ظن إيليا النبى فى وقت ما ، أنه الوحيد الذى يعبد الرب ، و قال له " و بقيت أنا وحدى لأعبدك " ، فرد عليه الرب أنه توجد سبعة آلاف ركبة لم تنحن للبعل 0
ما أخطر الشعور ، بأننا الوحيدون الذين يعبدون الرب ، أو الوحيدون أصحاب المبادئ !!
و ننسى أنى هناك 7000 ركبة ( و هى مضاعفات عدد كامل ) تعبد الرب ، و نحن لا نعرف
هناك من يدينون الجيل كله ، و يحكمون على كل الشعب بالضياع و الفساد !! و ينسون هناك مختارين للرب ، قد لا يعرفونهم ، و لكن الله يعرفهم 0
كان الكتبة و الفريسيون يظنون أنهم هم وحدهم ، حفظة للناموس ، و هم وحدهم المدققون فى أمور الشريعة ، لذلك أصيبوا بالكبرياء و عجرفة القلب و التعالى على الآخرين ، و صاروا يدينون غيرهم و يصفونهم بأنهم خطاة حتى السيد المسيح نفسه ، إتهموه بأنه كاسر السبت ، و ناقض الناموس ، وانتقدوه لأنه كان فى اتضاع يجلس مع العشارين و الخطاة 0
لما حورب الأنبا أنطونيوس بالبر الذاتى ، و ظن أنه وحده الراهب ، أرسله الله إلى حيث القديس الأنبا بولا السائح ، ليريه أن هناك من هو أفضل منه ، و إن كان من ال 7000 ركبة غير الظاهرين 00
و لما حورب القديس مكاريوس الكبير بنفس الحرب ، أرسله الله إلى إمرأتين متزوجتين فى الأسكندرية ، قال له إنهما فى نفس درجته الروحية ، أى أنه ليس وحده 00 و هاتان كانتا من ال 7000 ركبة المخفية 00
ما أصعب هذه الخطية ، أن يظن إنساناً أنه هو وحده الخادم الأمين ، هو وحده الذى يصلح للقيادة و الرئاسة ، و ليس غيره !
إن المحب يفرح بوجود كثيرين مثله ، أو حتى أفضل منه 00 كما قال موسى " ياليت جميع شعب الله أنبياء " 00 أما محب ذاته ( فى أنانية ) فإن هذا الأمر يتعبه ، أو على الأقل
لا يفرحه 00 ! يظنها منافسه له ، لأنه لا يهتم بما لله ، بل بما لنفسه 00 !