رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في 10 مشاهد.. ما لا تعرفه عن علاقات مصر والهند في جنوب قارة آسيا، وتحديدا على ضفاف نهر السند، استطاعت الهند تحويل الانقسامات الداخلية والهجمات الإرهابية، التي أصابتها في تسعينيات القرن الماضي إلى إصلاحات اقتصادية، جعلتها تصبح واحدة من أكبر الاقتصادات نموا في العالم، ومن أكثر الدول امتلاكا للقوة النووية، ما جعلها محل تودد من كافة الدول، ومن بينها مصر، والتي تربطهما علاقات قوية منذ أكثر من 100 عام. يرصد "دوت مصر" 10 مشاهد من علاقة الهند ومصر، تزامنا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، إلى الهند للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى "الهند – إفريقيا". نص كلمة السيسي في قمة الهند 1- في 28 سبتمبر 1961، اقترح رئيس جمهورية يوجوسلافيا، تيتو، على الزعيم الهندي، رئيس الوزراء آنذاك، نهرو، أن يزورا معا الرئيس المصري، جمال عبد الناصر، في قصر القبة بالقاهرة، لإعلان تأييدهما له بعد انفصال مصر وسوريا. ويروي الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، في كتابه "عبد الناصر والعالم"، أنهم جلسوا شأنهما شأن الأصدقاء الحميمين، وفي ذلك اللقاء روى لهما عبد الناصر أن رئيس الجمهورية السورية، شكري القوتلي، كان قد حذره من أن الانضمام إلى السوريين في وحدة لن يكون بالأمر اليسير، وقال: "تهنئتي ياسيادة الرئيس، إنك لا تعرف الشعب السوري فقد ورثت أمة نصف أفرادها من السياسيين، وربع آخر من أفرادها يعتبرون أنفسهم من الأنبياء، وثمن الأمة يعتبرون أنفسهم من الآلهة". وابتسم عبد الناصر ابتسامة شاحبة إذ تذكر ضحكة القوتلي، ورد عليه نهرو: "عندي 400 مليون مواطن هندي وذلك يعنى أن عندى 400 مليون مشكلة". 2- سبق وأن جمع الزعماء الثلاثة (عبد الناصر – نهرو – تيتو) اجتماعا آخر في بريوني يوليو 1956، وقال نهرو خلال لقاءه بفريق المراسلين الأجانب في مطار بولا: "ليس هذا مؤتمر، إنما هو لقاء بين أصدقاء، يا هؤلاء المراسلين الحمقى، أنهم يتحدثون عنا كما لو كنا كتلة أخرى بينما نحن ضد كل الكتل". 3- سلم السفير السوفييتي ممثلي دول عدم الانحياز، ومنهم مصر ويوجوسلافيا والهند، رسالة من رئيس المجلس الأعلى للاتحاد السوفيتي، خروشوف، جاء فيها: "الاتحاد السوفييتي سيستأنف إجراء التجارب على الأسلحة النووية"، وأثار هذا النبأ الغليان في المؤتمر لأنه كان يناهض كل ما كانت تنادى به دول عدم الانحياز. وانضم نهرو إلى عبد الناصر ليبحثان الوضع الجديد وقال الزعيم الهندى: "إن المشكلة لم تعد مشكلة انحياز أو عدم انحياز، إننا نجابه الآن قضية السلام أو الحرب"، لكنهم تنبهوا إلى عبارة في رسالة خروشوف يقول فيها: "سيبرهن التاريخ فيما بعد أن هذا القرار الذي اتخذه الاتحاد السوفييتى يخدم مصلحة السلام". ومن ثم خلصوا إلى أن خروشوف كان يحاول أن تضغط دول عدم الانحياز بدورها على الولايات المتحدة لإجراء تسوية للقضايا الدولية قبل فوات الأوان، وقال عبد الناصر في خطابه: "ليس أمامنا الآن من بديل، فإما الحرب أو المفاوضات، علينا أن نحاول إذابة الجليد بين الدولتين الكبيرتين". واقترح إيفاد رئيس جمهورية إندونيسيا ورئيس جمهورية مالي إلى البيت الأبيض، بينما تقرر إيفاد نهرو ورئيس جمهورية غانا، إلى الكرملين، وحمل المبعوثون رسالتين أصر نهرو على كتابة مسودتيهما، وقال: "للمرة الأولى في التاريخ تتقدم أقل الدول قوة بمطالب ترقى إلى مرتبة الأمر، إلى أكثر الدول قوة في العالم". 