة تطهير مريم وتقدمة يسوع الى الهيكل كمدخل الى حادثة سمعان الشيخ مع الطفل يسوع. كان سمعان رجلاً صدّيقاً وتقياً ومحافظاً على الشريعة وخائفاً الله، وكان ينتظر تعزية اسرائيل. ولأن الروح القدس كان على سمعان، أوحِي إليه بأنه لا يرى الموت، ما لم يعاين المسيح الرب.
دوماً نرى الروح القدس هو الذي يحرّك سمعان الشيخ فيذهب الى الهيكل، ويحمل الطفل بين ذراعيه، ممجداً الله وهاتفاً: "الآن أطلق عبدك بسلام". يُقسم نشيد سمعان الى ثلاثة أقسام. فقد كان هذا الرجل قلقاً بخصوص مصير اسرائيل، لكنه عندما رأى المسيح ذهب القلق عنه واطمأن وشعر بالسلام. وبعد هذا يستطيع الرب، وهو سيد الحياة والموت، أن يستدعي إليه عبده، وينقله من هذه الحياة بسلام الى الحياة الثانية، لأن ما تنبأ به الأنبياء عن المسيح آخذ في التنفيذ. إنه قد حضن وآخذ بين يديه المسيح نفسه.
نلاحظ جيداً أن الخلاص هو نصيب للجميع. وهذا هو خطّ الأنبياء الكبار مثل أشعيا، ويعتبره سمعان نوراً يشعّ على الجميع ويبدّد الظلمات. أثار هذا الكلام النبويّ دهشة الأبويْن. لقد تعجّب يوسف والعذراء مريم من كلام سمعان لثلاثة أسباب: قال سمعان إن يسوع عطية من الله وأنه عرف فيه المسيح، وأنه قال إن يسوع سيكون نوراً لكل العالم. وهذه هي المرّة الثانية التي تسمع فيها مريم العذراء نبوّة عن ابنها، وكانت المرّة الأولى حين استقبلتها أليصابات كأم الربّ (لو 1/42-45). وبارك سمعان يوسف ومريم، ويعني هذا أنه هنّأهما بهذا الطفل العجيب، المثقل بالتاريخ وبالنبوءآت وبالوحي.
سمعان الشيخ ومريم: وانتهز سمعان هذه الفرصة، فخاطب مريم، معلناً لها بعض التفاصيل عن مصير ابنها. وأبلغها أن يسوع سيكون سبب قيام وسقوط كثيرين، وأنه سيُحارَب من كثيرين وسيُحبّذ من كثيرين أيضاً، وأنه سيكون هدفاً مقبولاً عند البعض ومرفوضاً عند البعض الآخر، وأنه سيكون سبباً ليكشف الناس عن خفايا قلوبهم من محبّة لله وللحقيقة، أو لابتعداهم عن هذيْن الهدفيْن العظيميْن.
أما السيف الذي أشار إليه سمعان، فهو ليس سيف الشكّ. فمريم هي أسمى وأرفع من هذا الضعف البشريّ. لكن السيف هو رؤية ابنها منبوذاً ومرذولاً ومجهولاً، ومسمّراً ومائتاً على الصليب.
حنّة النبية: هذه أيضاً قادها الروح القدس في تلك الفترة لتشهد للمسيح. فمجّدت الله معترفة برحمته ومحبته للبشر، ومتحدّثة عن المسيح المنتظر للكثيرين ممن كانوا مثلها ينتظرون هذا المجيء العظيم. ودُعيت حنّة نبية، إشادة الى التصاقها الوثيق بالله. ولا يتنبأ الأنبياء بالضرورة عن المستقبل. فقد كان دورهم الرئيسي هو التكلّم بلسان الله وإعلان حقّه. بالنتيجة، تصرّفت حنّة مثل زكرياً، وسمعان، فأنشدت الحمد للربّ لأنها رأت في يسوع حدث الخلاص.
بعد هذا كلّه، عادت العائلة المقدّسة الى الناصرة، "وكان الطفل ينمو ويتقوّى، ممتلئاً حكمة، وكانت نعمة الله عليه". فالإنجيل يشدّد مراراً على أن الحكمة هي خير خاص بيسوع، وهو يبيّنهُ لنا في الحدث اللاحق عائشاً هذه الحكمة بذكاء أجوبته للمعلّمين في الهيكل (2/46-47). لا شكّ أنه ينسب هذه الحكمة الى عمل الروح. وهناك تسمية تميّز بها يسوع عن يوحنا المعمدان: إنه موضوع نعمة الله. وفيما يذهب يوحنا منذ حداثته الى البرية حيث سيقوم بمهمته (7/24)، نرى يسوع يكبر في الناصرة.

