|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَذِهِ عَشَرَ مَرَّاتٍ أَخْزَيْتُمُونِي. لَمْ تَخْجَلُوا مِنْ أَنْ تُعَنِّفُونِي [3]. أخزوه بما نسبوه إليه من صفاتٍ شريرةٍ وما اتهموه به مرة ومرات بلا ترددٍ. كانت كلماتهم كسيفٍ قاتلٍ وكحجارةٍ ثقيلةٍ سحقت نفسه. لم يخجلوا من أن يحتقروه، إذ جعلوا أنفسهم غرباء عنه، وكانوا يتظاهرون كمن لا يعرفونه (أي 2: 12). لم يتعاملوا معه بذات الدالة التي كانت لهم في رخائه. لذا يقول الحكيم: "الصديق يحب في كل وقتٍ" (أم 17: 17). لقد تحدثوا خمس مرات، وكان كل منهم يضاعف توبيخه فأحصى أيوب ما فعلوه به، قائلًا: "عشر مرات أخزيتموني". هذا ورقم 10 يشير إلى الكمال الزمني لذلك جاءت الوصايا في الناموس عشرة، إشارة إلى التزام المؤمن بالوصية طوال زمن عمره. وهنا كأنه لم يترك الأصدقاء لحظة من لحظات جلوسهم معه إلا وحملت روح النقد اللاذع والتوبيخ لكي يخزوه. * "فقط لتعرفوا أن الرب يعاملني هكذا" [3 LXX]. يقول على الأقل ليت كرامة ذاك الذي يؤدبني تجعلكم تغيروا نظرتكم نحوي. فإنه لا يليق بكم أن تطأوا على الناس الذين يؤدبهم الله، بل أن تتنهدوا وتحزنوا على مثل هؤلاء، خاصة وأنه لا يليق أن يفرح أحد بموت آخر، فإن هذا التصرف لا يُترك بدون عقاب. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|