"الفقى": لا يجب الضغط على البرادعي وينبغى الكف عن انتقاده.. و"عبدالمجيد": يوجد سوء فهم
يتعرض الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، لهجوم حاد من جانب بعض الإعلاميين والشخصيات العامة، بسبب تصريحاته الرافضة لاستخدام العنف فى التعامل مع المعتصمين، ومطالبته بتشكيل لجان تحقيق مستقلة فى أحداث الحرس الجمهورى والمنصة، ومحاسبة المسؤولين عنها، بينما يتعرض لهجوم آخر من التيار المدنى بسبب أحداث العنف وسقوط ضحايا أمام الحرس الجمهورى وعند المنصة.
وقال الدكتور مصطفى الفقى، الدبلوماسى الأسبق والمفكر السياسى: "لا يختلف اثنان على أن البرادعى واحد من أبرز ملهمى ثورة 25 يناير، ويتمتع بمكانة دولية رفيعة، ووراءه تاريخ ناصع فى العمل الدولى، وحاصل على جائزة نوبل، وأزعم أننى من أقرب الناس إليه فى تاريخه الشخصى، فهو رجل جاد وموضوعى، ولا يحكمه الهوى، وما يقال عن عمالته لأمريكا أو غيرها كذب وافتراء، والولايات المتحدة لم تكن مرتاحة لسياسته فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية خاصة فى سنواته الأخيرة".
وأضاف الفقى: "إن ما يقال عن دوره فى تبرير غزو أمريكا للعراق غير صحيح"، مستشهداً بالمؤتمر الصحفى المشترك مع هانز بليكس، المدير العام الأسبق للوكالة، حيث قال له إنه "لا توجد شبهة أسلحة نووية لدى الترسانة العسكرية لصدام حسين"، مشيراً إلى أن دور البرادعى حالياً أقرب إلى الرمز الحكيم منه إلى القائد السياسى، فهو ليس رجل شارع، وليس لديه قدرة على الخطاب المفهوم الذى تعودناه، ولا يستميل الجماهير بتصريحات مطلوبة، بل يتصرف من وحى ضميره، وهو لا يريد فض العنف كنوع من الغزل للغرب والإدارة الأمريكية، أو حرصاً على الاحتفاظ بنوبل كما يقال.
وتابع الفقى: "يجب الاعتراف بأن البرادعى لا يتمتع بنفس طويل فى السياسة الداخلية، ويمكن أن يضيق بالأوضاع الخاطئة بسرعة، ولا يتملق الجماهير، ويتصرف دائماً من وحى قناعاته وضميره، ولو زادت الضغوط عليه قد يستقيل، ولوح بذلك من قبل، وهنا يحدث شرخ كبير فى نظام ما بعد 30 يونيو، ويكون الحصاد لصالح جماعة الإخوان، ويعطى خروجه من الحكم مبرراً قوياً للغرب وأمريكا فى مزيد من الإدانة لما يحدث فى مصر".
وطالب الفقى بضرورة الكف عن انتقاد البرادعى دون مبرر مفهوم، مطالباً إياه "بمزيد من الصبر، وتفهم أن الخلاف بين نظام الحكم وجماعة الإخوان ليس سياسياً فقط بل خلاف فى أسلوب التفكير وطريقة الحياة وهوية الوطن".
واعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، المحلل السياسى، الهجوم على البرادعى نتيجة لسوء فهم للموقف، واعتقاد أن البرادعى يعترض على تطبيق القانون فيما يتعلق بالتجمعات الخارجة على القانون، وهذا غير صحيح فالبرادعى يؤيد التعامل فى إطار القانون، وهذا ما سيحدث لأننا لا نحتاج إلى أى إجراءات استثنائية. وفى قانون العقوبات ما يكفى وما يزيد للتعامل مع التجمعات المخالفة للقانون.
وقال "عبدالمجيد": إن البعض يحمل البرادعى مسؤولية التأخير فى مواجهة العنف والإرهاب بعد التفويض الشعبى، وهذا غير صحيح، فمواجهة العنف والإرهاب عملية كبيرة تحتاج إلى خطط دقيقة بناء على معلومات تفصيلية واستعدادات كاملة، ولا تحدث فى غمضة عين ولا توجد عصا سحرية لتنفيذها.
بوابة الفجر الاليكترونية 