3- الأمثولات العملية
1) الخضوع والطاعة: يهدف هذا الحدث، شأنه شأن سائر أحداث الطفولة عند لوقا، أن يقدّم لنا قبل كل شيء، سرّ يسوع. إن هذا الطفل ابن الأربعين يوماً يستسلم لقيادة والديه ويخضع معهما للشريعة. رغم أنه سيقول يوماً: ليس الإنسان للشريعة بل الشريعة هي للإنسان. مع ذلك، إن يسوع المُطيع والخاضع، صوّره الإنجيلي، وقال فيه في عمر 12 سنة، إنه كان خاضعاً ليوسف ومريم. وقال يسوع عن أبيه: "إني آتٍ لأعمل بمشيئتك".
2) إن قصد الله يتمّ بمشاركة البشر: سمعان وحنّة هما آخر من تنبّأ في العهد القديم. تعرّفا الى المسيح وأعلنا رسالته. لكن يوسف ومريم هما اللذان شاركا خصوصاً مشاركة وضيعة في بداية هذه الرسالة. دلاّ على أمانة يسوع للعهد القديم حين أخضعاه للشريعة، وعندما قدّماه الى الرب الذي أوكله إليهما. وتقبّلا لأجله ما قاله سمعان وحنّة، واهتمّا بتربيته في الناصرة.
3) الروح القدس يقود الى الله: هذا هو دوماً عمل الروح، وبخاصة مع سمعان. يقول الإنجيل: "كان الروح نازلاً عليه... وكان الروح القدس أوحى إليه... وأتى الى الهيكل بوحي الروح... فكل عمل الله هو من تدبير الروح الذي أنار بإرشاده سمعان. خلاصة هذا العمل من الروح هو الوصول الى رؤية المسيح، والوصول الى الله. يعني ذلك أن الإنسان لا يمكنه أن يسير في طريق البرّ والكمال إلاّ إذا استلهم الروح القدس، وعمل بوحي إرشاده. فسمعان لأنه رجل الروح، استحقّ أن يرى يسوع.
4) يسوع: قيام وسقوط كثيرين: يسوع منذ ولادته حجر عثرة وحجر خلاص لكثيرين. كم من الناس يخلصون بواسطته، فيما آخرون يهلكون بسبب رفضهم له. مع العلم أن لا فداء ولا خلاص إلاّ بالمسيح. وكل من لا يؤمن بهذه الحقيقة يقع في التيه والضلال.
والى من سيجوز في قلبها سيف، نقول: العالم حاقد وابنُكِ حبّ، العالم ظلمة وابنُكِ نور، العالم كفر وابُنكِ إيمان، العالم مال ولذّة وابنُكِ فقر وحرمان، العالم كذب ومصالح ابنُكِ حقيقة ووفاء وصدق.
5) لقاؤنا مع الله يمرّ عبر معاناة واختبارات صعبة: وقد لا يتمّ هذا اللقاء دفعة واحدة، بل عبر اختبارات مرّة، ومعابر طويلة ومضنية، نكتشف فيها شيئاً فشيئاً ملامح وجهه الأزلي. وقد يكون منطلق طريقنا الى الله مأساة فردية ومعاناة شخصية: شعوراً بفراغ الدنيا بدون الله، وسخافة الحياة بدون المحبة، وعبء الخطيئة بدون الصفح، وتفاهة الأخذ بدون العطاء، ومرارة الإنطواء على الذات والتمسّك بالأنانيات الصغيرة المخبأة في زوايا القلب. كما أن الله يطلّ علينا أيضاً من خلال أحداث حياتنا الجماعية ومآسينا الوطنية.
6) نذكر في هذا اليوم كل المكرّسين والمكرّسات. الذين كرّسوا حياتهم للرب، ليزيدهم نعمة وقوّة، في نشر رسالة يسوع، كي يؤمن العالم به وبالآب الذي أرسله، وبالأمّ التي ولدته. اجعلهم يا ربّ بذار حبّ وأمانة، وشهادة حقّ. وألهمهم أن يقبلوا دعوتهم بروح الإيمان والتوبة والتسليم لمشيئتك.

صلاة:
أيها الآب الصالح، استجب صلاتنا المُلهمة من روحك القدوس لأجل مجدك وخلاص الجميع، بيسوع المسيح ابنك الوحيد وربّنا الذي هو الطريق والحقّ والحياة، الى دهر الدهور. آمين.


الاحد ٢ شباط ٢٠٢٠  عيد دخول المسيح الى الهيكل (لو 2/22-40)

التعديل الأخير تم بواسطة souad jaalouk ; 02 - 02 - 2020 الساعة 04:35 AM
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اروي يارب ٢٠٢٤ بدموعي اللي نزلت في ٢٠٢٣
القلب -قداسة البابا تواضروس ٢٠٢٢/١٢/٢٨
رسالة مريم العذراء في مديوغوريه إلى العالم في ٢٥ شباط ٢٠٢٢
(رسالةُ ملكةِ السّلام من خلال إيفان في ٢٢ كانون الثاني ٢٠٢٢)
كلمة البابا تواضروس الثاني من قداس أحد الشعانين اليوم ١٢/٤/٢٠٢٠ 😍


الساعة الآن 09:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024