4- هاجم الصينيون الهند عام 1962، بسبب النزاع على الحدود، وكان عبد الناصر الشخص الوحيد الذي يسعى نهرو لأن يلجأ إليه، وعندما كتب إليه نهرو يمده بتقييم للموقف، أجابه عبد الناصر بأنه لن يكون في وسعه أن يمنح الهند تأييده المطلق علنا، ولن يكون في وسعه أن يهاجم الصين على عدوانها، لأنه على حد قوله: "يجب أن أبقي مسالكى مفتوحة مع كل منكما، إذاكان لي أن أحتفظ بقدرتي على التوسط". ووافق نهرو على تلك المعالجة الهادئة، لكن اليمينيين (المعارضين لنهرو في الهند) استخدموا ذلك كهراوة أخرى يضربون بها نهرو، فكانوا يقولون: "ماذا فعلت دول عدم الانحيازمن أجلك وأين هى صداقتك مع العرب وعبد الناصر؟"، ولقد بذل نهرو جهده في الدفاع عن عبد الناصر، الذي نجحت دبلوماسيته في حل الأزمة وتوجت بعقد مؤتمر كولومبو، واستطاعت المقترحات التى أقرها وأصدرها المؤتمر أن تحصر فى النهاية الأزمة الهندية- الصينية، وأن تؤدي إلى إنهاء القتال. 5- ووفقا لما ذكره هيكل أيضا، كان نهرو يروي الكثير من الأسرار ومعلومات عن حياته لعبد الناصر، وحكى له ذات مرة أنه عندما سئُل غاندي عن سبب اختياره نهرو، خلفا له على الرغم من أنه تلقى تعليمه خارج الهند، وعلى الرغم من أنه كان هناك من المرشحين من هم أحق بوراثة زعامته، فأجاب غاندي :"لأن نهرو هو الوحيد القادر على ربط الهند بالقرن العشرين"، لكنه قال لعبد الناصر :"لا أدري إذا كنت سأرقى إلى مستوى تحقيق آمال غاندي". 6- عند وقوع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ساندت الهند الموقف المصري حيث دافع نهرو عن القضية المصرية، الأمر الذي بلغ حد التهديد بانسحاب بلاده من الكومنولث البريطاني، كما أيدت الهند مبادرة السلام للرئيس السادات في نوفمبر 1977، ووصفت زيارته للقدس بأنها شجاعة وإيجابية. 7- أرسل عبد الناصر لجنة لفحص أنواع الواردات المصرية من الهند، ومن المعروف أن الواردات المصرية من الهند هي: (الشاي– البن– التوابل- قطع غيار- ووسائل نقل). 8- كان نهرو في طريقه إلي مصر، أبلغ السلطات أنه سيقوم بزيارة مصطفى النحاس باشا بمنزله، فلما اعترض النظام العسكري حينها في مصر علي زيارته للنحاس، قام «نهرو» بإبلاغهم بأنه يلغي حضوره إلي مصر، ما اضطرهم إلى الموافقة علي الزيارة، وخلال حديثهما قال النحاس لـ «نهرو»: "الآن نشأت الجهمورية التي أرجو الله أن يوفق رجال الجيش في أن تكون جمهورية مدنية علمانية وأنا أعرف أنك صديقهم فأرجوك أن تقول لهم: الضمان لما يريدون من إصلاح هو أن تكون الجمهورية علمانية ديمقراطية"، وهو ما أيده نهرو متمنيا أن تصبح الهند مثل مصر- بحسب ما جاء في مذكرات النحاس. 9. بدأت العلاقات المصرية الهندية من الناحية السياسية فعليا، من خلال الزعيمين غاندي وسعد زغلول، ويقول غاندي في كتاباته عن سعد زغلول: "إني اقتديت بسعد في إعداد طبقة بعد طبقة وعن سعد أخذت توحيد العنصرين ولكني لم أنجح كما نجح فيه، إن سعداً ليس لكم وحدكم ولكنه لنا أجمعين". ويقول رئيس مؤسسة أوبزرفر البحثية الهندية، سودهيندرا كولكارنى، في تصريحات صحفية، مؤخرا، إن الزعيم غاندى أرسل خطابًا لصفية زغلول عام 1931، وأعرب فيها عن رغبته فى لقائها وزيارة قبر سعد زغلول، وكان دائم التواصل معها. 10- منحت الهند الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك جائزة الرئيس "جواهر لال نهرو" للسلام والتفاهم الدولي لعام 1995. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التبادل الثقافي بين سيريلانكا والهند |
في كل إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه |
رواية الكبرياء والهوى |
غابة سونداربانس، والهند وبنجلاديش |
مالا تعرفه ما لا تعرفه عن رؤساء الولايات المتحدة |